جمال حسين
جمال حسين


يوميات الاخبار

ذكريات.. على جبل عرفات

جمال حسين

الإثنين، 17 يونيو 2024 - 07:15 م

وهذه حاجة وقفت على جسر الجمرات ترجم إبليس وتقول: خذ يا إبن الـ...انت اللى خربت بيتى وحرضت جوزى يطلقنى الله يخرب بيتك !!

لبَّيك ربى وإن لم أكن بين الحجيج مُلبيًا.. لبَّيك ربى وإن لم أكن بين الزحام ساعيًا.. ‏لبَّيك ربى وإن لم أكن بين الجموع لعفوك طالبًا..
نعم أنا مشتاق وكلى حنين ولوعة لأداء فريضة الحج رغم أننى أديت الفريضة عدة مرات..لكن اشتياق من أدى الفريضة أقوى وأشد ..ليتنى كنت بينكم ملبيا ..هكذا كان لسان حالى وأنا أُشاهد عبر الشاشات مواكب الحجيج على صعيد عرفات الطاهر ترتفع حناجرهم بالابتهالات والتكبيرات التى تهتز لها الجبال، وتبعث فى النفوس الأمن والاطمئنان.. يسكبون الدموع والعبرات فى لحظات ضعفٍ وانكسارٍ واعترافٍ وانفصالٍ عن الواقع والتصاقٍ ومناجاة لرب السماء؛ يرجون رحمةَ ربهم، يطمعون فى عفوه ورضوانه، والعودة سالمين غانمين وقد غفر ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.


لى مع عرفات الله العديد من المواقف والذكريات.. وقفت على عرفات مرة برفقة والدىّ رحمهما الله..ومرة برفقة زوجتى حفظها الله.. كانت سعادتى غامرة وأنا أرقب فرحتهم بأداء الفريضة ..أتذكَّر حرص والدى على الذهاب مُبكرًا إلى مسجد نمرة الذى ألقى فيه الرسول الكريم خطبة الوداع حيث سِرنا ثلاث كيلو مترات بين الحشود .. أتذكَّر إصرار والدى على صعود جبل الرحمة رغم كِبر سنه، لكن الزحام الشديد حال بينه وبين تحقيق أمنيته.


لن أنسى أن قضيت يوم عرفة رفقة الإمام الأكبر الراحل د. محمد سيد طنطاوى، الذى حرص على التواجد بين البسطاء من حجاج القرعة تاركا خيام الضيافة الملكية .. صلى بنا إماما ورددنا خلفه الماثور من الدعوات لمدة ساعتين أو يزيد فأبكى كل من صلى خلفه.


لن يغيب عن مخيلتى سعادة أمى بأداء الفريضة التى تأخَّرت كثيرًا بسبب المعاناة الشديدة فى استخراج جواز سفر لها؛ حيث لم تكن تمتلك أىَّ أوراقٍ ثبوتيَّة - شهادة ميلاد أو بطاقة شخصيَّة - تُثبت أنها ضمن رعايا جمهورية مصر العربيَّة، حتى قسيمة زواجها من أبى كانت مفقودة ..لكن حلمها تحقَّق وتم استخراج جواز سفرها بتأشيرة من الصديق الحبيب اللواء سيد جبر، مدير مباحث الجوازات فى ذلك الوقت - متعه الله بالصحة والعافية - الذى استخدم روح القانون لاستخراج جواز السفرها حتى تتمكَّن من السفر إلى الأراضى المُقدَّسة، وقال فى تأشيرته لاستخراج الجواز: «هذه السيدة أمى» !
لن أنسى تلك الحوادث المؤلمة التى وقعت للحجاج بسبب الزحام الشديد فى منى وعرفات والتى قمت بتغطيتها خلال فترة تواجدى عضوا ببعثة الحج وإرسال تقارير صحفيَّة يوميَّة لصحيفتى « الأخبار « وكل إصدارات وصحف الدار ..قمت بتغطية حوادث انهيار جسر الجمرات وحريق مخيمات منى وانهيار أحد الأنفاق التى استشهد خلالها مئات الحجاج.
حسام وإبراهيم بين إيديك !
لم تخلُ رحلات الحَج من المواقف الطريفة.. فى إحدى المرات وبينما كنا داخل خيمتنا على جبل عرفات وبصحبتنا رئيس تحرير شهير علم بوجود النجمين حسام وإبراهيم حسن بالخيمة المُجاورة، وكان التوءم فى هذه الفترة حديث الرأى العام المصرى، لانتقالهما من الأهلى إلى الزمالك.. وهنا تحدى رئيس التحرير كلَّ أعضاء البعثة الإعلاميَّة بأنه قادرٌ على إحضار التوءم إلى خيمتنا وإجراء حديثٍ صحفىٍّ معهما فوق جبل عرفات !..أبلغناه أن ذلك صعب فأصر بكل تحدٍ وحدَّد موقعهما داخل الخيمة المُجاورة، ووقف بجوارهما من خارج الخيمة على مسافة قريبة جدا منهما يدعو الله بصوت عال أن ييسر له لقاء النجمين حسام وإبراهيم حسن الموجودين على جبل عرفات ولا يعرف مكانهما ..وظل يردد ذلك حتى سمعه حسام حسن وإبراهيم من داخل الخيمة وخرجا له من الخيمة وقال له حسام بخِفة دم بعد أن فطن لتلك للحيلة : شبيك لبيك حسام وإبراهيم بين إيديك .. لقد استجاب الله لدعائك!! ..وهنا عرَّفهما رئيس التحرير بنفسه، وأحضرهما إلى خيمة البعثة الرسميَّة، حيث قضيا معنا أكثر من ساعة، وأجرى معهما حوارًا مُطولًا نشره فى الصحيفة، عقب عودته من الأراضى المُقدَّسة !!
طرائف رجم إبليس !!
خلال تواجدى فى مشعر منى كان يحلو لى الوقوف على جسر الجمرات لمراقبة طرائف وغرائب الحجيج والاستمتاع بروح الدعابة وهم يرجمون الشيطان اقتداءً بسيدنا إبراهيم عليه السلام الذى وسوس له الشيطان لمنعه من ذبح ابنه إسماعيل حتى يجعله عاصيا .. قال له إن هذا ابنك ولا يجب عليك ذبحه فرماه سيدنا إبراهيم بالحجارة وعاود إبليس المحاولة مرتين وفى كل مرة كان سيدنا إبراهيم يرميه بالحجارة ومن هنا جاءت رمزية رمى الجمرات إشارة إلى عداوة الشيطان التى أمرنا بها الله فى قوله: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً».
لكن عند جسر الجمرات تحدث العديد من المواقف الطريفة والغريبة ..بعض الحجاج يحلو لهم رجم إبليس بالأحذية والشباشب والحجارة الكبيرة بدلا من رميه بالجمرات الصغيرة وآخرون يوجهون لإبليس العديد من الشتائم واللعنات ويحملونه أسباب معاناتهم .. فهذه حاجة ترجم الشيطان وتقول بأعلى صوتها : خذ يا إبن الـ...إنت اللى خربت بيتى وحرضت جوزى يطلقنى الله يخرب بيتك زى ما خربت بيتى !! وآخر يقول خد فى عينك بسببك فصلونى من العمل وثالث يضرب ويقول إنت سبب مرضى ورابع يقول : بص يا إبليس أنا لا جاى أضربك ولا جاى أشتمك هما كلمتين: سيبنى فى حالى ارجوك الله يخرب بيتك !!
وهكذا تستمر عفوية الحجاج وتحفزهم لضرب ابليس عند جسر الجمرات !!
عمار يا أخبار اليوم
أخبار سارة تخص دارنا الحبيبة «أخبار اليوم،» زفَّها إلينا الكاتب الصحفى الخلوق إسلام عفيفى، رئيس مجلس الإدارة الجديد الذى يقود سفينة المؤسَّسة بكلِّ حِكمةٍ واقتدار إلى بر الأمان فى ظل ظروف صعبة نعلمها جميعا .. ولأن الخير كما يقولون على قدوم الواردين أعلن إسلام عفيفى خبرين طال انتظارهما ..الأول بتحقيق حلم صدور القرار الجمهورى بإنشاء «جامعة مصر الجديدة» على أرض أخبار اليوم بمدينة ٦ أكتوبر والثانى الموافقة على إنشاء مدرسة دولية على أرض مؤسسة أخبار اليوم بالقطاميَّة بعد الحصول على كافة الموافقات على أن يتم طرح كراسة الشروط بعد إجازة العيد .. هذه الأخبار السارة جاءت نتيجة جهودٍ مُضنيةٍ ودعمٍ غير محدود من الرجل الخلوق الذى يعمل فى صمتٍ المهندس عبد الصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنيَّة للصحافة، وهذا يُحتِّم علينا أن نتوجَّه له بكلِّ الشكر والتقدير والامتنان.. ولا يمكن أن ننكر جهود الراحل العظيم ياسر رزق، رئيس مجلس الإدارة الأسبق الذى حلم بالجامعة لكن الأقدار لم تمهله ليواصل المسيرة من بعده الكاتب الصحفى أحمد جلال رئيس مجلس الإدارة السابق الذى بذل جهودا كبيرة بمعاونة مجلس الإدارة والجمعية العمومية ثم استكمل المسيرة بنجاح الكاتب الصحفى إسلام عفيفى، رئيس مجلس الإدارة الجديد الذى قام بجولات مكوكية لكبار المسئولين ولم يهدأ حتى صدر القرار الجمهورى بإنشاء الجامعة والموافقة على المدرسة الدولية ..البداية مبشرة وبإذن الله سوف تشهد أخبار اليوم فى قادم الأيام انطلاقة تنموية كبيرة تعود علينا نحن العاملين بالخير الوفير..خالص التهانى القلبية لأسرة أخبار اليوم وننتظر أن يكون الجميع على قلب رجل واحد خلف قيادات المؤسسة للعبور إلى مستقبل افضل .. ودائما وأبدا عمار يا أخبار اليوم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة