الخميس، 13 يونيو 2024 - 03:19 ص

■ كتب: محمد خضير

بالعديد من المواقف المُستفزة، وردود الفعل غير المتوقعة، وغير المُبررة، نظرًا لحجمه وقيمته الفنية، ومشواره الغنائى الممتد على مدار الـ40 عامًا الماضية، أثار الهضبة عمرو دياب، غضب جمهوره بشدة.. خلال السنوات الأخيرة، وثقت كاميرات الهاتف، العديد من الأخطاء والسقطات التى ارتكبها أثناء إحيائه بعض الحفلات الخاصة المرتبطة بالصيف أو حفلات الزفاف، والتى أظهرت بعض السلوكيات التى تتنافى مع قيمته كمطرب تربع على عرش الأغنية طوال هذه السنوات، ما بدر من الهضبة أغضب رواد التواصل الاجتماعى، فخرجوا رافضين لهذه التصرفات، التى كانت على الملأ، والتى جاءت آخرها بصفعه لأحد المعجبين بـ«القلم» دون مبرر مما تسبب فى إحراجه أمام الحضور، بينما لم يُبادر المُعجب بأى تصرف سوى أنه غادر المسرح فى خزى شديد بعد أن التقطت عدسات الكاميرات هذا المشهد المأساوى.

◄ الطب النفسي: يعاني مرحلة «الاحتراق» بعد سن الستين

◄ نقاد: مطلوب بيان واعتذار وتوضيح ملابسات الواقعة

لكن لم يقف رد فعل المعجب عند الانصراف فقط، حيث اتخذ محاميه خطوة قانونية ضد الهضبة وقدم بلاغاً حمل رقم ٨٠٧٢٧٢ «قيد الفحص بالمكتب الفنى»، يتهمه فيه بالإساءة إلى القيم والمبادئ لصفعه شاباً حاول التقاط صورة معه في حفل زفاف خاص.

وسريعاً بادر محامى عمرو دياب بالرد على البلاغ ببلاغ مضاد، قال فيه إن عمرو تعرض للضرر بعدما حاول الشاب أكثر من مرة التقاط صورة معه وأمسك بظهره ووضع الهاتف فى وجهه حتى يلتقط معه صورة بالإجبار.

لم تكن تلك هى الواقعة الأولى فى مشوار الهضبة، فقبل 4 سنوات، ضرب الهضبة حارسًا شخصيًا يعمل معه، خلال حفل غنائى له، فبعد أن صعد أحد معجبيه على المسرح ليحتضنه ويلتقط صورة معه، تدخل حارسه لمنع الشاب من الوصول إليه وإبعاده عن المسرح، ذلك التصرف أزعج الهضبة ودفعه إلى إبعاد الحارس عنه بسرعة وضربه أمام الجمهور، ليقف الشاب بعدها ويلتقط الصورة مع عمرو دياب.

وخلال الأسابيع الماضية، انفعل الهضبة على مهندس الصوت، خلال حفل زفاف ريم سامى، ودفعه من على خشبة المسرح، كما قام الهضبة بسب السائق الخاص به وسط حراسته فى إحدى الحفلات ووصفه بالحيوان، حيث ظهر وهو يسأل عن سائقه بطريقة غير لائقة، لحظة مغادرته حفلاً غنائيًا أقيم فى دار الأوبرا المصرية، ليُحيط به المعجبون من كل اتجاه لالتقاط الصور التذكارية، ولكنه انزعج من الازدحام وأحرجهم جميعًا وسأل عن السائق ليغادر المكان قائلًا: «يا عم ارحمونا، الحيوان بتاعنا فين؟ السواق بتاعنا فين؟».

◄ اقرأ أيضًا | لغة الجسد تكشف ما لا تعرفه عن صفعة عمرو دياب

◄ بتزعق ليه؟!
قبل ذلك، وفى إحدى الحفلات، حيث اعتاد عمرو دياب، على التفاعل مع جمهوره أثناء إحيائه حفلاته، أوقف دياب الموسيقى ووجه رسالة لشخص من جمهوره طلب منه أن يغنى أغانى قديمة له قائلًا: «أنت بتزعق ليه؟.. إنت عندك كام سنة؟.. عندك 22 سنة.. أنا بغنى من قبل ما تتولد عايز أنت القديم بتاع قبل ما تتولد»، وفى موقف آخر، تشاجر عمرو مع أحد معجبيه أثناء إحيائه حفلًا فى لبنان، لإلقائه وردًا بكثافة عليه، الأمر الذى أدى لغضبه، وأوقف الموسيقى قائلًا: «إيه يا كابتن هو أنت حد بعتك ليا ولا إيه؟.. وقفوا المزيكا دى خالص».

وفى موقف كوميدى، أثناء إحيائه إحدى الحفلات بالقاهرة، قذفه أحد المعجبين بزجاجه فارغة، ولم يغضب لذلك الموقف، بل قام باللعب بالزجاجة بقدميه ولم يعقب على الموقف، وقبل 5 سنوات، سمح الهضبة لأحد الحاضرين بحفلته بالساحل الشمالى بالصعود لخشبة المسرح، وبعد نجاحه فى ذلك، طلب أن يلتقط صورة «سيلفى»، لكن حظه السيئ وقف أمامه، بعد أن اكتشف أن مساحة الذاكرة فى هاتفه غير كافية، ما جعل الجمهور يضحك بشدة على الموقف، وفى واقعة نادرة قبل سنوات، تعرض الهضبة لموقف غريب، إذ هاجمه المعجبون، لتقبيله واحتضانه على خشبة المسرح، ما جعله يفقد حذاءه من شدة تدافع الجمهور عليه.

وانتشر عبر «السوشيال ميديا» فيديو لعمرو دياب، وهو يهاجم أحد حضور حفله، بعد أن ألح عليه الأخير فى طلب غناء «قال فاكرينك»، التى اعتاد عمرو غناءها فى حفلاته، وقال دياب لطالب الأغنية: «والله ما هقولها، أنت لو قعدت 100 سنة تطلبها مش هقولها، أنت هتمشينى على مزاجك، مش عاوزها، لو كنت عاوزها كنت نزلتها فى الألبوم، إنما أنا مش عاوزها، مزاجى مش عاجبك متسمعنيش، ده أنت غريب أوى»، وفى واقعة أخرى، أحرج الهضبة، إحدى المُعجبات، عندما صعدت إلى المسرح وحاولت الرقص معه، ولكنه رفض وطلب منها النزول.

◄ ورايا في الحمام!
وفى حفل زفاف نجل المطرب محمد فؤاد، وأثناء توجهه نحو دورة المياه رفقة أحد أصدقائه، طارده المعجبون وظهروا خلفه وهم يلاحقونه، لكنه قبل الدخول إلى دورة المياه التفت نحوهم ووبخهم بانفعال قائلًا: «أنت هتخش ورايا الحمام؟.. أنت ياض أهبل أنت وهو؟»، كما انتشر أيضًا مقطع فيديو يكشف تعرض عمرو لموقف محرج خلال إحيائه حفل زفاف، حيث ظهر وهو يغنّى وخلفه العروس، ومن دون قصد داس على فستانها، وهو ما أعاق حركتها فطلبت منه أن يبتعد قليلاً، ليعتذر منها ويتحول الموقف لضحك، وتُكمل العروس وصلة الرقص، كما تعرض الهضبة لموقف محرج خلال غنائه فى نهائى كأس مصر بالرياض، حيث قام برفع البنطلون خلال الغناء داخل أرضية الملعب، وتصدرت التعليقات الساخرة منه السوشيال ميديا، ومنها «عمرو دياب دخل يغنى ونسى حزام البنطلون فكان هيقع».

◄ منطق غريب
الناقد سمير الجمل، يرى أن صفع عمرو دياب للشاب على وجهه فى حفل الزفاف هو جزء من فلسفته التى تبناها مؤخرًا، وهى فلسفة قائمة على التقاليع أكثر من ارتباطه الفنى بمجتمعه، ففى خلال السنوات الأخيرة لجأ دياب لاختلاق مجموعة من التقاليع لا تتناسب مع مرحلته العمرية، فهو تناسى أنه فى مرحلة الشيخوخة، ويتعامل وكأنه فى مرحلة الشباب، فتارة يظهر ويطل على جمهوره بـ«التاتو» الذى يزين جسمه، وتارة أخرى يرتدى فردة حلق بحجة أنها موضة العصر، وإذا قارنا بينه وبين بعض النجوم العرب فنجد أنهم أكثر ارتباطا بفنهم ومجتمعهم وجمهورهم، ولم يلجأ أي منهم إلى انتهاك الحق الشرعى بالتصوير مثلما حدث مؤخرا مع دياب، وكان هناك أكثر من فرصة للرفض دون إحراجه بهذا الشكل على الملأ وأمام أعين الكاميرات، فالشاب انتهز الفرصة لتوثيق هذه اللحظة، ولكن تعامل معه الآخر بمنطق غريب وكأنه ثأر شخصى.

◄ السبب مجهول
الموسيقار هاني شنودة، أعرب عن استيائه الشديد لما تعرض له الفنان عمرو دياب من هجوم جراء صفعه للشاب على وجهة، رافضا ومستنكرا أن يكون بدر منه هذا التصرف والفعل، على الرغم من أنه موثق ومنتشر بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وقال: «عمرو إنسان خلوق وبحكم عشرتى له لا يصدر منه هذا التصرف اللا أخلاقى، وقبل أن نهاجم علينا أن نتحرى عن السبب الذى دفعه لذلك، وما الذى فعله الشاب حتى يتعرض للصفع على وجهه أمام أعين الجميع، فأنا أرى أن الشاب قد يكون فعل فعلا مشينا جعل عمرو يخرج عن شعوره ويتصرف بهذا الشكل، وأنا لا مع عمرو ولا الشاب أنا مع الأخلاق».

◄ بيان فورى
الناقد  طارق الشناوى، قال إن عمرو دياب يجب أن يسارع بإصدار بيان اعتذار يوضح ملابسات الصورة السليفى والصفعة التى تلقاها أحد معجبيه، فلا شيء يبرر الصفعة مع افتراض حتى إن هناك تجاوزا لفظيا أو حركيا أصاب عمرو من أحد معجبيه، الاعتذار أولا وتوضيح الملابسات ثانيا، هل يدرك عمرو كم خسر ويخسر بسبب هذا الفعل؟ ويخسر أكثر لو استمر فى الصمت الرهيب.

◄ احتراق نفسى
استشارى الطب النفسى الدكتور وليد هندى، يقول إن الأشخاص بوجه عام عندما يتخطون سن الـ60 يدخلون فى مرحلة من الاحتراق النفسى، ويصبح لديهم عدم  قدرة على الثبات الانفعالى فى التعامل مع مثل هذه المواقف، خاصًة وأنه سلوك متكرر من عمرو دياب فهذه الواقعة ليست الأولى، فقد تعرض لكثير منها، ومع توالى النجاحات، أصبح لديه شعور بالثقة الزائدة التى تجعله لا يرى ويصبح فى معزل عن الجمهور ويصبح لديه نوع من أنواع الغيبوبة الحسية ولا يرى إلا ذاته ونجاحاته ولا يرى أيضًا غير أنه هو النجم الأوحد، وبناءًا عليه يأتى فى وقت ينفصل عن الواقع ويتعامل مع الجمهور باستعلاء ولا يراهم، فهو دائمًا يرى أن الجمهور يقتحم خصوصياته ودائرته، ولهذا نجد أن الواقعة التى حدثت بصفعه لشاب فى حفل زفاف بسبب أنه غير متقبل أن يقترب من دائرته ولا يوجد لديه طاقة نفسية لتحمل الجمهور، يأتى ذلك فيما لم يصدر أى رد فعل من جانب نقابة المهن الموسيقية.