الجمعة، 24 مايو 2024 - 06:47 م

تواصل مصر ممارسة أقصى درجات الحكمة وضبط النفس فيما يتعلق بتعاملها مع تداعيات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وموقفها من ممارسات دولة الاحتلال إزاء الفلسطينيين، وكل من يتبنى موقفا نزيها وشريفا داعما لهم ولقضيتهم وحقوقهم.

منذ بداية العدوان، حرصت مصر على تحديد ثوابتها تجاه ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة وتطهير وتدمير لكل مقومات الحياة داخل القطاع، فأعلنت أنه لا سبيل لاستعادة الهدوء بين الفلسطينيين وإسرائيل إلا عبر وقف إطلاق النار، والتوصل إلى هدنة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، ثم تسوية الوضع فى الشرق الأوسط عبر حل الدولتين، مع التأكيد صراحة برفض مخططات تصفية القضية، والتهجير القسرى للفلسطينيين.

كانت القاهرة واضحة منذ البداية، فى رسائلها إلى دولة الاحتلال، ولكل دول العالم المهتمة بتحقيق الاستقرار فى المنطقة، ويكاد يكون الخطاب الدبلوماسى المصرى عبر مختلف المستويات واحدا لم يتغير منذ بداية العدوان وحتى الآن.

التزام القاهرة بالحكمة وضبط النفس كان جليا أيضا فى أحلك الظروف والمواقف، عندما تخلت إسرائيل عن تمديد اتفاق الهدنة، وعندما تمادت فى استهداف المستشفيات، وعندما فكرت فى اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وعندما سيطر جيشها على معبر رفح من جانبه الفلسطينى، وعندما أنكرت مسئوليتها عن منع دخول المساعدات إلى القطاع، وعندما وعندما وعندما!

إن التحلى بالحكمة دليل على اليقظة والحنكة لحرمان إسرائيل ومن يدعمها من خلط الأوراق وبعثرتها والتهرب من استحقاق السلام.