صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فى الولايات المتحدة .. الجرائم العائلية تبدأ بالعنف المنزلى وتنتهى بحوادث صادمة

أخبار الحوادث

السبت، 29 يونيو 2024 - 11:44 ص

كيف يُقدم الآباء والامهات على قتل أبنائهم؟ ولماذا تتزايد تلك الجرائم العائلية بطريقة ملحوظة مؤخرًا؟، تصف الدراسات الاجتماعية في الخارج تلك النوعية من الحوادث بكونها من أكثر الجرائم المعقدة التي لا يمكن فهمها بسهولة، قتل أحد الوالدين لطفله أو التخلص من جميع اطفاله صار واقعة تتصدر عناوين الأخبار العالمية بطريقة متكررة حتى تحول الامر إلى حقيقة أن تلك الجرائم تتم بانتظام وتزايد محبط في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.

منذ اشهر قليلة تلقت طوارئ الشرطة في كولورادو مكالمة 911 في الصباح الباكر من الام  كيمبرلي سينجلر، 35 عامًا، وهى تصرخ لتؤكد تعرضها لعملية سطو واقتحام انتهت بمقتل طفليها، وصلت الشرطة الى المنزل وسرعان ما نقلت الام إلى المستشفى برفقة ابنتها الكبرى وعمرها 11 عاما، التي نجت من الحادث، ثم عثرت الشرطة على جثتى طفليها، وانتهت الواقعة بتقرير صادم للشرطة ينفي تماما وقوع عملية سطو؛ لتصدر سريعا مذكرة اعتقال بحق الام سينجلر تتهمها بقتل ابنتها الصغرى 9 سنوات، وابنها 7 سنوات.

معركة حضانة

تحمل جريمة الام خلفيات وتفاصيل؛ حيث خاضت سينجلر وزوجها السابق، كيفين وينتز، 38 عامًا، معركة قضائية استمرت لسنوات بشأن قضايا الطلاق وحضانة اطفالهما، والغريب في الامر أن قضية طلاق سينجلر بدأت باتهامها الكاذب لزوجها كيفين بالعنف وتهديدها بالسكين، وتسببت تلك الاتهامات في رفض المحكمة طلبه حضانة أبنائه بشكل دائم خوفا من إيذائهم إلا أن الزوج شكك في رواية زوجته واصر على طلب حضانة أبنائه؛ لتطلب المحكمة خضوع الزوجين لاختبارات كشف الكذب بشأن ادعاءات سينجلر التي رفضت الخضوع لإجراء جهاز كشف الكذب لتسمح المحكمة للاب باستعادة حقوقه الأبوية وقضاء إجازة عيد الميلاد مع اطفاله بمفرده لكن الام انتهكت قرار الحضانة بقتل اثنين من اطفالها.  

معارك الحضانة

ادعت الام أنها ارتكبت جريمتها لتجنب تنفيذ الحكم الاخير عبر سياسة تبادل الأطفال في حضور قوات إنفاذ القانون، ودافعت الشرطة عن هذا الامر؛ لتؤكد أن سياسة تبادل الاطفال تعد أداة فعالة تُستخدم بشكل متزايد من قبل المحاكم لإبقاء الآباء على مسافة متباعدة وتتم عمليات تبادل الأطفال عادة في مواقف السيارات للوجبات السريعة وفي منازل الوالدين او احيانا في قسم الشرطة ويعد أفضل طريقة لضمان سلامة الأوصياء والأطفال.

حادث آخر شهدته ولاية ميسوري مرتبط ايضا بأزمة حضانة الأبناء في المحاكم وقادت ام لارتكاب جريمة قتل اطفالها الأربعة ثم انهت جريمتها بحرق نفسها داخل المنزل، واشارت سلطات الولاية أن الام برنادين بروسنر،39 عاما، وأطفالها الأربعة وتتراوح اعمارهم بين 9 سنوات وعامين، لقوا مصرعهم جميعا في حريق منزل في ولاية ميسوري تسببت فيه الام بعد إشعال النار عمدًا للتخلص من مشكلاتها.

عنف منزلي

يشارك الآباء بكم كبير في جرائم قتل الابناء وآخرها جريمة الاب بروك ماتر الذي أطلق النار على ابنه وعمره 7 سنوات، وابنته، 6 سنوات، ثم اطلق النار على نفسه، وكشفت تقارير الشرطة أن الاب القاتل وزوجته كانا في حالة طلاق واستغل الاب قضاء ابنائه برفقته في عطلة نهاية الأسبوع، وكشفت وثائق المحكمة، أن الاب القاتل كان لديه تاريخ من العنف المنزلي ضد زوجته مما دفع الزوجة للتقدم بطلب حماية ضد زوجها مؤكدة انه اعتدى عليها عاطفيا وجسديا، وعندما أخبرته برغبتها في الطلاق، هددها بقتل نفسه أمام طفليها، وتناول الخبراء الاجتماعيون القضية بالتأكيد على دور العنف المنزلي وإساءة معاملة الازواج والأطفال وراء تلك النوعية من الجرائم.

تسببت القضية في توجيه اتهامات للشرطة بإهمال منح الام وابنائها الحماية اللازمة من اعتداءات الزوج بالرغم من خضوع الاسرة لفحص الرعاية الاجتماعية ليتأكد عنف الزوج إلا أن القاضي اصر على تجاهل التهديدات الخطيرة والمخاوف المتعلقة بالسلامة حيث ظل المتهم متمسكًا بسلاحه مستغلا القيود المحدودة على حيازة الأسلحة في أريزونا.

حادث اوهايو

جريمة اخرى وقعت احداثها في ولاية اوهايو؛ ارتكبها الاب تشاد دورمان، 32 عاما، المتهم بقتل أبنائه الثلاثة، واعمارهم بين 3 و7 سنوات، واطلق النار على طليقته لكنها نجت من الحادث، واعترف دورمان بالتخطيط لقتل أبنائه قبل اشهر من إطلاق النار عليهم في منزلهم، وفقا لسجلات المحكمة، ومن المقرر أن تتم محاكمة المتهم أمام هيئة محلفين في مقاطعة كليرمونت في يوليو القادم، ولم يكشف المدعون العامون عن الدافع وراء هذه القضية؛ حيث كان المتهم يحمل الكتاب المقدس وهو يتمتم بكلمات غريبة ثم دخل إلى خزينة الأسلحة الموجودة في غرفة النوم الرئيسية لينفذ جريمته، تم توجيه الاتهام إلى دورمان بتسع تهم منها القتل العمد وتهم أخرى بالاختطاف والاعتداء الإجرامي في لائحة اتهام مكونة من 21 تهمة، وقال المدعي العام مارك تيكولف إن المتهم قد يواجه عقوبة الإعدام في حال إدانته بالقتل المشدد.

الابن الناجي

وتتشابه الجريمة السابقة في غموضها مع جريمة اوكلاهوما التي ارتكبها الاب جوناثان كاندي، 42 عاما، الذي اقدم على قتل زوجته ليندساي كاندي وثلاثة من أطفالهما واعمارهم من 17 الى 12 عاما، قبل أن يموت منتحرًا وكشف الجيران تفاصيل عن الأب الذي أطلق النار على زوجته وأطفاله الثلاثة في جريمة قتل غامضة إلا أن أحد ابنائه وعمره 10 سنوات نجا من الحادث وهو من اتصل بالشرطة للإبلاغ عن الحادث؛ حيث استيقظ ليجد جثث والديه واشقائه الثلاثة، واكد أن والده كان عائدًا من مباراة كرة سلة قبل ساعات قليلة من جريمة القتل والانتحار وهو امر غامض أن يترك الاب وراءه طفله الاصغر دون قتله.

أرقام وإحصائيات

دفع تكرار تلك القضية الى تحليل اسبابها وهو ما دفع دراسة في مجلة الطب الشرعي العالمي إلى إجراء مقارنات لجرائم قتل الأبناء على مدار ثلاثة عقود او ثلاثين عاما؛ لتشير إلى وقوع تلك الجرائم لأكثر من 500 مرة سنويًا في الولايات المتحدة الامريكية، وكشفت انه ما يقرب من 72٪ من الذين قتلوا على يد والديهم كانوا في سن 6 سنوات أو أقل، وثلث الضحايا أطفال تقل أعمارهم عن سنة واحدة، وكذلك أكثر من 13% من الضحايا كانوا من البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 عاماً لذا فإن التهديد بقتل الأبناء لا يختفي بكبر اعمارهم او استقلالهم عن ذويهم، وتكشف نفس الدراسة أن أكثر من 40% من القتلة في هذه الجرائم  كانوا من الأمهات، ويشكل الآباء حوالي 57% ممن الآباء القتلة.

اسباب الجرائم

حدد الطبيب النفسي الشرعي فيليب ريسنيك، الرائد في دراسة أبحاث قتل الأبناء، خمسة أسباب رئيسية وراء تلك الجرائم وهى: الإيثار حيث يقتل الوالد الطفل لأنه قد يرى أن ذلك في مصلحة الطفل، قد يكون مستندًا إلى ظروف خاصة حيث يشعر الوالد أنه سيكون من الظلم ترك الطفل وراءه لمواجهة العالم القاسي، والسبب الثاني المرض النفسي حيث يقتل الوالد طفله بناءً على أفكار لا تتفق مع الواقع على سبيل المثال، يعتقد الوالد أن الطفل ممسوس بالشيطان، والسبب الثالث  أن يكون طفل غير مرغوب فيه: فيقوم الوالد بقتل الطفل الذي يعتبرونه عائقًا لهم امام طموحاتهم او سعادتهم، رابعا قد يكون بسبب حادث : وفاة الطفل هي نتيجة غير مقصودة للإيذاء الجسدي من قبل الوالدين، والسبب الخامس والاهم هو الانتقام الزوجي حيث يقتل الوالد الطفل في محاولة للانتقام من الوالد الآخر.

ويجيب تقرير لموقع الدراسات النفسية عن تساؤل لماذا يقتل أحد الوالدين طفله؟ لتشير إلى دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة تشير إلى ان اعضاء هيئة المحلفين يضعون في البداية احتمال أن الأمهات اللاتي يقتلن أطفالهن هن مريضات عقليًا ونفسيا إلا أن هذا السبب النفسي لم يعد معتدا به في الكثير من القضايا وخاصة ان 15% من حالات القبض على جرائم القتل على مدى 32 عامًا كانت ذات طبيعة قاتلة واسباب اجرامية وانتقامية وليست نفسية حيث يقتل البالغون أطفالهم للاسباب السابقة وإن كان اهمها واكثر شيوعًا هو الانتقام من شريكهم أو نتيجة غير مقصودة للإهمال أو سوء المعاملة.

اقرأ أيضا : يتخلصون من زوجاتهم قتلاً فى أغنى مدينة أمريكية

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة