نوال مصطفى
نوال مصطفى


يوميات الاخبار

صحافة المغامرة والشغف

نوال مصطفى

الثلاثاء، 25 يونيو 2024 - 07:44 م

الشعار الذى يعبر عن شخصية الجريدة التى أسسها رائدا الصحافة المصرية مصطفى وعلى أمين هو: «من حق الشعب أن يعرف»

«الأخبار» الجريدة العريقة التى أتشرف بكونى واحدة من أبنائها المخلصين، والتى صدر العدد الأول منها يوم 15 يونيو عام 1952 احتفلنا هذا الشهر بعيد ميلادها الثانى والسبعين. من ينظر إلى الرقم يعتقد أنها عجوز هرمة، لكن من يعرفها حق المعرفة، وارتبط بها على مر السنين يدرك جيدا أنها شابة لا تزال، تتجدد باستمرار، وتملك شفرة «الآن» أن تكون حاضرة مع كل تطور يطرأ على العالم والمهنة، أن تظل مشاغبة، مغامرة، محبوبة لدى قرائها فى زمن الإنترنت والصحافة الإليكترونية، والبودكاست والذكاء الاصطناعى.

الشعار الذى يعبر عن شخصية الجريدة التى أسسها رائدا الصحافة المصرية مصطفى وعلى أمين هو: «من حق الشعب أن يعرف». من منطلق إيمانهما بمبدأ وفلسفة واحدة تضع القارئ فى المقدمة وتسعى إلى إرضائه من خلال تقديم خدمة صحفية متميزة، ووجبة معلوماتية مشبعة، تجمع بين الخبر المدقق، الصادق، وبين التحقيق الذى يضيء نورا ساطعا ليكشف جوانب الفساد أو التقصير أحيانا، كما يبرز قصص النجاح والتميز أحيانا أخرى، وبهذا تخدم الصحافة الحكومة وتساعدها على مواجهة كل ذلك، فيتحسن أداؤها وتحظى بثقة ورضا المواطن، الذى هو الهدف الأسمى فى النهاية.

احتفلت «الأخبار» بعيد ميلادها الثانى والسبعين بإصدار عدد تذكارى يحكى تاريخها الطويل فى الصحافة المصرية، وكيف تجدد دماءها وشبابها دوما لتصبح فى المقدمة، القيادتان الجديدتان من زملائنا الأعزاء يؤكد اختيارهما لحمل الراية هذا المعنى، الشباب يأتى دائما بالجديد، التطور التكنولوجى والصحفى يمتزج بخبرات تزخر بها الدار العريقة. الدكتور أسامة السعيد رئيسا لتحرير الأخبار، والأستاذ إسلام عفيفى رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم. شخصيتان تتميزان بالذكاء والموهبة، يمتلكان قدرات مهنية وشخصية عالية وراقية. وهكذا تمضى الدار الكبيرة فى مراحل متعاقبة من التميز حاملة شعار أخبار اليوم «من حق الشعب أن يعرف».

آيات ومركز جروان الثقافى

لا تزال هذه الأرض تنبت زهورا فواحة بالجمال والأمل. تفاجئنى قصة بطلتها اسمها: آيات عبد الدايم، من محافظة المنوفية، وبالتحديد من مركز «جروان». آيات ولدت ونشأت فى قرية محرومة من أبسط الخدمات الثقافية، لا وجود لسينما، أو مكتبة، أو مسرح، أو أى نوع من أنواع الثقافة والفنون.

استوقفتنى قصتها المنشورة على منصة «الساحة» الإخبارية، قالت إنها دخلت السينما لأول مرة فى حياتها وعمرها 25 سنة، وزارت معرض الكتاب فى القاهرة عام 2015. وقتها فكرت كيف تنقل هذا الجمال لقريتها المحرومة من كل هذا؟

حملت حلمها إلى أهل قريتها الصغيرة، ونجحت فى إقناعهم بالمشاركة والتعاون لتأسيس مشروع ثقافى فى القرية. الجميل أن إيمانها بالفكرة انتقل إلى الآخرين، وبدأ الجميع بحماس وإصرار رغم قلة الحال، وتواضع الدخل. أولاد عمها تبرعوا بنصف مصروفهم للمشروع، ثم امتدت الفكرة، وازداد الحماس ليشارك سيدات القرية كذلك. شجعهم على ذلك ما شعروا به من تغير فى سلوكيات أطفالهم الذين انضموا إلى المشروع وبدأوا فى القراءة وممارسة أنشطة فنية كالرسم والموسيقى والغناء والأداء المسرحى.

أكتر حاجة بتميز تجربة مركز «جروان» للثقافة والفنون هى تفاعل المجتمع معاها، هذا ما تقوله صاحبة الفكرة المضيئة آيات عبد الدايم. السيدات شاركن البعض بالمجهود والبعض ساهم بالتبرع بـ «كولمن». أما الأطفال فتبرعوا بورق، أقلام رصاص، برايات. كذلك شارك رجال القرية الكبار ودعموا المشروع.

الآن وصل عدد الكتب فى المكتبة التى أسستها آيات فى المركز لأكثر من 2800 كتاب، بعض الكتب أو الجزء الأكبر منها ساهمت به وزارة الثقافة.

تعبر آيات عن سعادتها فتقول «أنا ما زلت إلى الآن ممتنة لأول حد تطوع معايا فى المركز، جالى وهو طفل عنده 14 سنة، وبعد كده توسعت دائرة المتطوعين. غير نشاط المكتبة عندنا بنعمل دورات تعليم رسم مع الأطفال فى الصيف، عملنا ورشة تعليم عزف على الأورج، خط عربى، ازاى يعملوا فيلم بالموبايل بنعمل حكى بشكل مستمر.

الطفل لما بيقرا وبيطلع بيبقى جاى محمل بأسئلة حتى بره عالم الكتاب يعنى هم فى بعض الأحيان بييجوا لينا بأسئلة مرتبطة بثقافة المجتمع، البيئة، طب هو ليه الولد بيضرب البنت؟ فبدأت أنا اشتغل معاهم بفتح أفكار تانية، وكان من ضمن الأسئلة إن فى بنت منهم قالتلى أهم فرق يعنى ما بينا وما بين الولد، الولد بياخد اتنين فى الميراث احنا بناخد واحد اشمعنى؟ فده كان سؤال إشكالى والإجابة عليه كانت لازم تبقى على قدر وعيها.

حلم آيات الكبير لمركز «جروان» للثقافة والفنون أن يكبر ويتأسس إداريا وماليا بحيث يعتمد على نفسه ولا ينتظر التبرعات، كما تتمنى أن تطبق فكرتها على مستوى كل قرى ونجوع مصر حتى لا يحرم أطفال هذه المناطق المحرومة من نور الفكر والفن والثقافة. فهذه المكونات هى التى تصوغ العقل، وتثرى الروح، وتهذب الأخلاق، وترتقى بكل الحواس، فيتذوق الإنسان الكلمة الجميلة، والجملة الموسيقية القادمة من منطقة الإبداع الحقيقى، وتعتاد عينه جمال الألوان والخطوط من خلال الرسم، ويستطيع التعبير عن نفسه ومشاعره عن طريق التدريب على الأداء الحركى والموسيقى.

شكرا آيات عبد الدايم مؤسسة ومديرة مركز «جروان» الثقافى بالمنوفية. ومن هنا أعلن تحالفى مع مشروعك الرائع البناء، ودعمى من خلال قلمى، ونشاطى الإنسانى والثقافى فى أى مساهمة تطلبينها. فمثلك يستحق أن نفخر به، ونساند خطواته الرائعة التى تضيء القلوب والعقول أيضا.

بايدن وترامب

العالم كله ينتظر بشغف مباراة شديدة السخونة، ربما تفوق سخونة مباريات بطولة أوروبا لكرة القدم التى تقام الآن بألمانيا، وتشتد سخونتها عن سخونة الجو التى تسود معظم مناطق العالم الآن. المباراة التى أتحدث عنها سيكون طرفاها المرشحان الرئاسيان: دونالد ترامب وجو بايدن اللذان يتنافسان على الفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات قادمة.

ستقام المناظرة بينهما بولاية أتلانتا غدا الخميس 27 يونيو 2024. كلاهما يشحن بطارياته استعدادا لتسديد ضربات قاسية للآخر. قال ترامب عن المناظرة «ستكون كالموت». هذا أول لقاء بينهما منذ عام 2020. وستكون هذه هى المرة الأولى التى يتمكن فيها الناخبون من رؤية الرجلين وجها لوجه خلال المعركة الرئاسية الحالية.

وتتضمن بعض قواعد المناظرة التى تم الاتفاق عليها كتم صوت ميكروفون المرشح عندما يتحدث الآخر، ويتواجد بايدن فى كامب ديفيد حيث يقوم بالتحضير للمناظرة مع موظفيه، بينما يجرى ترامب مناقشات سياسية بدلاً من الإعداد الرسمى للمناظرة. ويسخر ترامب مما يفعله بايدن قائلا «ذهب إلى كوخ خشبى للدراسة». كما قال «سيعطونه حقنة حتى يبدو قويا ومركزا فى الكلام».

فهل يصمد بايدن بكل شطحاته ولقطات شروده وجنوحه التى امتلأت بها منصات السوشيال ميديا خلال الفترة الماضية أما منافسه الشرس، طليق اللسان وسليطه دونالد ترامب؟ أم سيسقط بالضربة القاضية مترنحا أمام ملايين الناخبين المتطلعين لحسم موقفهم بعد مشاهدة مناظرة الـ 90 دقيقة على قناة السى إن إن الأمريكية، تلك القناة التى يكرهها ترامب، ويسب نجومها ليل نهار، كما تكن له القناة نفس مشاعر الكراهية، وتبالغ فى انتقاده والسخرية من تصريحاته وأفعاله.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة