الزوج المجنى عليه
الزوج المجنى عليه


فى واقعة أغرب من الخيال .. حلم الابنة قاد رجال المباحث إلى جثة الأب المقتول

أخبار الحوادث

الخميس، 27 يونيو 2024 - 03:25 ص

حبيبة جمال

هل يزور الموتى الأحياء فعلا في الأحلام؟!، أم أنها مجرد هلاوس ربما يكون سببها شدة الاشتياق للمتوفى من جانب أهله أو محبيه؟!.. نحن أمام واقعة غريبة تحتاج إلى تفسير بعد أن زار الأب ابنته في المنام وأرشدها عن مكان إخفاء جثته؛ فالأب ضحية زوجته التي قتلته بدم بارد وتخلصت من جثته ودفنته أسفل السرير واعتقدت أن جريمتها  ستمر بدون عقاب، ولم يخطر ببالها او ببال احد في يوم ما أن يزور الأب ابنته في المنام ويرشدها عن مكان جثته؛فضلا عن عدم وجود جريمة كاملة، فمهما مر الزمان لابد وأن تنكشف.. حاولت الابنة البحث في المكان الذي أرشدها والدها إليه ولكن منعتها الأم إجبارًا بحجة إحداث الفوضى لكن الأب لا يزال يأتي لابنته في منامها؛ فأبلغ عائلة الأب الشرطة وهو ما كان وعثر على جثة المجني عليه القتيل في نفس المكان الذي أرشدتهم عليه ابنته في المنام..  في السطور التالية سنسرد تفاصيل أكثر عن تلك القصة الغريبة والمثيرة التي لا نراها إلا في الأفلام والروايات، والسؤال لماذا قتلته زوجته؟!

الحكاية بدأت في قرية إشو، التابعة لمحافظة البحيرة؛ حيث نشأ بطل قصتنا سعيد عبدالجيد، ذلك الرجل الذي يبلغ من العمر ٦٥ عاما، فمنذ عدة سنوات تزوج هنية، التي تصغره بعشرين عاما تقريبا، انتقلت للعيش معه في بيته الريفي البسيط بقرية إشو، حياتهما كانت طبيعية جدا وهادئة حتى رزقهما الله بالبنين والبنات، سعيد هام في حبها عشقا، يعمل ليلا ونهارا ليوفر لها كل طلباتها، ولم يبخل عنها بشيء، معروف بين جيرانه بالطيبة والسماحة، وبدلًا من أن تحافظ عليه، انصاعت لرغباتها وشهواتها وأقامت علاقة غير شرعية بشخص آخر، وتناست أنها زوجة وأم، اعتادت على لقاءاتها المحرمة داخل بيتها، عاشت أياما وليال من العلاقات المحرمة، قابلت هنية حب الزوج الحلال بالغدر والخيانة والحرام، سارت الخائنة تلهث وراء نزواتها الرخيصة، انجرفت نحو طريق الحرام، تناست زوجها وأبناءها الستة، وارتمت في أحضان عشيقها، الذي هو في نفس الوقت من عائلة الزوج المخدوع؛ ذلك الشخص الذي لم يصن صلة الدم، وانتهى الحال بالزوجة الخائنة لقتل زوجها ووالد أبنائها وعشرة عمرها لتنتهي بحياتها خلف قضبان السجن، تاركة أبناءها يعانون ظلمة اليتم والعار الذي سيلاحقهم.

لماذا قتلته؟!

يئست هنية من حياتها، أصبحت لا تتحمل العيش معه خاصة بعدما أصبح على المعاش، وتشعر بداخلها أنها مازالت صغيرة في السن، وأن زوجها يكبرها بعشرين عاما، ولا يستطيع إشباع رغبتها الجنسية؛ فعرفت طريق تلبية رغباتها.. باعت جسدها لأول عشيق يطرق بابها، لكنها تريد أن تتخلص من زوجها للأبد، فاختمرت في رأسها فكرة شيطانية، حتى يخلو لها الجو مع عشيقها، لكن بماذا كانت تفكر وقتها؛ هل ستهرب بجريمتها؟!، هل ستحلو لها الحياة بعدما تتلوث يدها بالدم؟!، هل ستنام آمنة مطمئنة دون كوابيس تنغص عليها حياتها؟!، يبدو أنها لم تفكر في شيء سوى كيف تتخلص منه وتظفر بعشيقها فقط.. انتظرت خروج أبنائها للعمل، ووضعت للمسكين ١٢ قرصًا مخدرًا في العصير وقدمته له بابتسامة تخفي خلفها كل الشرور،  لم يتوقع الزوج المسكين أن تلك اليدين الرقيقتين ستنهي حياته بعد دقائق، وما أن شرب العصير دخل في سبات عميق، فتواصلت مع العشيق الذي جاء إليها مسرعًا، وبكل برود وقسوة خنقه وبعدما تأكدا من وفاته، جلسا يفكران كيف يتخلصان من الجثة، وبسرعة لمعت عين الزوجة وارتسمت الابتسامة على وجهها، وهي تقول: «خلاص عرفت هنخفيه فين.. في مكان أسفل السرير كان عامله عشان يحط فيه الكتب ويحافظ عليها.. احنا هندفنه في المكان ده مع كتبه»، حمله الاثنان ووضعاه داخل الحفرة، ثم خرج العشيق متجهًا لبيته والزوجة تمارس حياتها بشكل طبيعي، وكأنهما لم يرتكب جرمًا أو يشعران بتأنيب الضمير.

وفي اليوم التالي وتحديدا ١٤ مايو، أخبرت هنية أبناءها والأسرة أن سعيد مختفي ولا تعرف عنه شيئًا، فبدأ الكل يبحث عنه، ساورهم القلق، نشروا صورته على الفيس بوك على أمل أن يكون شاهده أحد، ذهبوا للمستشفيات وأقسام الشرطة، لكن بلا فائدة، وكأن الأرض انشقت وابتلعته، بلغ القلق أقصى درجاته، فلم يكن أمامهم من حل سوى تحرير محضر بالاختفاء.

رسالة من العالم الآخر

أيام وليال تمر والأبناء في حالة حزن وخوف شديد على والدهم، والزوجة تبكي بدموع التماسيح تتظاهر بالحزن وتشاركهم النواح، لكن ابنته كانت شديدة التعلق به تشعر أن هناك شيئًا مريبًا يحدث، تشعر أن والدتها تخفي شيئًا، كل يوم يأتي إليها والدها في المنام وكأنه يريد أن يخبرها بشيء، وبعد ٢٠ يوما من اختفائه، زار الأب ابنته في المنام وأرشدها عن مكان اخفاء جثته، فاستيقظت الابنة من نومها مفزوعة تخبر أسرتها بما شاهدته، الغريبة أنها ليست الوحيدة التي حلمت بهذا الحلم، فأيضا شقيق المجني عليه ونجله الكبير، فأسرعوا جميعًا للبحث في المكان الذي شاور عليه في الحلم، لكن منعتهم الزوجة، تأكدوا أن هناك لغزًا، وفي نفس الوقت يتمنون ألا تكون شكوكهم صحيحة، فأبلغوا الشرطة، والتي عثرت على الجثة وكانت صدمة للجميع، ألقت المباحث القبض على الزوجة التي لم تصمد طويلا وانهارت معترفة بكل شيء، وتم القبض على العشيق، وأمرت النيابة بحبسهما، ومازالت التحقيقات مستمرة.

تواصلنا مع ابنة الضحية لتحكي لنا تفاصيل القصة، وحكاية الحلم الغريب الذي حل لغز اختفاء والدها، فقالت: «من ساعة والدي ما اختفى يوم ١٤ مايو وهو كل يوم يجيلي في المنام وكأنه عايز يقولي حاجة، كل الأحلام كانت وهو في البيت، مرة وهو قاعد على الكرسي، مرة وهو ماشي في البيت، دورنا عليه في كل مكان لكن بلا فائدة، كنت حاسة أن أمي عملت فيه حاجة ولما واجهتها طردتني من البيت، فضلت أصلي وأدعي ربنا أنه يظهر، كان عندي أمل ألاقيه داخل علينا في أي وقت ونرتمي في حضنه ويحكيلنا كان فين، لكن للأسف صحينا على كابوس مفزع وأنه مش هيرجع بيننا تاني لأنه اتقتل، اتقتل غدر بلا ذنب، وعلى يد من للأسف على يد أمي».

أما عن سر الحلم وكيفية اكتشاف الجريمة، فقالت بنبرة صوت يعتليها الحزن: «والدي جالي في المنام وأخدني من إيدي وشاورلي على مكان تحت السرير، كان متعود يشيل فيه كتب عشان يحافظ عليها، صحيت من النوم قلبي مقبوض حكيت اللي شوفته لاخواتي، فوجدت أخويا بيأكد عليا أنه نفس الحلم اللي شافه، وبعدها عمي الكبير أكد نفس الكلام، فذهبنا سريعا للبيت للبحث في المكان الذي شاور عليه ربما هناك رسالة يريد أن يخبرنا بها ولم يخطر ببالنا ولو للحظة أننا سنجد جثته لأن المكان صغير جدا، ولما منعتنا والدتنا أبلغنا الشرطة وعثروا على جثة والدي».

دخلت الابنة في نوبة من البكاء، حاولنا تهدئتها، ثم قالت: «كل ما نريده هو القصاص العادل، عايزين حق والدي من امي وفي أسرع وقت حتى ترتاح قلوبنا».

اقرأ أيضا : «جحود الابن».. قتل والده بسبب «آيفون»

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة