أسامة العيسة
أسامة العيسة


الأديب الفلسطينى المرشح لحصد «البوكر» العربية: تأثرت بـ «محفوظ» و«إدريس» و«حبيبى»

فادية البمبي

الأحد، 18 فبراير 2024 - 07:00 م

الروائى الفلسطينى «أسامة العيسة».. ابن مخيم «الدهيشة» المقام منذ 70 عاما بمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تفرد بين أبناء جيله من الروائيين الفلسطينيين بالكتابة عن المكان، حيث تتبع حكايات أبناء المخيم من المهمشين والمهزومين، ووثق حكاياتهم.

قال أسامة العيسة، بعد ترشح روايته «سماء القدس السابعة» للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية «البوكر»،  فى حواره للأخبار، يصعب التعبير عن فرحى، فى زمن غزة الدامى، أحاول إقناع نفسى أن وصول روايتى المشتبكة مع واقع قاس، وصعب، إلى القائمة القصيرة لجائزة معتبرة، هو مساهمة فى معركة الأمل التى يخوضها شعبنا، إدراج روايتى فى القائمة يمنحها فرصة انتشار أكبر، ووصول إلى قراء مفترضين، وهذا ما يتمناه الأديب، بل هو جائزته الحقيقية. 

هل «سماء القدس السابعة» محاولة لتوثيق التاريخ الفلسطينى؟
إن مشروعى الروائى يستند إلى الفهم العميق للمكان والزمان الفلسطينيَّين، وهى مسألة قد تختلف عن التوثيق، فالتوثيق قد يكون من عمل المؤرخ والصحفى، أكثر من المبدع، أحاول تقديم المكان الفلسطينى من زوايا مختلفة، معتبرا أنه ما زال بِكرًا من ناحية معرفية، خصوصًا أنَّ العرب فى وجودهم الطويل فى فلسطين، لم يسهموا كثيرًا فى الجهد المعرفى للمكان، فى معظم الحالات ارتكنوا على المرويات الدينية، والأساطير.

اقرأ أيضاً| مصطفى كامل: لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً

هل الصمود والخيال، أبرز الأسلحة المستخدمة فى المقاومة الفلسطينية؟
الفلسطينى فعل مثلما يفعل أى إنسان يُحتل وطنه وتاريخه، بدأ مقاومته مبكرًا، وتطورت هذه المقاومة مع أجيالٍ تحمل فى كل مرَّة ما أسميه ربيعها، واختيار شكل مقاومتها. أعتقد أنَّ الصمود هو أبرز أشكال المقاومة فى الأراضى الفلسطينية كافة، وأشكال المقاومة كافة تحتاج إلى الخيال، وأحيانًا إلى الجنون، كما حال المقاومة الآن فى غزة والضفة الغربية. إننا نرى كيف يناطح الكف، المخرز.



بعد ترشح روايتك ورواية «باسم الخندقجى» إلى البوكر العربية، والجدل الذى حدث حول رواية تفصيل ثانوى لـ«عدنية شبلى» هل نستطيع أن نقول إن الرواية عادت بقوة إلى الساحة الأدبية؟

تشهد الرواية الفلسطينية، انتعاشًا منذ بضع سنوات، بعد استيعاب صدمة أوسلو، وانعكاس التراجع على المناحى كافة، ومنها الأدبية.

اللافت فى جائزة البوكر هذا العام، أنَّها المرَّة الأولى التى تصل فيها رواية كتبها أسير، وهو «باسم الخندقجى»، إلى هذه الجائزة الرفيعة، هذا يعنى أن الأدب الذى يكتب فى غرف السجن وزنازينه، تمكَّن من تطوير نفسه، رغم الظروف القاسية، أى عودة للأدب، سواء كان فلسطينيًا أو غيره، هو أمر مهم، للثقافة الإنسانية.

كيف ترى الروايات التى كتبت عن فلسطين بأقلام ليست فلسطينية؟
ما اطلعت عليه من تجارب لم يكن مشجعًا، مثل رواية للأديب الجزائرى ياسمينة خضرا، شعرت أنّ روح المكان الفلسطينى، وإنسانه مفقودة، هناك كتابات بأقلامٍ فلسطينية ينطبق عليها هذا أيضا، العمل الأدبى صناعة، تحتاج إلى الكثير، ولا تتطور بالنوايا الحسنة، والمشاعر الوطنية.

من وجهة نظرك ما أفضل الروايات التى كتبت عن فلسطين؟
فى الأدب لا يوجد أفعل تفضيل، لكننى أعتقد أنَّ الأديب الذى تمثَّل فلسطين، بدون بطولات زائفة وشعارات فارغة، هو «إميل حبيبى».

هل ستواصل توثيق الحياة الفلسطينية بعد رواية «سماء القدس السابعة»؟
أزعم أنَّنى صاحب مشروع أدبى متواصل، أسعى إلى تطويره بشكل دائم، وأصبح أيضًا هو مشروعى الحياتى، لا حياة لى خارج الكتابة.

ومن الأدباء الذين تأثرت، بهم وكانوا مصدر إلهامك؟
تأثرت فى بداياتى الأدبية بأدب المقاومة الفلسطينى، وبالأديب «إميل حبيبى»، الذى أعتقد أنه أهم أديب فلسطينى ظهر خلال القرن الـ20، وتأثرت بعدد من أدباء العالم مثل «همنجواى»، و«نجيب محفوظ»، و«يوسف إدريس»، و«بابلو نيرودا» وغيرهم، لكن الأقرب إليَّ من ناحية إبداعية هما «إميل حبيبى» و«نجيب محفوظ».

جدير بالذكر أن «العيسة» من مواليد العام 1963، وقد صدرت له روايات: «المسكوبية»، و«قبلة بيت لحم الأخيرة»، و»وردة أريحا»، و»قط بئر سبع»، و«جسر على نهر الأردن» و»مجانين بيت لحم» التى توجت بجائزة الشيخ زايد للكتاب فى العام 2015، وأخيراً رواية «سماء القدس السابعة»، وله أيضاً كتب علمية وتاريخية مثل «مخطوطات البحر الميت»، و»تل أبيب لا تعرف النسيان: قصة اغتيالات قادة انتفاضة الأقصى».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة