أحمد الإمام
عصير القلم
حالة خاصة
السبت، 09 مارس 2024 - 01:49 م
..النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «حالة خاصة» الذي تناول بذكاء وحرفية عالية مرض «التوحد» يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن العقل البشري يتمتع بقدرات غير محدودة مازال العلم عاجزًا عن كشف كل أبعادها.
صحيح انها ليست المرة الاولى التي يتم فيها تناول حياة مرضى التوحد دراميًا سواء على المستوى المحلي أو العالمي ولكن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «حالة خاصة» يؤكد أن هذه الحالة الفريدة مازالت ملهمة ومستفزة لكل صناع الدراما.
ومن أجمل ما قرأت عن التوحد ما دونه صديقي الطبيب المثقف رؤوف رشدي بأسلوبه الرشيق قائلا : التوحد هو مصطلح يطلق على شخص يعاني من اضطراب في التواصل أو التفاعل الاجتماعي، ولكنه يتمتع بمهارات استثنائية في مجال معين، مثل الحساب الذهني أو الفن أو الموسيقى.
هذا المصطلح يعني حرفيًا “المعتوه العبقري”، ولكنه يعتبر مهينا وغير دقيق، لأن الأشخاص الذين يندرجون تحته ليسوا بالضرورة معتوهين أو عباقرة، بل لديهم قدرات محددة تتجاوز مستوى الأشخاص العاديين.
من أشهر الأمثلة على الأشخاص الذين يصنفون كـ idiot savant هم:
كيم بيك، وهو كوري أصيب بالتوحد في سن مبكرة، ولكنه كان قادرا على حفظ ملايين الأرقام والتواريخ والمعلومات الجغرافية، وكان يستطيع قراءة كتابين في وقت واحد، واحد بكل عين.
بالمناسبة كيم بيك كان محور فيلم «رجل المطر” وهو فيلم درامي أمريكي صدر عام 1988، وهو من بطولة داستن هوفمان وتوم كروز، وإخراج باري ليفنسون الفيلم يحكي قصة شارلي بابيت، وهو تاجر سيارات طموح وأناني، يكتشف بعد وفاة والده أن له أخا مصابا بالتوحد يدعى ريموند، والذي ورث معظم ثروة والده. يقرر شارلي اختطاف ريموند من مؤسسة الرعاية التي يعيش فيها، ويأخذه في رحلة عبر الولايات المتحدة، محاولا الحصول على حصته من الميراث.
الفيلم حاز على إعجاب النقاد والجمهور، وفاز بأربع جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم وأفضل ممثل لداستن هوفمان الفيلم أثر في الوعي العام بمرض التوحد وظاهرة الـ idiot savant، وأصبح من الأفلام الكلاسيكية في تاريخ السينما الأمريكية.
ستيفن ويلتشاير، وهو بريطاني أصيب بالتوحد أيضا، ولكنه كان لديه موهبة فذة في الرسم، وكان يستطيع رسم مشاهد معقدة بدقة مذهلة بعد رؤيتها لمرة واحدة فقط.
دانيال تاميت، وهو فرنسي من أصل يهودي روسي، وهو مصاب بمتلازمة أسبرجر، وهي شكل خفيف من التوحد، ولكنه يتميز بقدرات خارقة في الرياضيات واللغات، ويستطيع حل مسائل صعبة في ثوان، وتعلم 10 لغات بسهولة.
هؤلاء الأشخاص يثيرون الدهشة والإعجاب، ولكنهم يواجهون أيضا العديد من التحديات في حياتهم اليومية، ويحتاجون إلى الدعم والتفهم من المجتمع.
لا يزال العلماء يحاولون فهم أسباب وآليات هذه الظاهرة النادرة والغامضة، والتي تظهر لنا أن العقل البشري لا يزال مليئا بالأسرار والإمكانيات.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة