صورة من المتحف
صورة من المتحف


حكايات| المتحف «الجيولوجي».. دفتر أحوال الأرض

عبدالهادي عباس

الإثنين، 01 يوليه 2024 - 05:19 م

كل خطوة داخل المتحف الجيولوجي تعود بنا ملايين السنوات إلى الوراء، إلى شكل أرضنا الطيبة وطبيعتها وتحولاتها وصراعها مع عوامل التعرية والمناخ، إلى خبايا أعماقها المتخمة بالذهب والأحجار الكريمة التى اكتشفها أجدادنا وسبقوا العالم فى صوغها فى أشكال فنية لا تزال مبهرة حتى الآن؛ وتعرج بنا الخطوات إلى رؤية هدايا السماء المحملة بالمعادن النادرة إلينا؛ فمصر ما قبل البشر كانت أيضًا أم الدنيا وسيدة البلاد؛ فها هنا حفريات نادرة لا توجد إلا عندنا، مثل حيوان «الأرسينوثيريوم»، الذى يتخذه المتحف شعارًا له، وهو أحد أغرب الحفريات التى وجدت بمنطقة الفيوم، واستمد المقطع الأول من اسم الملكة «أرسينو» التى امتلكت قصرا على بحيرة «موريس»، والمقطع الثانى «ثيريوم» ومعناها حيوان باللاتينية؛ وهذا الحيوان له رتبة خاصة به وهو من أسلاف الفيل والأرنب الصخرى وعروس البحر، حسبما يشرح لى بلهفة وفخر د. عفيفى حسن، مدير المتحف.    

تمسك معروضات المتحف الجيولوجى بتلابيب الزمن وتعرضه للعيان فى منطقة هادئة بكورنيش المعادي؛ تمامًا كما تخبرنا كيف كان شكل الحياة على هذه الأرض، بقايا جماجم بشرية وحيتان عملاقة وأسماك متحجرة وديناصورات منقرضة، وأحجار وصخور ورمال أصبحت تحمل قيمة اقتصادية عالية؛ كل ذلك فى ثلاثة ممرات يضمها المتحف الذى أنشئ عام 1901، عقب إنشاء الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية المصرية عام 1896 والتى أمر بانشائها الخديو إسماعيل، وافتتحت عام 1904 فى عهد عباس حلمى الثانى ليصبح المتحف الطبيعى الأول عربيا وإفريقيا، والثالث عالميا؛ وكأنه دفتر أحوال يُسجل تاريخ الأرض لعشرات الملايين من السنين.

■ د. عفيفي حسن

◄ اقرأ أيضًا | الغابات المتحجرة.. التغيرات المناخية حولتها إلى أثر جيولوجي نادر|فيديو

رغم مرور أربعين مليون سنة على حفريات الديناصورات بطولها الذى يتجاوز ثلاثة وثلاثين مترًا وحجمها الذى بلغ سبعين طنا، فإن صفوف أسنانها الحادة تبدو مرعبة ومخيفة، ولا يكسر تأثيرها فى النفس إلا تلك المجموعات الكبيرة التي تُبهج النفس، خاصة ذلك اللمعان فى صخور الذهب التى تتعدد أشكالها؛ ويبتسم د. عفيفى حسن لهذه الملاحظة، وهو يقول إن مقتنيات المتحف توزع بصالات العرض بطرق علمية حديثة ويشرف عليها مجموعة من الجيولوجيين، وهى صالة عرض المعادن والصخور، وتُعرض فيها مجموعة كبيرة من المعادن والخامات المعدنية، مرتبة ومصنفة وفقا لأحدث التقسيمات، وأبرزها مجموعة من الأصداف المشغولة من العهد الملكي، ومجموعات مهداة من الياقوت والسافير الطبيعى والصناعي.. ومن أغوار الأرض إلى شهب السماء مجموعة كبيرة من النيازك التى استخدمها علماؤنا فى دراسة تاريخ المجموعة الشمسية؛ إضافة إلى النيازك المصرية التى تم عرضها بصورة مميزة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة