كمال الشناوى وصلاح ذو الفقار فى مشهد من فيلم «الرجل الذى فقد ظله»
كمال الشناوى وصلاح ذو الفقار فى مشهد من فيلم «الرجل الذى فقد ظله»


الصحافة تضىء 100 شمعة لمبدع «الرجل الذى فقد ظله»

عاطف النمر

الأربعاء، 27 مارس 2024 - 04:51 م

خيرى حسن

احتفلت الأوساط الصحفية والأدبية الأحد الماضى بمئوية الكاتب الصحفى والروائى الكبير فتحى غانم الذى جاء إلى الدنيا فى 24 مارس 1924، وتخرج فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة، تولى رئاسة تحرير «صباح الخير»، وترأس وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، وعُين رئيساً لتحرير جريدة «الجمهورية»، وترأس تحرير «روزاليوسف».

تاريخ مشرف فى الصحافة والأدب ومن إبداعاته الروائية «الجبل الساخن والبارد ـ تلك الأيام ـ المطلقة ـ الغبى ـ زينب والعرش ـ الأفيال ـ قليل من الحب كثير من العنف ـ بنت من شبرا ـ ست الحسن والجمال» ومن أشهر رواياته «الرجل الذى فقد ظله» التى تدور أحداثها فى كواليس الصحافة، ويعتقد النقاد أنه أسقط فيها على شخص الكاتب محمد حسنين هيكل، والرواية تحولت عام 1968 لفيلم شاركت فى بطولته: ماجدة مع كمال الشناوى وصلاح ذو الفقار، وأخرجه كمال الشيخ.

الكاتب خيرى حسن المتميز بأسلوب المشاهد الدرامية احتفى بمئوية فتحى غانم على صفحته بالفيس فى مقالٍ بعنوان «الرجل الذى فقد ظله.. والرجل الذى فقد عقله» مستنداً لكتاب «ثورة يوليو والصحافة» للكاتب الكبير رشاد كامل، يبدأ المشهد الأول بالمقدمة التى كتبها فتحى غانم لرواية «زينب والعرش» التى وجه فيها رجاء للقارئ بألا يحاول البحث عن أوجه الشبه بين شخصيات الرواية وشخصياتٍ فى الواقع»، ويقول خيرى حسن: «ورغم الرجاء، ظل القارئ يبحث ويفتش ويربط بين شخصيات روايات فتحى غانم وما يماثلها من شخصياتٍ فى الواقع !»

المشهد الثانى: ذات يوم تساءل أحمد بهاء الدين: «هل عبد الهادى النجار فى رواية «زينب والعرش» هو محمد التابعى؟ أم هو مصطفى أمين؟ أم هو على أمين؟، وهل يوسف مؤلف الرواية هو فتحى غانم نفسه ؟ أم هو أحمد بهاء الدين؟، لذا حمل الكاتب الصحفى رشاد كامل هذه الاستفسارات لفتحى غانم وقال له : «هناك نظرية فى النقد تقول إن كل عمل فنى يعكس بشكل ما البنية الاجتماعية والطبقية للمجتمع، وعندما كتب «الرجل الذى فقد ظله» رد الكاتب الإنجليزى «ديزموند ستيوارت» قائلاً: «هذه الرواية كانت تدور حول أحد رؤساء التحرير الناصريين» !

المشهد الثالث : رشاد كامل يطرح السؤال على فتحى غانم: «أستاذ غانم.. مَنْ يقرأ رواية «الرجل الذى فقد ظله» يكاد يرى فيها نجوم الصحافة اللامعين؟، فرد عليه قائلاً: «أيوه.. زى مين يعنى؟»، فأجابه مستفسراً: «هل شخصية يوسف عبد الحميد السويفى فى الرواية تقصد بها محمد حسنين هيكل؟»!، رد فتحى غانم: «يعنى أفهم من كده أنك شايفه هيكل» ؟، فقال رشاد كامل: «أنا مش شايف حاجة يا أستاذ فتحى.. أنا هنا أسأل فقط؟»

أجابه فتحى غانم بابتسامة قائلاً: «صحيفة نيويورك تايمز كتبت مقدمة عن كتاب لهيكل قالت فيها: «لقد بلغ من شهرة هيكل فى مصر أن كُتبت عنه رواية «الرجل الذى فقد ظله»، قال ذلك ثم سكت، فلاحقه رشاد كامل قائلاً: «أستاذ غانم هذا رأى «النيويورك تايمز» وأنا أسأل عن رأيك أنتَ، رغم بيانك الإيضاحى فى مقدمة «زينب والعرش» بأن شخصيات الرواية لا وجود لها، إلا أن القارئ أحس بغيرِ ذلك ؟»

المشهد الرابع: بعد فترة من الصمت أشعل فيها فتحى غانم سيجارته، واحتسى ما تبقى أمامه من فنجان قهوته ثم قال: «شوف يا رشاد.. مرة قابلت هيكل - بعد نشر رواية «الرجل الذى فقد ظله» فقال لى بالإنجليزية: «أهلاً بالرجل الذى فقد عقله»، رد رشاد مستفسراً: «وحضرتك قلت له إيه ؟، فقال: «أبداً.. مقلتش حاجة.. وضحكنا احنا الاثنين»!

المشهد الخامس: نحتفل «بمئوية» الكاتب الكبير فتحى غانم، وبعد مرور الزمن والمحن، تثبت لنا الأيام إن لا محمد حسنين هيكل «فقد ظله»! ولا فتحى غانم «فقد عقله»، وبالنظر لحال الصحافة والأدب والثقافة أستطيع أن أقول: «نحن من فقدنا الاثنين»!!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة