صورة موضوعية
صورة موضوعية


أصل الحكاية| تأثير التكية المصرية في مكة المكرمة والمدينة المنورة

شيرين الكردي

الجمعة، 21 يونيو 2024 - 03:24 ص

التكية المصرية، المعروفة أيضًا بالمبرة المصرية، وهي في مكة المكرمة والمدينة المنورة تُعَدُّ من أبرز المؤسسات الخيرية التي تميزت بها مصر عبر تاريخها وعبر العصور ، كانت مكانًا تُصنع فيه الأطعمة وتُقدَّم للحجاج والمعتمرين وكبار شخصيات الدولة العثمانية القادمين إلى الحرمين الشريفين من جميع أنحاء العالم الإسلامي.

كما أسست التكية كمبادرة مصرية لدعم أهل الحجاز وشبه الجزيرة العربية، وتقديم الغذاء والخدمات الأخرى للفقراء والمحتاجين.

** نظرة عامة على التكية المصرية:

التكية، بمعناها التقليدي، هي مؤسسة خيرية تقدم المأكل والمأوى للوافدين. وقد تأسست التكية المصرية في مكة المكرمة والمدينة المنورة في القرن الثالث عشر الميلادي، في عهد الدولة المملوكية، بهدف دعم الحجاج والمعتمرين المصريين وغيرهم من زوار الحرمين.

** موقع التكية:

- في مكة المكرمة: كان موقع التكية في مكان أبراج زمزم حاليًا أمام الحرم الشريف، وهو من أفضل المواقع حول الحرم.

- في المدينة المنورة: كانت تقع بجوار محطة قطار سكك حديد الشام.

** تاريخ تأسيس التكية:

أنشأ إبراهيم باشا بن محمد علي باشا التكية بعد أن هزم الدولة السعودية الأولى والوهابيين الذين كانوا مسيطرين على الحجاز، وأصبح واليًا على الحجاز. تأسست التكية الأولى في مكة المكرمة بأمر من محمد علي باشا، وتبعتها تكية المدينة المنورة على يد ابنه إبراهيم باشا.

بدأت قصة التكية المصرية في عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري الذي أسس أول تكية في الحجاز، واستمرت التكية في النمو والازدهار على مر العصور، خصوصًا خلال العصر العثماني، حيث تم توسيعها وتحسين خدماتها لتشمل أعدادًا متزايدة من الحجاج.

الأهمية الاجتماعية والاقتصادية:
توضح كتابات إبراهيم باشا رفعت، قائد بعثة الحج المصرية، أهمية التكية في المجتمع. كانت التكية مصدرًا رئيسيًا للغذاء للفقراء، وكان لها دور كبير في تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين في مكة والمدينة. 

** دور التكية خلال العصور المختلفة:

- العصر المملوكي: شهدت التكية دعمًا كبيرًا من السلاطين المماليك الذين حرصوا على تأمين الرعاية للحجاج المصريين وتقديم الطعام والمأوى لهم.

- العصر العثماني: مع زيادة أعداد الحجاج وتوسع الإمبراطورية العثمانية، تم تعزيز خدمات التكية وتوسيع بنيتها التحتية. وتمت إضافة مطابخ كبيرة ومستودعات لتخزين الطعام والمواد الأساسية.

- العصر الحديث: في القرنين التاسع عشر والعشرين، استمرت التكية في العمل بدعم من الخديويين والملوك المصريين، مع إدخال تحسينات تلائم التغيرات الزمنية واحتياجات الحجاج المتزايدة.

 - الأنشطة والخدمات المقدمة:
قدمت التكية مجموعة متنوعة من الخدمات، من بينها:

- توفير الطعام: كان يتم إعداد وجبات غذائية يومية للحجاج والمحتاجين، تشمل المأكولات التقليدية المصرية.

- الإقامة: توفير أماكن إقامة نظيفة ومريحة للحجاج خلال فترة إقامتهم في الحرمين.

- الرعاية الصحية: تقديم خدمات طبية وعلاجية للحجاج الذين يحتاجون إلى رعاية صحية.

** دعم الوالي سعيد باشا:

في عهد والي مصر سعيد باشا، حظيت تكية المدينة المنورة بدعمه وزادت الكميات المرسلة من اللحم والأرز والغلال، حيث أوقف مساحة كبيرة من أراضيه الزراعية لصالح التكية.

** عهد الملك فؤاد:
للملك فؤاد قصة مميزة مع التكية، حيث نصحه المقربون بالسفر للأراضي الحجازية للتكفير عن ذنوبه، لكنه عيّن شخصًا يقوم بالصلوات والدعاء نيابةً عنه، مما يظهر اهتمامه الشخصي بالتكية.

- التكية المصرية في الذاكرة الثقافية:

تركت التكية المصرية أثرًا بالغًا في الذاكرة الثقافية والاجتماعية للمصريين والمسلمين عامة. كانت التكية رمزًا للتكافل الاجتماعي والتضامن الإسلامي، وتجسيدًا لروح الأخوة والمحبة التي تميزت بها المجتمعات الإسلامية.

تظل التكية المصرية في مكة المكرمة والمدينة المنورة شاهدة على التاريخ العريق لمصر ودورها الريادي في خدمة الحجاج والزوار. إنها ليست مجرد مؤسسة خيرية، بل هي رمز للكرم المصري والتفاني في خدمة الإسلام والمسلمين، عبر العصور، استمرت التكية في تقديم خدماتها بإخلاص، مؤكدةً على أهمية العمل الخيري والتضامن بين الشعوب الإسلامية.

اقرأ أيضا | التكية المصرية أنشأها محمد على باشا الكبير رداً على معاهدة لندن


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة