الأديب سيف المرواني
الأديب سيف المرواني


«انهيار دمعة» قصة قصيرة للأديب سيف المرواني

صفوت ناصف

الإثنين، 26 فبراير 2024 - 07:41 م

انهيار دمعة ترفض الاستمرار وتعلن عدم الإبحار، تأبى الرسوب، تتخلى عنها لحظات الجمال في العالم، فينسفها الوقت إلى ديار الضياع تتألم تصرخ.

تمشى في الطريق بشعور يشوبه الأمل والحزن..النجاح والرسوب الانطلاق والخمول .

كان لديها شعور كبير بالنجاح، وعندما استلمت النتيجة تغيرت الرياح وأتت بما لا تشتهى، مفاجأة مذهلة تنظر إلى النتيجة تشاهد أن رسوبها في مادتي الرياضيات والقواعد .

صرخت صرخة مدوية سمعها جميع من في أنحاء المدرسة وأطلقت آهة طويلة وبدأت تشد شعرها غير مصدقة حلت الغيوم محل الفرح والصفاء وتلوث الجو والنقاء .

وأصبحت لا تعي ما حولها , اكتسي وجهها بالظلام وانهارت جميع الأحلام ورمت علي الأرض الأوراق والأقلام تندب حظها العاثر.

صديقتها ليلي التي كانت رفيقة رحلتها منذ البداية تحاول تهدئتها .

ترفض بشدة تترنح كأنها غصن يهتز من قوة الرياح يريد إن يسقط حل الإعياء فجاءه في جميع أوراقها وانتشرت الدموع علي أحداقها .

لا زالت ليلي تساعدها وتقف بجانبها تشد من أزرها لكن قوة الصدمة أكبر منها .

تصرخ تهذي بسمة بصوت عالي سمعه كل من في الشارع لن أعود إلي المدرسة مطلقا سوف أرحل، ما عادت تهمني الأفضل لي أن أدفن نفسي انتحر, ألا تندفع سيارة وتحطم عظامي وارتاح من جميع ما في الدنيا.

هنا وقفت ليلي قائلة: الأمل بالله كبير يا بسمة.

 ولكنها تواصل حديثها ماذا أقول لوالدي وأمي وأخوتي ؟ بما أخبرهم هل أدخل علي قلوبهم الحزن بعد أن كان البيت مليئاً بألوان الفرح لنجاح أخواتي فأحطم بهجتهم بفاجعة لا أرغب في البقاء ولا الحياة أريد الرحيل يا ليلي بالله عليك اتركيني وشأني فقد انغمست في الظلام إلى أبعد حد معه لا أستطيع أن أري شيئاً أريد أن أمزق ثيابي , وصمت أطل .

ليلي: يا حبيبتي يا بسمة لا عليك  لما هذا التشاؤم إلا تذكرين الله أنت الإنسانة المتدينة أعرف أنك أقوى من الظروف فلا تضعفي هذا ليس برسوب إنما هو إكمال وبإذن الله وقدرته سوف تكونين معي في الصف الثالث المتوسط إن شاء الله وأنا متأكدة إلى أبعد حد أنك سوف تنجحين فليكن أملك بالله كبير فلا تنظري إلى هذه النتيجة بمنظار أسود قد تكون كبوة جواد فسوف تكون دافع لتنالين ما تتمنين سوف تنطلقين بقوة أكبر تتجاوزين كل الحواجز .

يا ضياء كل همسة: لا أرغب في أن أري الدموع تغطي وجهك الجميل وتخفي كل ابتسامة كانت تشرق .

يا صديقتي الغالية: لا أرتضي أن أشاهدك وأنت علي هذه الحال أرتجي أن تتبدل الدموع إلى أمل والليل إلي فجر والصمت إلى نغم وأن ترددي نشيدك الدائم بتلك النغمات الحالمة، ألا تشعريني بصداقتك إذا كنتي كذلك فابتسمي.

 وران من جديد صمت أطبق علي الجميع في تلك اللحظة وبعد خمس دقائق ازداد نحيب بسمة بعد ذلك الصمت .

وقالت: لقد كنت طالبة مجدة لما تعاقبانني يا أستاذة مهجة ويا أستاذة صفية لما تحطما حلمي دموع تسيل علي الطريق وتسقط بسرعة كبيرة علي الأرض تتخطي الحجاب وتبلله صرخات وليل معتم رغم توسط الشمس في كبد السماء ولازالت تمشي علي إيقاع الموت .

أنات داخلية وخارجية, وليلي تتابع كل خطواتها واستمر النحيب وانقطعت الرحلة.

هل هي إلى ضياع أم إلي حلم بتجدد , وأمل ينطلق وبسمة تغرد أم إلي انحسار أبدي . 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة