أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

عجز دولى

أسامة عجاج

الثلاثاء، 27 فبراير 2024 - 06:07 م

 لا أنكر أن هناك جهداً يتم بذله، خلال أكثر من ١٤٠ يوما من العدوان الإسرائيلى الأخير على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ولكن علينا أن نعترف، وبأمانة تقتضيها بعض من الإنسانية، التى مازالت بداخلنا، إن الحصيلة صفر. وسنتوقف على الصعيد الإنسانى والقانونى والسياسى، فيما يخص الأول، فى نهاية الأسبوع الماضى اجتمع رؤساء ١٩ وكالة أممية، فى إطار اللجنة الدائمة المشتركة، وهى أعلى منصة للتنسيق الإنسانى تابعة للأمم المتحدة، حيث أصدرت بيانا لها، حذرت فيه من خطر شديد يواجه المدنيين فى غزة، وطالبوا بالتمكن على أقل تقدير من توفير الغذاء والدواء ومياه الشرب والمأوى، مع وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين والبنية التحتية، وطالبوا بتدخل قادة العالم لمنع وقوع كارثة أسوأ، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء، بل ووصلت الأمور إلى درجة خروج أطفال غزة فى مظاهرة غير مسبوقة مؤخرا، قرعوا خلال أوانى الطهى الفارغة منذ مدة طويلة، وحملوا لافتات كتبوا عليها (الخبز أصبح حلمى)، (نريد أكل)، بعد أن تناولوا بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشرى، ووفقا للأمم المتحدة هناك ٢ مليون و٢٠٠ ألف شخص يعانون من مجاعة جماعية، أما على الصعيد القانونى، فقد وصل عدد الدول والمنظمات الدولية التى تقدمت بمرافعات أمام محاكمة العدل الدولية إلى رقم غير مسبوق، ووصل إلى ٥٥ دولة، تضمنت إدانات لممارسات إسرائيل، ولم يؤيدها سوى أمريكا وبريطانيا، ومازالت المحكمة تراوح مكانها، دون أن تصدر مجرد توصية لن تلتزم بها تل أبيب بوقف العدوان، سياسيًا، تم عقد المئات من الاجتماعات الدولية والإقليمية والدولية، وناقش مجلس الأمن مشروعات قرارات لنفس الهدف، ولكن واشنطن استخدمت حق النقض ثلاث مرات، وعلينا أن نعترف أن كل ذلك، كـ (غثاء السيل)، العجز الدولى غير مبرر، خاصة وأن السوابق على قدراته عديدة، إذا أرادت واشنطن، التى نجحت فى تشكيل تحالف دولى ضد داعش فى سبتمبر ٢٠١٤ ضم ٨٧ دولة، وبعضها لا علاقة له من قريب أو بعيد بمخاطر التنظيم، كما نجحت مرة ثانية، فى تشكيل تحالف (حماية الازدهار) فى ديسمبر الماضى، فقط بعد منع السفن من الوصول إلى موانئ إسرائيل، أظن أن تلك الفترة هى الأسوأ فى تاريخ العالم، من الهوان والعجز، من مجرد حماية شعب أعزل، ألقى عليه كمية من المتفجرات تعادل قنبلتين ذريتين، وقف العدوان وإنقاذ الأبرياء فى حاجة لعمل أكبر من (إبراء الذمة) أو استخدام اللسان، رغم أنه (اضعف الإيمان)، وإذا لم يحرك ضمير العالم صور الجائعين من الأطفال الجوعى فى غزة، فهل يفيق من صور انتحار جندى سلاح الطيران الأمريكى أمام السفارة الإسرائيلية فى واشنطن؟.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة