مروى حسن حسين
مروى حسن حسين


رؤى مصرية

تغير موازين الحرب

الأخبار

السبت، 15 يونيو 2024 - 07:29 م

لا تزال الحرب المستعرة بين الجيش السودانى بقيادة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان منذ أكثر من عام تحصد الأرواح، واليوم تحول الصراع إلى حرب ضد المواطن السودانى وليس فقط ضد الجيش أو أى قوى سياسية أخرى.

قبل أسبوع استيقظ أهالى قرية ود النورة على وقع دوى سيارات الدفع الرباعى القتالية للدعم السريع، وهى تقتحم القرية الريفية الهادئة، الواقعة فى ولاية الجزيرة بوسط السودان.

فتحت نيران الأسلحة الثقيلة على الأهالى بصورة عشوائية ودون تمييز، فحصدت أرواح أكثر من 200 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن الذين لا حيلة لهم. 

شهدت ولاية الجزيرة العديد من الحوادث المشابهة خلال الفترة الماضية من قبل قوات الدعم السريع، إلا أن هذه الحادثة بالتحديد غيرت كل الموازين. 
ما تم بحق أهالى القرية هو «إبادة جماعية ومجزرة تتنافى وأعراف الحروب وتعتبر جريمة حرب كاملة الأركان يجب أن يدينها المجتمع الدولى. بشاعة ما حدث تسبب فى صدمة كبيرة، لا سيما أن هذه القرية مسالمة وبعيدة تمامًا عن مواقع العمليات العسكرية، وظلت طوال فترة كبيرة لا يعرفها أحد. 

استمرت العملية فى ود النورة لساعات طويلة، على دفعتين، باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، مما أدى لسقوط قتلى تم دفنهم فى قبور جماعية. المشاهد التى وثقتها كاميرات هواتف جنود ميليشيا الدعم السريع أنفسهم مروعة وشديدة البشاعة، وتشير صور إصابات القتلى المدنيين إلى أنهم قتلوا بأسلحة مضادة للدروع والتحصينات، ما يؤكد تعمد قوات ميليشيا الدعم السريع ونيتها المسبقة للفتك بالمدنيين.

 تضاف «مجزرة ود النورة» إلى سلسلة المجازر التى ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع فى ولاية الجزيرة منذ أن نقلت إليها عملياتها العسكرية فى ديسمبر الماضى، حيث يقدر عدد القتلى بأكثر من 4500 قتيل.

خلفت الحرب الدائرة فى السودان منذ أبريل 2023، نحو 15 ألف قتيل وحوالى 8.5 مليون نازح ولاجئ، دفعت البلاد إلى حافة مأساة إنسانية ومجاعة بعد عام من الحرب.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة