الضحية
الضحية


الأشقاء الأربعة قتلوا خطيب المسجد غدرًا أمام والدته وأبنائه

أخبار الحوادث

الجمعة، 24 مايو 2024 - 02:28 ص

بورسعيد‭: ‬أيمن‭ ‬عبد‭ ‬الهادي

حادثة مؤلمة شهدتها محافظة بورسعيد ومازالت حديث الأهالي هناك بعد مقتل شاب معروف بحسن الخلق على يد أربعة أشقاء غدرًا بدون سبب منطقى.

استيقظ الشيخ محمد عوف المقيم في منطقة القابوطي صباح يوم الجمعة، وجلس يكتب خطبة الجمعة على ورقة قبل أن يلقيها من على المنبر، وذهب لإنجاز عمل حتى يحين موعد الصلاة، ولكن جيرانه وهم أربعة أشقاء قتلوه غدرًا وسالت دماؤه علي ورقة الخطبة.

في السطور التالية نروي التفاصيل المؤلمة..

البداية كانت ببلاغ للأجهزة الأمنية بمحافظة بورسعيد بالعثور على جثة لشاب في العقد الرابع من العمر ويدعى محمد أحمد عوف مقتول بطعنة نافذة في مكان قاتل، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وتمكنت من كشف كواليس الواقعة وضبط المتهمين، وذلك بعد تحرير المحضر بواسطة أجهزة البحث الجنائي.

وانتقل فريق من جهات التحقيق لمسرح الحادث، وعاين المكان، والاستماع إلى أقوال شهود العيان، ومناظرة الجثة بالمشرحة، وذلك قبل أن تصرح بالدفن، بعد العرض على الطب الشرعي، والذي كشف التقرير المبدئي أن الوفاة نتيجة طعنة نافذة في موقع قاتل اسفل الإبط، عن طريق أداة حادة»سكين» ، ويمكن أن تحدث من السلاح المضبوط.

                        أسرة‭ ‬الضحية

التقت «أخبار الحوادث» بـ أم الشاب المقتول، والتي أكدت أن نجلها لم يكن موظفًا بالأوقاف ولا امامًا معينًا للمسجد، وانما كان متطوعًا للصلاة بالأهالي واداء خطبة الجمعة، موضحة أن منطقة القابوطي التي يعيشون بها تتكون من حظائر لتربية المواشي ومنازل بجانبها، ويعيش بها من يعملون في تربية الأبقار والأغنام.

وأشارت أنه كان صالحا يقرأ القرآن ولسانه دائمًا عامر بذكر الله، كما أنه كان يراعي الله فيها ووالده، وقدم لهما بالحج والعمرة لأكثر من مرة، كما أنه كان يساعد أبناء المنطقة ولا يتأخر عن الوقوف بجانب جيرانه، ولم يكن لديه مشكلات مع أحد، ولكن جيرانهم كانوا يغارون منه ويحقدون عليه.

وأوضحت أن الشيخ محمد عرفه كما كان يناديه أهالي المنطقة كان يعمل في تربية المواشي وكان لديه خبرة في توليد «البهيمة المتعثرة»، كما أنه كان يعمل في إصلاح أعمال السباكة والكهرباء ليستطيع تربية أبنائه الـ 4، وأشارت أن جزءًا كبيرا من أعماله كانت بلا أجر لجيرانه، وكان يراعي البسطاء فيحصل منهم على أجر بسيط، ويعتبر كل سكان القابوطي الجديد أهله.

وكشفت أنها في هذا اليوم استيقظت من نومها وكان نجلها محمد عوف جالسًا يجهز خطبة الجمعة التي سوف يلقيها بعد ساعات على منبر مسجد القابوطي الجديد، وبعد أن انتهى من ذلك ذهب لعمل سريع، وفي هذا الوقت قام أبناء الجيران في البيت المواجه لهم بقذف منزلهم بالحجارة، فخرجت وقالت لهم: عيب يا ولاد كده، واستمروا في فعل ذلك واشتبكوا مع أبناء الشيخ، وخرج والدهم يردد قائلا: قولتلك يا محمد يا عرفة هسكنك الجبانة وأهو جه وقتك.

وتستكمل الأم أن نجلها الشيخ محمد عرفة وصل في هذا الوقت وأدخله الجيران للمنزل وأغلقوا عليه الباب، ووقف بالخارج أحد المتهمين ويدعى عرفة يسب النساء ويحاول إخراجه من خلال اتهامه بأنه ليس رجلا وأنه مختبئ من الخوف، وكان في هذا الوقت قد اتصل بشقيقيه محمد والسيد، قائلا: لازم نقتل محمد ابن عرفة ونخلص منه.

وتروي الأم المكلومة أن نجلها خرج في هذا الوقت، ولم يكن معه أي أداة للدفاع عن نفسه، ولم يكن كذلك يتخيل أن الأمور تصل إلى القتل، ووقف بجانب أمه ليأتي أحد المتهمين ويدعى السيد ويعمل مدرسا، ويتعدى عليه بطعنه غائرة اسفل الإبط، ويتسبب في وفاته في الحال.

وتقول الأم إن نجلها لم يصرخ أو يتوجع من الطعنة وكتم بداخله حتى سقط في هدوء على الأرض، وبينما تنظر اليه الأم وجدت دماءه وقد سالت وأغرقت خطبة الجمعة التي كان قد جهزها، صرخت الأم: الله ينتقم منكم يا ظلمة قتلتوا الواد، وتأكدت أن نجلها فارق الحياة، وذلك على يد الـ 3 أشقاء.

وقالت شقيقة الشيخ محمد إن القتل جاء بتحريض من شقيقهم الرابع والذي يقيم بمحافظة بورسعيد، مؤكدة أنه قال لهم اقتلوا محمد عرفة وانا هصرف عليكم وهقوم أكبر محامين وهخرجكم منها، وجاء الشقيقان السيد ومحمد ومعهما السلاح الذي تم تنفيذ الجريمة به، وكان في انتظارهما شقيقهما عرفة ونفذوا الجريمة.

وأشارت أنها منذ أن حدثت الواقعة وحتى صرحت النيابة بالدفن لم تضع المياه في فمها، حتى اطمأنت على شقيقها الذي فاحت من جثمانه رائحة المسك على حد روايتها، وروت أن جنازته شارك بها الآلاف من أبناء بورسعيد والعجيرة، وقد مات شقيقها وكل من عرفه يقول: الشيخ محمد ما يستحقش كده.

وأوضحت شقيقة الشاب المقتول إن جيرانهم كانوا يغارون من شقيقها ويحقدون عليه ويطمعون فيه، وأن أبناء جيرانهم ألقوا الحجارة على منزلهم وعندما تحدثوا إليهم بالتوقف عن ذلك اعتدوا على أبنائهم، واستدعوا الأشقاء الثلاثة لتنفيذ جريمة قتل شقيقها، وعلقت: هما من زمان بيهددوا بقتله وخدوا الحكاية دي حجة علشان يقتلوه.

وكشفت شقيقة محمد عوف عن حجم الظلم الذي تعرض له شقيقها والذي انتهى بمصرعه، قائلة: الـ4 أخوات لازم يتعدموا لأن فؤاد اللي كان موجود في القرية اتصل واستدعى 2 من أخوته لقتل شقيقها وحرضهم شقيقهم الرابع، مشيرة إلى أنهم حضروا ومعهم سكين وطعنوه طعنة نافذة في مكان قاتل فسقط أرضًا.

وقالت شقيقة الشاب المقتول، إن شقيقها ترك 4 أطفال صغار لا يعرفون ماذا سوف يكون مصيرهم؟، مؤكدة أنهم لا يستطيعون أن يصدقوا أن والدهم قد فارق الحياة، كما أن الأسرة والجيران لا يصدقون كذلك أن الشيخ محمد الذي عاش حياته في العمل والعبادة كانت نهايته القتل على يد بلطجية، واستكملت زوجته: مش عارفه هعمل أيه بالـ 4 عيال من بعدك يا محمد.

وطالب أهالي منطقة القابوطي الجديد بمحافظة بورسعيد، بإعدام جيرانهم الذين أقدموا على قتل الشاب محمد أحمد عرفة، وذلك بعد أن طعنوه أمام أمه وأبنائه، وتركوه غارقا في دمائه وفروا هاربين، وكشفوا أن الـ 4 الأشقاء الذين قتلوا محمد عرفة كانوا يغارون منه ويحقدون عليه، وهددوا بقتله كثيرا، مؤكدين أنهم أعدوا سكينًا كبيرًا وقصدوا منزله وقتلوه بطعنه في منطقة قاتلة من جسده، دون رحمة أو شفقة، كما أنهم كانوا يستكملون التعدي عليه لولا أن الأهالي صرخوا: بتعملوا فيه ايه تاني دا مات.

وأشار الأهالي إلى أن الشيخ محمد كان صالحا ودخل كل بيوتهم لإصلاح السباكة والكهرباء ولم ينظر في مرة لزوجاتهم كونه أمينا، وكان يساعد كل من يحتاج إليه بالقابوطي الجديد، مؤكدين أنهم سوف يفتقدون خطبة الجمعة التي كان يلقيها في كل أسبوع، مؤكدين أنه كان شمعة مضيئة بالبلدة، وخروج الآلاف لتشييع جثمانه والحزن يخيم على قلوب الجميع خير دليل على ذلك.

وطالبت أسرة الشاب بالقصاص من الأشقاء الأربعة، مؤكدين علي ثقتهم في جهات التحقيق والقضاء في أنهم سوف يعيدون حقه، وذلك من أجل أن تبرد نار والده ووالدته وزوجته وابنائه الأربعة.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين الذين تم ضبطهم على ذمة التحقيقات، ويجري استكمال الإجراءات.

اقرأ أيضا : كواليس خطف واحتجاز مقاول على يد 5 أشخاص بالتجمع

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة