نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

شىء ما أصبح مفقودًا !

نوال مصطفى

الأربعاء، 22 مايو 2024 - 05:55 م

كتاب جديد ألفته «تيانا جودين» الكاتبة البريطانية، حظى باهتمام صحيفة «ديلى ميل» البريطانية واستحق أن تفرد له مساحة كبيرة لنشر عرض محترم لأهم ما تضمنه. الكتاب يتناول موضوع الساعة وكل ساعة منذ ابتلى الله البشر فى العالم كله بالهواتف الذكية التى قلبت حيواتنا جميعًا رأسًا على عقب!. تسعى المؤلفة إلى مساعدة قرائها فى صياغة علاقة جديدة بين العلاقات الطبيعية الإنسانية بين أفراد الأسرة واستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة وعلى رأسها الهاتف المحمول وخاصة الهواتف الذكية.

 يقدم الكتاب روشتة متوازنة لعلاقة متوازنة أيضا بين حياتنا الطبيعية والافتراضية من خلال برنامج تقترحه فى كتابها «توقف عن التحديق فى الشاشات» من أجل إعادة تقنين تلك العلاقة يتلخص فى 10 خطوات. الخطوة الأولى هى أن تبدأ بنفسك وتتبع كل القواعد التى سوف تضعها لاستخدام التكنولوجيا قبل أن تلزم بها أبناءك وأهل بيتك. الخطوة الثانية هى أن يتم تحديد أماكن وأوقات استخدام الأجهزة فلا تستعمل قبل تناول وجبة الإفطار، ولا يسمح بدخولها غرف النوم.

الخطوة الثالثة هى تحديد نوع العقاب الذى سيتلقاه الأبناء فى حالة مخالفة القواعد التى تم الإتفاق عليها، ومتابعة تنفيذها. الخطوة الرابعة هى قضاء وقت كافٍ مع الأطفال وشرح خداع التكنولوجيا، وكيف تعمل المواقع والتطبيقات المختلفة على إبقائنا مدمنين لها بلا فائدة حقيقية تعود علينا، وحثهم على القراءة وتحفيزهم بالمكافآت كلما أنجزوا عددا معينا من الكتب.

الخطوة الخامسة هى وضع صندوق فى مدخل البيت يضع فيه كل فرد من أفراد الأسرة هاتفه داخله عند وصوله إلى المنزل، وهى طريقة رائعة لإبعاد الأجهزة عن كل أفراد الأسرة وبالتالى تركيز الجميع على أشياء أخرى، حتى أن بعض العائلات تلجأ إلى تطبيق هذه القاعدة مع ضيوفهم أيضا خلال وقت الزيارة وذلك من أجل أن تعود الحوارات الطبيعية بين الناس وهى بالقطع تحمل مشاعر مختلفة عن تلك التى تتم عبر الشات والواتس آب.

الخطوة السادسة هى تشجيع الأطفال على الخروج إلى الهواء الطلق لمدة 15 دقيقة كل ساعة، وهذا يعطيهم فرصة للابتعاد عن أجهزتهم الإليكترونية. الخطوة السابعة هى عدم مشاهدة التليفزيون بينما نحن نقلب تليفوناتنا المحمولة، فهذا يشتت الانتباه تماما عن التواصل الصحى والإنسانى بين أفراد الأسرة، ويجب الاكتفاء بشاشة واحدة وهى التليفزيون، ويكون بالاتفاق على مشاهدة فيلم أو مسلسل أو برنامج معا. الخطوة الثامنة هى خلق بدائل جذابة لا تبعث على الملل بالنسبة للأطفال، فيمكن مثلا أن تذهب معهم للسباحة أو تقترح عليهم إعداد طبق جديد فى المطبخ معا أو ممارسة أى رياضة تستهويهم وتجذب اهتمامهم وشغفهم بعيدا عن الأجهزة الإليكترونية.

الخطوة التاسعة هى ضرورة إقناع الأطفال بهدوء والبعد عن العصبية إذا خالفوا القواعد، فالتغيير يحتاج إلى صبر، وسيطرة على الأعصاب، فالتشدد وعدم استيعاب رفض وتمرد الأطفال على تغيير نمط سلوك اعتادوا عليه لفترة طويلة يعتبر خطأ يجب ألا تقع فيه.

لذلك كن حريصا على الإقناع والقرب منهم وإيجاد البدائل الجذابة والتحفيز. الخطوة العاشرة والأخيرة هى منع وجود الهواتف أثناء أى حوارات عائلية، فهى قطعا تقلص مساحة الوقت المتاح للحديث بين أفراد الأسرة، وتشتت الانتباه إلى ما يقوله أحدهم، وبالتالى تنهار قنوات الاتصال بين أفراد الأسرة، وتصاب بالتصلب، والجمود.

كتاب «تيانا» أراه ضوءًا أحمر يوقظنا من غفوتنا التى طالت أكثر مما يجب، وأدت إلى تفسخ رهيب فى العلاقات الأسرية، والإنسانية، شيء ما أصبح مفقودا سحب من الحياة بهجتها وطبيعتها. وانتزع منا الإحساس العميق والحقيقى بأى شيء.

أصبحنا كالمندوهين المشدودين إلى شيء غريب، بلا معنى، نذهب إليه بأرجلنا ونسلمه أوقاتنا التى هى فى الواقع حياتنا بكل طيب خاطر، دون أن ندرى أنه يسرق منا أغلى ما نملك!.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة