الخميس، 23 مايو 2024 - 06:40 م

لابد من تقديم تحية وتقدير على موقف جنوب إفريقيا حينما سارعت بتقديم اتهامات إلى إسرائيل بأنها تقوم بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى وقدمت اتهاماتها إلى محكمة العدل الدولية بضرورة محاكمة حكومة إسرائيل وإدانتها على جرائمها ومجازرها فى غزة ولم يكن أكثرنا متفائلا بأن المحكمة ستأخذ الأمر على محمل الجدية ولكن سارت القضية فى مسارها الجاد وبعد محاكمات عادلة ومحاولات من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة التى حاولت تعويق عمل المحكمة وأحيانًا بتهديد أعضائها..

إلا أن العدل أخذ مجراه فعلا وكان للمحكمة قرار تاريخى شجاع حيث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارًا ضد نتن ياهو رئيس وزراء إسرائيل وجالانت وزير الدفاع الإسرائيلى قراراً يطالب باعتقالهما بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى وطالب المدعى العام للمحكمة بإصدار قرار باعتقالهما لأنهما يتحملان المسئولية الجنائية والإنسانية ضد شعب غزة ومنعهما قوافل الإغاثة من الدخول للشعب الفلسطينى طمعًا فى إبادتهم وتجويعهم مما أسفر عن استشهاد أكثر من ٣٥ ألف شهيد و٤٥٦ ألف جريح معظمهم من الأطفال والرضع ولا يزال آلاف معرضين للإبادة..

وكان لمصر موقف ثابت وقوى حينما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى مخاطبًا العالم فى المؤتمر العربى الدولى أن مصر ضد هذه الحرب وترفض بشدة تهجير الشعب الفلسطينى وإبادتهم كما قام الرئيس بإرسال دعوى مصر وتأييدها لجنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية وأكدت مصر دخولها رسميًا لدعم اتهام إسرائيل وتأييد جنوب إفريقيا ضد إسرائيل وكان تأييد مصر تعبيرًا عن الدور التاريخى لوقوفها مع الشعب الفلسطينى وأن مصر ضد انتهاكات الاحتلال والإمعان فى قتل المدنيين وتدمير البنية الأساسية الفلسطينية وإذا كان تضامن مصر مع جنوب إفريقيا قد أتى بثماره فهل تنجح المحكمة الدولية والعدل الإنسانى فى محاكمة نتن ياهو بجريمة مجرم حرب واعتقاله كى يسود العدل العالم بعد ذلك؟