أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

الأخبار مدرسة الإنسانية

أسامة شلش

الخميس، 18 أبريل 2024 - 08:52 م

تتلمذت عندما التحقت بالأخبار فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى على يد عباقرة الصحافة وأساطينها، وتعلمت منهم حتى «شربت» الصنعة التى اخترتها بإرادتى الكاملة، كانت مدرسة أخبار اليوم مدرسة «متفردة» كسبت ثقة الجماهير العريضة وبالذات البسطاء فى القرى والنجوع فى مختلف المحافظات وصارت بشهادة الكل «جريدة الشعب».

علمنا الأساتذة، أعمدة الأخبار فى ذلك الوقت أسس البرامج التى أكسبتها حب الناس، فارتبطوا بها.

من بين ما تعلمناه «الكتابة الإنسانية»، وتلك كانت من ضمن الأسلحة الكبرى التى دخلت بها الأخبار قلوب البسطاء، حتى فى كتابة الحوادث، علمونا كيف نبحث بين طيات الجرائم والأحداث عن النواحي الإنسانية ونركز عليها ونحن نصف ما حدث، وكان ذلك أسلوبا تفردت به جريدتنا، منذ أنشأها العملاقان على ومصطفى أمين واللذان أكسبا تلاميذهما تلك القدرة والاستطاعة، وصار للأستاذين تلاميذ، صاروا أساطين فى صناعة الأخبار والإنسانيات منهم الراحلون وجيه أبو ذكرى والأديب جمال الغيطانى وأحمد الجندى وعفاف يحيى، هؤلاء الذين صاروا عمالقة شارع الصحافة وتربينا على أيديهم، ورغم عظمتهم لا يتكبرون بل كانوا أساتذة «مُعلمين» لقد تعلمنا منهم فنون الكتابة والإخراج الصحفى فى كل المجالات التحقيق والحوادث والمقال والتغطية الخبرية والكتابة الإنسانية، رأيت هؤلاء العمالقة يتسابقون لعمل القصص الإنسانية لبرنامج ليلة القدر ابن الأخبار.

وللأمانة شعرت بالسعادة لما قاله الزميل العزيز د. أسامة السعيد رئيس التحرير فى بداية عملة على رأس تحرير الجريدة من ضرورة التركيز على استعادة بريق الدور الريادى الإنسانى فى كتابات الأخبار، فى كل سطر يكتب، وركز فى ذلك على الحوادث وقال لن أنشر حادثة أو قضية إلا إذا كانت تحكى قصة وتكشف ما وراءها بأسلوب إنسانى يشد انتباه الجميع.

الأخبار مدرسة الأجيال المتعاقبة التى حافظت على التفرد والوصول إلى الناس بأسلوبها المتميز منذ انطلاقها عام ١٩٥٢.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة