عصام السباعى
عصام السباعى


يوميات الاخبار

هوامش أيام فى «مطروح»

عصام السباعي

الإثنين، 24 يونيو 2024 - 07:30 م

«وكان ذلك أجمل وأروع ما سجلته من هوامش الرحلة، ففى كل خطوة نجد فيها الخير..»

الجمعة:
محافظة مرسى مطروح من محافظات الحدود، ومحددات الوجود فى مصر، بدأت الرحلة يوم الجمعة قبل الماضية، كل مسافة نقطعها على الطريق، نجد فيها إشارة إلى نسمات التنمية، وسلال الخير القادمة من الغرب، فلم تعد تلك المحافظة مجرد موقع تشد إليه الرحال، وطريق تقطعه قوافل السيارات التى تحمل الهاربين من لظى حر الصيف ولهيبه، ولكنْ نموذج فريد، ومجرد إشارة إلى ما يتحقق على أرض مصر، وربما لا يشعر به كثيرون لا ينظرون حولهم، أنا عن نفسى نظرت حولي، وبكل إعجاب لكل الأيادى التى خلقت الجمال وخططت للمستقبل، السير على محور الضبعة حيث يسيطر اللون الأخضر على طول الطريق، ومن الناحيتين، حبات الرمال فى الصحراء يبتلع لونها الأصفر، وهنا يوجد مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة والدلتا الجديدة التى تستهدف زراعة أكثر من أربعة ملايين فدان، فضلاً عن التصنيع والتخزين والتنمية العمرانية التى بدأت تظهر بقوة فى أول الطريق، أما لو ذهبت من طريق وادى النطرون الذى أصبح فوق الروعة بعد تطويره، فيمكنك معاينة مدينة «العلمين الجديدة»، ثم ابنتها التى على الطريق مدينة «رأس الحكمة» التى ستتم بالمشاركة مع الإمارات الشقيقة، وبعدها محطة الضبعة النووية التى قطعت شوطاً كبيراً فى عملية الإنشاء، وفيها أجمل شاطئ كان لى الحظ أن استمتعت به قبل سنوات، ولم يسعدنى الحظ لاستكمال الطريق لمتابعة مشروعات ضخمة سواء التى فى قلب الصحراء من مطروح وحتى سيوة، أو من مطروح للنجيلة لميناء جربوب العملاق، وكان ذلك أجمل وأروع ما سجلته من هوامش الرحلة، ففى كل خطوة نجد فيها الخير.
ملاحظة للمسئولين فى 2025!
الأحد :
ما أجمل مطروح ما بين صلاتى الفجر والعيد، خرجنا من المكان الذى نقيم فيه بعد بوابة المحافظة، وعلى بعد 18 كيلو متراً من المدينة، كان الجو رائعاً والمشهد مبهجاً لدرجة كبيرة للمساجد الجامعة التى كانت على يسارنا، ونحن نسمع من ساحاتها تكبيرات العيد طوال الطريق، وصلنا إلى شارع الإسكندرية قلب المدينة النابض، وكان مزدحماً بالساعين مثلنا لأداء الصلاة، ما يهمنى تسجيله فى هذه الهوامش، هو ضرورة توفير سجاجيد وتجهيز ساحة المسجد للمصلين، وكذلك الاهتمام بمستوى النظافة الذى لم يكن على ما يرام، نظراً للسلوكيات الفظيعة من المصطافين، وقلة عدد عمال النظافة، و كنت أتخيل أن يتم تدارك ذلك نظراً لتواجد كبار المسئولين فى المحافظة، وأصارحكم بأننى اضطررت وغيرى للصلاة وظهرنا للسور الذى أمام المسجد، بكل ما فيه من قمامة وروائح لقضاء الحاجة، وأتمنى فى الأعياد القادمة، وبداية من العام القادم 2025، أن يتم الاهتمام أكثر بساحة المسجد لاستيعاب المصلين.
أنا .. وحكاية «مفتاح» مع الرزق!
الجمعة:
تذكرت «مفتاح» أثناء دخولى مقر الإقامة الموجود فى الكيلو 18 بمنطقة الجراولة بمطروح، وهو شاب جميل الخلق، يعمل فى أمن تلك القرية، سنوات عديدة مرت وهو فى نفس المكان لم يفارقه، حتى جاء يوم حدث موقف، كانت نتيجته طرده من العمل، وحاولت مساعدته، وبالفعل أرسل لى بطاقته الشخصية بناء على طلبي، وأخبرنى أن لديه رخصة قيادة، وطلب مساعدته فى العمل فى أى وظيفة للانفاق منها على نفسه وعلى أسرته، وبالفعل رجوت زميلنا الأستاذ مدحت نصار نائب رئيس تحرير الأخبار ومدير مكتب أخبار اليوم فى مطروح، أن يبحث له عن فرصة عمل، ولكنه لم يكن بحاجة لذلك، حيث تمت إعادته للعمل، ولما لم أجده وسألت عنه، قال لى الشاب الذى حل محله على البوابة: «مفتاح ساب الشغل خلاص بقى مليونير، خاله باع الأرض، وورث 13 مليون جنيه»، وتأكدت من الحكاية الأصلية، وأن أسرته من طرف الأم حصلت على تعويض مقابل أرض لهم على بحر إحدى المناطق، وأنه اشترى سيارة يعمل عليها بمزاجه وعلى حريته، أصارحكم أننى بمجرد أن سمعت الحكاية رددت بينى وبين نفسى قوله تعالي: (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ)، فكيف كان حال «مفتاح»، وكيف أصبح بين يوم وليلة؟.
إجازة لتفقد المستشفيات ؟!
الخميس:
دروس قاسية تعلمناها فى مطروح، أولها وفى مقدمتها أن تحمد الله على كل يوم مر بهدوء ولو بدون إنجاز يذكر، ما دمنا وكل حبايبنا بصحة وعافية، وهو درس أدركه ابنى وهو يغادرنا بعد ليلتين، ولم يحظ بقضاء إجازة العيد الطويلة معنا لظروف عمله، وعرف قيمة الدرس عندما عاش معنا معاناة ليلتين قضيناهما أنا وزوجتى فى المستشفيات، وكأننا كنا فى رحلة تفقدية لمستشفيات مطروح، وليس فى إجازة للاستمتاع بأيام العيد، كنت أنا الأول عندما انقطع نفسي، يدخل الأوكسجين من أنفى فى الشهيق، ولكنه لا يستطيع استكمال المشوار لدخول رئتي، وتجاوزت تلك الأزمة والحمدلله، وتأكدت من ذلك فى أحد المستشفيات، ورغم أنه مستشفى كبير لكن لا توجد به تحاليل الأنزيمات التى تكشف وجود الجلطات والأزمات القلبية، وكانت زوجتى بطلة القصة الثانية، حيث قمنا مصادفة بقياس ضغطها لشعورها بالصداع والتنميل، لنكتشف أن ضغطها تعدى الـ (130/220)، وهو لو تعلمون خطير، وقصدنا مستشفى مطروح العام، ذلك الصرح العظيم الجميل بكل العاملين فيه، والمستشفى حسب معلوماتى تم تطويره مع العديد من المستشفيات والوحدات الطبية المحلية، وخاصة فى رأس الحكمة والنجيلة والعلمين، قضينا فى مستشفى مطروح العام 7 ساعات من التاسعة مساء وحتى الرابعة صباحاً تحت الملاحظة، وبتذكرة ثمنها 5 جنيهات، تم الكشف وإجراء تحاليل فى أحدث المعامل وأشعة مقطعية عبر جهاز ألمانى حديث، أزعم أنه غير موجود فى بعض مراكز الأشعة الكبرى بمصر، والأجمل هو وجود أطباء يحبون عملهم ويقدسون مهنتهم، ومنهم الدكتورة سلمى التى كانت من حظنا الطيب، هى والطبيب المناوب فى فترة الفجر صاحب الشعر الطويل والبال الأطول. تبقى ملاحظات منها قلة عدد الأطباء فى الطوارئ، وأيضا اشتراط الدخول بالماسكات وشراؤها عبر كانتين المستشفى بأسعار متفاوتة حسب شكل الزبون، فى حين لا يوجد أى التزام بها داخل المستشفي، لا من المرضى ولا الهيئة الطبية والتمريضية، وأخيراً إن الحمام الوحيد المتاح فى الدور للرجال والنساء معاً، وكما قالت لى ممرضة: «أوبشن» الحمامات المنفصلة غير موجود هنا، وتعجبت من حدوث ذلك فى مجتمع بدوي!.. وفى كل الأحوال شكراً على كل هذه الخدمات الطبية بثمن حزمة جرجير!..
خافوا على البلد يا أهل الكورة!
الثلاثاء:
أعرف تماماً قدرتها على احتواء الأطفال، والتعامل مع إحباطاتهم وأحزانهم وما ينقصهم، ذات مرة كانت تقوم بواجبها فى خدمة أطفال المقابر والشوارع، من خلال ورشة عمل نظمتها الهيئة القبطية الإنجيلية، وجدتهم منقسمين فى تشجيعهم لأندية كرة القدم، جمعتهم وقالت لهم: «إللى بيشجع الأهلى يتجمع على اليمين، ومن يشجع الزمالك يتجمع على اليسار».. ثم قالت للجبهتين: «إللى بيشجع منتخب مصر يتجمع فى المنتصف».. وفى لحظة كان الجميع يداً واحدة فى نفس المكان.. تذكرت ذلك الموقف، وأنا أتابع الصغائر التى يرتكبها البعض، نتيجة التعصب المقيت الغبي.. وأتمنى لو كانوا كباراً، وكانت لديهم نخوة ووطنية، وتجاوزوا الصغائر وخافوا على وطنهم، وعندها سيعرفون أن معظم النار من مستصغر الشرر!
كلام توك توك:
عاشرناكم بالغلط !!
إليها:
حفظك الله من شر العيون..

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة