عزيز فيالة
عزيز فيالة


«سر الحياة» قصة قصيرة للكاتب عزيز فيالة

صفوت ناصف

الجمعة، 16 فبراير 2024 - 03:01 م

النداء قائم لم اعتده من قبل، والطَرق على الباب.. تهتز الجدران، قسم ووعيد كأنها طلقات أفرغت دفعة واحدة، أحدثت ثقوب فى كل بدنى. . إنذار على أن أنتبه وأقوم بسرعة، نصفي ثلج ونصفي نار، المدينة تجمعت على باب غرفتى، محاولين تحطيمه والفتك بي! عليّ أن اختبئ الآن . . أين؟

تحت السرير، فى الدلاب، خلف الستائر. لا يوجد كل ما ذكرت! المنفذ الوحيد هو الشباك الذى يطل على المسقط ، لكن به سياج من سنابل الحديد مثبتة وتَصعب إزاحتها. ولو أمكن ذلك، باب المسقط مغلق ومفتاحه مع صاحب البيت.

حاولت الإفلات ضمتنى أكثر وضغطت تماوجت وتفوهت إيقاع جذاب والنداء قائم والقسم والوعيد يتكاثر يطاردنا.. يأخذنا عرايا ليس معنا ما يسترنا، تلتف حولنا الناس من كل جانب، وينهالون علينا يلعنوننا وأمثالنا، ومن المؤكد قتلنا ولن يسألونا لماذا فعلنا لقد تجاوزت الأربعين ولا يوجد معى إلا جنيهات، لابد من الهرب حتى أنجو بنفسي.

حاولت أن أنزع نفسى منها. طوقتني بذراعيها همست فى أذني انتظر لحظة، وكأنها لا تسمع ما أسمعه . إيقاع جذاب يعطيك قوة وصلابة وكأنها النهاية وصراع البقاء. راحت تعبث بأناملها فى شعرى وانزلقت يدها رويدًا رويدًا تعبث فى سر الحياة ، ارتفع الإيقاع وازداد ضراوة حتى تبلغ النشوى منتهاها. .

نسيت لبرهة كل شيء وانفعلت تجاهلت العالم على رأسي بسيوفهم تنفصل ويرتوى الجسد. . استيقظت قمت أهرول ارتطمت أصابعي فى أشياءٍ مبعثرة ، أيقنت أن كل شيء هادئ والضجيج كان من الشوارع المحيطة بالبيت. . التقطت قميصي ولملمت قروشي ومسحت عرقي وخرجت.

اقرأ أيضا|السيد النجار يكتب: الجدار الحديدي؟!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة