إجازة سعيدة
إجازة سعيدة


إجازة سعيدة.. د.طه أبو الحسن: بعد الامتحانات.. لا دراسة ولا مذاكرة لمدة 90 يومًا

إيثار حمدي

الأربعاء، 26 يونيو 2024 - 06:09 م

تعتقد نسرين حسن أن الأجازة فرصة جيدة من أجل الاستعداد للعام الدراسي، ومن ثم فإنها تعمل على إعطاء ابنتها «جيداء» دروسا فى مواد العام التالي، أما مروة لطفى فإنها تفضل أن تبعد ابنتها «ديالا» عن أى ضغط، وتسمح لها فى الأجازة بممارسة الهوايات التى تحبها، وقضاء وقتها فى التسلية، أيهما أفضل فى استغلال ابنتها للأجازة.. نسرين أم مروة؟..

الخبراء ينحازون إلى مروة، وهم يؤكدون أن الأجازة ليست للمذاكرة، والاستعداد للدراسة، إنما هى للراحة، واللعب، والمتعة، وممارسة الهوايات، وعلى الآباء والأمهات ألا يكونوا وسيلة ضغط على أبنائهم، ويتفهموا بأن أولادهم ليسوا آلات تنفذ الأوامر، ولكنهم يملكون مشاعر واهتمامات ومتطلبات يجب أن يتم تلبيتها، حتى لا تحدث لهم مشاكل نفسية يكون من الصعب حلها.  

يؤكد د. طه أبو حسين أستاذ الصحة النفسية وعلم الاجتماع بكلية التربية جامعة الأزهر أنه لا دراسة ولا مذاكرة بعد انتهاء العام الدراسى ، لمدة لا تقل عن 90 يوما وفقا للدراسات القياسية المتعارف عليها.

اقرأ أيضا| ورشة عمل حول المحور السياسي للحوار الوطنى فى حزب العدل

ويضيف: «على كل أولياء الأمور أن يشجعوا أبنائهم على اللعب كما كانوا يشجعوهم على الدراسة والتفوق، فكما نأمرهم بالمذاكرة يجب أن نأمرهم باللعب، فالدراسة واللعب كلاهما من حقهم، حتى لا يسلك الاتجاه العدائى أو الخصومة مع الأهل والمذاكرة، ومن الأخطاء الشائعة أن نحدد للطفل فترة زمنية قصيرة جدا ليستمتع فيها بالإجازة ثم نفرض عليه أن يبدأ فى الدروس الخصوصية ومذاكرة مواد السنة الجديدة وكل هذا غير صحى بالمرة».. وأوضح أن حفظ القرآن لا يدخل ضمن الدراسة لأنه يجب أن يستمر طوال العام، وحتى فى القرآن إذا لاحظنا أن الطفل أصيب بحالة من الملل بسبب الحفظ وهو شيء وارد يجب أن نمنحه هدنة وراحة لفترة ثم يعود مرة أخرى.

التركيز على الأنشطة

ويتابع: «علينا منح الطفل اهتمامات جادة بالأنشطة التى يحبها والتركيز عليها، فيجب الاهتمام به لوجيستيا بالأدوات التى تتطلبها الرياضة التى يمارسها كما نهتم بشراء الكتب والأدوات اللازمة للدراسة، ما سيخلق لديه قيمة مرتدة عليه بشكل شخصى بنفس قيمة الدراسة والتفوق، والفصل بين الأمرين بحيث يكون محبوب إذا كان متفوقا ومغضوب عليه إذا لم يفعل هو سلوك خاطئ تماما فهو يجعل الطفل يشعر أن أهله يهتمون به فى جانب واحد فقط فى الحياه وهو الدراسة، ولكن يجب أن يشعر الطفل أنه لا الدراسة ولا غيرها يفرق مع الأهل ولكن يجب أن يصله شعور بأنه فقط من يفرق معهم وأنه بالدنيا كلها سواء ناجح أو غير ناجح، فكما نحب أن يكون الطفل مذاكرا جيدا يجب أن نحب له أن يكون لاعبا جيدا».

وعن طرق استغلال وقت الابناء بشكل صحى بعيدا عن الشاشات يقول د. طه: «يجب أن ينظم يومه وتقسيم أوقاته بحيث يكون أخر شيء يقوم به هو مشاهدة التلفاز أو اللعب على الموبايل وغيره، وأن يكون منهك القوى بعد اللعب والتمارين وممارسة أى نشاطات طوال اليوم ومع الخلايا الضيقة المتواجدة فى الهاتف ستجعله فور مشاهدته وقت قليل يشعر بالنعاس ويستسلم للنوم.. ويوضح: «على أولياء الأمور التسلل خطوة خطوة بطريقة لطيفة ومشاركة أبنائهم فى كل ما يتابعونه ويشاهدونه على الهاتف أو اليوتيوب وعدم إجبارهم على ذلك لتجنب خلق حالة من العداء مع الأبناء».

تنمية المواهب 

أما فاطمة طلعت المدربة المعتمدة من مؤسسة التربية الإيجابية الأمريكية فترى أن الأجازة فرصة للأولاد يجب استغلالها بشكل جيد ومنحهم مساحة بعيدة عن وقت الدراسة وضغط المذاكرة واعتبارها فرصة ليتعلموا فيها مهارة جديدة أو هواية مختلفة حتى لو طبخة جديدة أو مساعدة مع الأم فى المطبخ أو فى المنزل ليصبحوا متعاونين فى حياتهم.. وتنصح:»من المهم تقليل وتخصيص وقت الشاشات والألعاب الإلكترونية والبلايستيشن لأنها تحتوى على محفزات تجعل الطفل يقضى معظم وقته عليها، فهم يحتاجون لأن يحتكوا بالحياة عن طريق ألعاب رياضية تفاعلية من اختيارهم مثل الكرة وغيرها من الرياضات، أو اللعب مع أصدقائهم ومقابلة الأهل والجيران، وقراءة قصص من اختيارهم  وتكون مفضلة لهم، ومن الممكن تخصيص وقت لقراءة القرآن مع الأم أو الأب، أو الخروج فى ساحات واسعة وكبيرة وركوب الدراجات أو السكوتر أو الهافر بورد حسب المتاح».

وتقول: «يجب التركيز على تنمية مواهبهم وتعليمهم وتدريبهم عن طريق الكورسات، فمثلا إذا كان الطفل يمتلك صوتا مميزا فيجب تنمية الموهبة والبحث عن مكان ليمنحه الفرصة الجيدة للتدريب، وكذلك إذا كانت فتاة تحب شغل الكروشيه فيجب أن نحضر لها كل الأدوات التى ستحتاجها لتستطيع أن تشتغل على تلك الموهبة، ونفس الأمر مع الأبناء ممن يمتلكون موهبة الرسم، أو العزف على آلة موسيقية، ومن الممكن أن نعلمهم كيفية الزراعة ونشاركهم فيها وننفذ زرعات بسيطة مثل نبات الفول».. وتؤكد: «ألعاب الذكاء تنمى العقل لذلك يجب توفير ألعاب مثل الشطرنج والمكعبات وأى أدوات تنمى مهارة الفك والتركيب، ومن الطبيعى أن يكون هناك وقت فراغ سيشعرون فيه بالزهق والملل الذى سيخلق منه أفكارا إبداعية، وعلى الأهل أن يغيروا تفكيرهم واعتقادهم  بأن مهمتهم هى شغل وقت فراغ أولادهم طول الوقت، ولابد من تركهم لخيالهم لينتجوا أفكارا إبداعية».

وقت النقاش

ومن جانبها تقول د. سلوى على أستاذ علم النفس التربوي: «فى البداية يجب أن ندرك جيدا أن أبنائنا بعد انتهائهم من الامتحانات مباشرة لن يتقبلوا أى توجيهات فهم لا يريدون حاليا سوى الراحة من ضغط المذاكرة والاستمتاع بأجازتهم، لهذا يجب أن نتركهم فترة كافية وفقا لاحتياجات كل طفل، يفعلون ما يحلو لهم سواء مشاهدة التليفزيون أو اللعب بالبلايستيشن أو الهاتف، وبعد هذه الفترة هم بأنفسهم سيشعرون بالملل ويطلبون من أبائهم أن ينصحوهم بممارسة أى شيء جديد، أو الخروج من المنزل..

هذا هو الوقت المناسب لفتح النقاش لمحاولة إيجاد أنشطة مختلفة».. ومن الممكن تقوية مهاراتهم فى اللغة الإنجليزية عن طريق الاشتراك فى كورسات، بالإضافة إلى تنميتهم وتطويرهم فى استخدام الكمبيوتر والبرمجة والذكاء الاصطناعى فهو المستقبل والسنوات القادمة مبنية عليه، وبالطبع لا يجب أن نغفل حقهم فى الفسح واللعب والخروج والسفر.

تنظيم الوقت

أما سلمى رشوان أخصائية تنمية المهارات فترى أنه فى البداية يجب تنظيم وقت أولادنا فى المنزل واستغلال أجازة الصيف بدون نزع جانب المتعة والراحة منها لأن هذا مهم للأبناء حتى يستعيدوا نشاطهم وطاقتهم النفسية قبل العودة مرة أخرى للدراسة، وما يجعلنا نشعر بالإجازة هو إنجاز عمل جديد مختلف، يفضل أن يكون به قدر من المتعة والاستكشاف.. وتنصح الأهل بأن يحاولوا تنمية مهارات أبنائهم العقلية والذهنية والنفسية وإكسابهم عادات جديدة تساهم فى اكتشاف قدراتهم، على سبيل المثال ممكن إلحاقهم بأماكن للحصول على ورش رسم أو نحت أو عمل أشكال بالصلصال أو الفخار أو الكروشيه أو التطريز أو فن الأوريجامى أو تصميم الجرافيك أو الزراعة فى المنزل وغيرها.

ومن أهم الأمور التى يجب أن نغرسها فى أبنائنا هو أن يكونوا مرتبين ومنظمين عن طريق تنظيم أمور يومهم وتوقيتاتهم وترتيب أغراضهم وتحديد مواعيد للأكل والنوم واللعب، ومن الممكن أن نجعلهم يزورون مكتبة ويختاروا أى كتاب أو قصة، أو زيارة مكان جديد بشكل عام خاصة إذا كان مرتبط بقصة تاريخية أو بقصة مشهورة بين الناس.. من أهم الطرق التى يمكن اتباعها لاستغلال وقت أجازة الأطفال الصيفية هو إشراكهم فى العمل التطوعى فهو بمثابة استكشاف، بالإضافة إلى القيمة الكبيرة التى يحصلون عليها بمساعدة الأخرين أو تقديم ما هو نافع للمجتمع.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة