صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الإدمان حول الابن إلى شيطان .. قتل أمه وألقى بنفسه تحت عجلات القطار

أخبار الحوادث

السبت، 29 يونيو 2024 - 02:15 ص

المنيا:‭ ‬حمد‭ ‬الترهوني

«قلبي على ولدى انفطر، وقلب ولدي عليَ حجر».. هذه الجملة تنطبق على جريمة بشعة، دارت أحداثها في منطقة «قليني» باشا، التابعة لمركز مغاغة في محافظة المنيا، عندما أقدم الابن المدمن على قتل والدته ذبحًا، وبعد أن تيقن من أن والدته فارقت الحياة، انطلق من البيت هربًا باتجاه شريط القطار، وانتظر في مكان لا يراه فيه أحد، وعندما اقترب القطار من المحطة، ألقى بنفسه أمام القطار ليموت منتحرًا بعد جريمته النكراء، تفاصيل أكثر عن تلك الجريمة نسردها لكم في السطور التالية.

عقارب الساعة تشير إلى السادسة مساءً، عندما نشبت مشادة كلامية بين الأم وابنها، والذي كان يمر بحالة نفسية سيئة.

البعض عزز تلك الحالة النفسية المضطربة التي كان عليها الابن أنها نتيجة إدمانه المواد المخدرة، وحاول وقت ارتكاب الجريمة أن يأخذ من والدته بعض النقود كي يشتري المخدرات. وحال رفضها طعنها بواسطة سلاح أبيض. لتسقط معلنة رحيلها على يد ابنها العاق.

ممرضة

في حديثه لـ «أخبار الحوادث» قال محمد، أحد الجيران: «السيدة «س.ع. ا» كانت تبلغ من 58 سنة، تعمل «ممرضة»، تمتاز بحسن الخلق، ودؤوبة في عملها، والجميع يعرف أخلاقها، وأنها من الأمهات التي قدمت وضحت بالكثير لرعاية وتربية ابنيها، حيث أنها عكفت على تربيتهما بعد وفاة والدهما قبل نحو 35 عامًا، رافضة أن تتزوج من آخر، وظلت طوال هذه الفترة تعمل كي تستطيع أن تصرف على نجليها».

◄ اقرأ أيضا بوابة أخبار اليوم تنشر صور المنزل الذي شهد مذبحة رستم بالغربية

وأضاف: «في رمضان الماضي أدت السيدة «س.ع. ا» مناسك العمرة، وكانت من السيدات الحريصات على أداء الصلوات فى أوقاتها، وكانت في خدمة جيرانها ليل نهار، حيث كان يتم استدعاؤها لرعاية المرضى بحكم عملها، وكانت لا تتأخر على من يطلبها، حتى ولو ظروفها المادية لا تسمح له بأن يعطيها أجرها، فكانت دائمًا ما تقول أن عملها حسبة لله وحده».

أحد الجيران المقربين للمجني عليها يقول في حديثه لـ «أخبار الحوادث»: «لا نعرف على وجه الدقة أسباب الخلاف بين السيدة وابنها، كنا دائمًا نعرف أن ابنها سيئ السلوك، وأنه مدمن، وأنه منذ فترة كان يعمل على «توك توك» لكنه ترك هذا العمل دون سبب معلوم، لكن كل ما نعرفه أن هذا الشاب كان يافعًا، لكن بمجرد ما أن دخل في طريق الإدمان، تصرفاته اختلفت تمامًا، وسلوكه ساء إلى الدرجة التي عليها يصل إلى قتل أمه بهذه الطريقة البشعة ثم ينتحر».

ألف جنيه

تفاصيل ما دار داخل الغرفة المغلقة وقت ارتكاب الجريمة لم يُعلن، والأقرب أنه لن يُعرف، لكن الأكيد والمعروف، حسب ما توصلت له التحريات الأمنية حول الواقعة، وبعض المصادر حول الواقعة؛ أن ثمة خلاف وقع بين المتهم والمجني عليها، وكان السبب في هذا الخلاف مبلغ مالي 1000 جنيه، اقترضه المتهم من صديق شقيقه، لكنه انفق هذا المبلغ على شراء المخدرات.

حاول الصديق أن يأخذ المال الذي اقترض منه، لكن المتهم كان يماطل، وعليه أبلغ صديقه -  شقيق المتهم -  بما حصل، والذي بدوره أبلغ والدته بما قام به شقيقه، وهنا عاتبت الأم ابنها على هذا التصرف، ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بالأيدي، خلالها تعدى المتهم على والدته بسلاح أبيض «مطواه»، وعندما سقطت على الأرض غارقة في دمائها فر هاربًا الى المصير الذي اختاره بعدما بلغت السموم التي ادمنها منه كل مبلغ.

قطار مغاغة

المتهم، بعد ارتكاب الواقعة، هرب مسرعًا من البيت، لكن هروبه هذا لم يكن محاولة منه للإفلات من العقوبة، ولم يكن هروبًا خشية القبض عليه وتقديمه للمحاكمة، بل كان هروبًا من نوع آخر، يشبه الهروب من الدنيا إلى الآخرة، بل هو فعلا الهروب من الدنيا إلى الآخرة، لأن المتهم، فور ارتكابه الجريمة، انطلق مسرعًا نحو شريط القطار في مدينة مغاغة، ووقف أمام المحطة ينظر صافرة أقرب قطار يعبر المحطة، وعندما حانت اللحظة واقترب القطار، ألقى بنفسه تحت عجلاته، ليهرب من الدنيا إلى آخرته بعد جريمته النكراء، ويلحق بوالدته التي قتلها غدرًا وخسة.

في لحظة صعبة، وجد الشقيق الثاني نفسه بمفرده، في دنيا لم يخترها، ومصير فرض عليه فرضًا، أمه قتلت على يد شقيقه وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، وشقيقه هو الآخر -  القاتل -  انتقل إلى الرفيق الأعلى منتحرًا بعد ارتكابه جريمته البشعة، ليقف الرجل وحيدًا يأخذ العزاء في أسرته التي فقدها بالكامل.

كانت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن المنيا قد تلقت بلاغًا من عمليات النجدة، يفيد بوجود جثة في إحدى الشقق السكنية في منطقة قليني باشا التابعة لمدينة مغاغة، وتشير التحريات الأولية إلى أن الجثة لسيدة مطعونة بسلاح أبيض، ورصدت كاميرات المراقبة لحظة هروب شخص من المنزل، وعليه نقل الجثمان إلى المستشفى تحت تصرف جهات التحقيق.

وكشفت التحريات التي أجراها رجال مباحث قسم شرطة مغاغة؛ أن القاتل هو نجل الضحية، وأنه هو الذي تم رصده يهرب من المنزل وقت ارتكاب الواقعة، وأن الواقعة جاءت بعد مشادة كلامية بينهما، مر خلالها الابن بحالة نفسية مضطربة، تحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.

كما أمرت النيابة العامة بتشكيل فريق من المحققين للكشف عن ملابسات الجريمة، ودوافع القاتل، ونقل جثمان الضحية إلى مشرحة مستشفى مغاغة المركزي، وانتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة