صلاح جاهين : قال لى هيكل: ارسم ما تشاء ولى حق الفيتو!
صلاح جاهين : قال لى هيكل: ارسم ما تشاء ولى حق الفيتو!
الأحد، 05 يونيو 2022 - 04:56 م
> فيلم الكرنك تشهير بصلاح نصر لا بعبدالناصر
>تجربتى فى «صباح الخير» فاشلة
> أنا مقيد فى رسم الكاريكاتير برأى رئيس التحرير!
> قصة النكتة التى أثارت مظاهرات رجال الدين ضدى!
المثل الشعبى المصرى يقول «سبع صنائع والبخت ضائع» ولكن صلاح جاهين يملك الصنائع السبع ويمتلك أيضاً حظاً يحسده عليه كثيرون، فهو رسام وشاعر وممثل، وسيناريست ومؤلف مسرحى، ومقدم برامج تليفزيونية، ومنتج سينمائى، وما خفى كان أعظم!
خصومه يقولون إنه يعدد صنائعه لأن مواهبه الحقيقة قد نفدت منذ زمن، وهم يقولون أيضاً إنه يمارس تلك المواهب لمستثمر شاطر يعرف من أين تؤكل الكتف! ويضربون المثل على ذلك بأنه هو الشاعر المثقف قد كسب كمنتج سينمائى من «ميلودراما» عادية جدا فى «خلى بالك من زوزو» أكثر من مائة ألف جنيه..
والأجيال التالية من شعراء العامية المصرية قد هاجموه وهجوه شعراً فقد كتب عنه الأبنودى فى ديوانه الأول قصيدة جاءت بعنوان «شبر طين» فكتب سيد حجاج قصيدة أخرى فى <«أربع بلابل ومئذنة»، كان آخر من هجاه هو أحمد فؤاد نجم فى فزورته الشهيرة يقول فيها:
> شاعر بيتخن من بوزه ممكن تخوف به عيالك
>قاعد يقزقز أزى أوزو حتتك يمنك وشمالك
>ده مليونير واللى يعوزه خلى بالك من زوزو
وخلى زوزو من بالك..
وهذه الأقوال كلها أشبه «بحزاوى» فى أقوال الخصوم، وتقدم صلاح جاهين باعتباره تاجرا..ومحبوه يرونه نموذجاً للفنان الشامل المتعدد المواهب ويقرون بدوره فى تطوير الكاريكاتير العربى عموماً، وفى تجديد لغة الأشياء.الصورة الثالثة هى رأى صلاح جاهين فى نفسه وهذا ما يسعى إليه هذا الحوار..
الفنان الشامل
يراك البعض نموذجاً للفنان الشامل. رسام.. وممثل.. ومؤلف أغانى.. وكاتب مسرح.. هل تعتقد أن تنوع الاهتمامات يؤدى إلى إتقانها كلها.. ألم يكن من الأفضل أن تتخصص فى شىء واحد منها؟
- ليس هناك شك أن درجات الإتقان تتفاوت، فأنا مثلاً أضع لنفسى هدفاً محدداً فى الرسم من الممكن تحقيق الإتقان فيه بسهولة وهو الكاريكاتير.. فأنا لست فناناً تشكيلياً أستطيع أن أقول إننى أضفت للتراث التشكيلى أى شىء جديد ومن الممكن القياس على ذلك فى بقية فروع الفنون التى أمارسها.
أى تلك الفنون أقرب إلى نفسك؟
كل لحظة وجدانية عندى لها ما يعبر عنها، فلحظة الضحك مثلاً لها الكاريكاتير، كذلك بالنسبة للحظة ما يسمى الاتصال المباشر بالجماهير فإن أقرب الفنون للتعبير عنها هو فن الكاريكاتير؟
كلامك هذا ينطبق على الأغنية؟
- الأغنية كنوع من فنون الاتصال بالجماهير تحتاج إلى أسبوع على الأقل لكى تظهر، بينما الكاريكاتير لا يحتاج بالنسبة لى إلا ليلة وصباحها.
الكاريكاتير الاجتماعى.. لماذا؟
يرى بعض المنتمين لتطور الكاريكاتير فى مصر أن لمعانك السريع فى هذا المجال هو لأنك استطعت أن تصل إلى الصيغة المناسبة لممارسة ذلك عندما اتجهت إلى الكاريكاتير الاجتماعى فى الوقت الذى ذبل فيه الكاريكاتير السياسى بقيام ثورة يوليو.. ما رأيك فى هذا القول؟
- هذا صحيح تماما لأن الكاريكاتير السياسى بمفهومه الحقيقى يعبر عن صراع مذاهب أو صراع أحزاب، وبالغاء النظام الحزبى فى مصر أصبح من المطلوب البحث عن صيغة جديدة..
ولقد كانت بداية ثورة 23 يوليو فى مصر بداية لتكوين وجداني. ولا أذكر أنه قد تكون لدى وجدان مستقل ومكتمل إلا بمرور عدة سنوات على قيام الثورة، عثرت اثناءها على هذه الصيغة التى شكلت وجدانى النفسى والفنى أيضا. ولذلك فأنا أعتقد أننى أنتمى لهذه الثورة مائة فى المائة لأنها جعلتنى بهذا «الشكل» الذى أنا عليه الآن.
ابحث عن نفسى جنسياً
اشتهرت بمجموعة من الرسوم عالجت قضايا نوعية على الصعيد الاجتماعى مثل قيس وليلى التى كانت تسخر من الحب العذري.. ونادى المراة التى كانت تعارض التزمت وتدعو الى التحرر.. ألخ ما هى الظروف الاجتماعية مصريا وعربيا التى دعتك لابتكار مثل هذه الشخصيات!
كل هذه الرسوم كانت صيغة عثرت عليها وأنا أبحث عن نفسى وجدانيا وجنسيا أيضا، فأنا تكوينى العقلى وتكوينى الوجدانى كان أقرب إلى قيس وليلى فكنت أنقد قيس وأسخر من الحب العذرى وكأنى أقاوم ذلك فى نفسي.
ونادى المرأة كان صدى لمحاولة الاعتراف بالعرى... ومحاولة اقناع النفس بالعرى وهو عكس العذرية.وبالنسبة للظروف التى دعتنى إلى ابتكار هذه النماذج فالواقع أننى لا استطيع القول أننى فى الفترة ما بين سن العشرين والثلاثين لم يكن عندى قدرة على التجاوب مع الخارج تجاريا كاملا، ذلك أنها كلها فترة بحث عن الذات. وهنا احيلك الى كتاب يحيى حقى «عطر الأجباب» الذى تكلم فيه عن تجربة الرباعيات التى كتبتها فسأل سؤالا قال: ما الفرق بين رباعيات الخيام ورباعيات صلاح جاهين. وأجاب بأن الخيام كان يكتب من منطلق فسفة جاهزة كاملة، أما جاهين فرباعايته هى بحث عن فلسفة، ولذلك فإن بها قدرا كبيرا من المعاناة.
هل أنت حر فى الكاريكاتير؟
>هل تعتبر عزوفك عن الكاريكاتير اللاذع والجاد فى بعض الأحيان نوعا من التقاعس عن أداء الواجب، وهل تعتبر أنك حر تماما فى التعبير عن رأيك بالكاريكاتير!
-فى جميع أنحاء العالم تفرض الجريدة سياستها ووجهة نظرها على المحررين، ورئيس التحرير له كل الحق فى نشر أو عدم نشر ما شاء. وأنا مقيد فى عملى بموافقة مجلس التحرير ورئيس التحرير
وهم أدرى منى بخلفيات المواضيع بالنسبة لسياسة الجريدة.. وكل ما على هو أن أدافع عن وجهة نظرى قدر المستطاع. وليس أمامى إلا تصرفان فى مواجهة دفاعى عن وجهة نظرى: الأول أن أستقيل والثانى ان اتنازل عما اريد قوله...
وحيث ان هذا الخلاف لا يحدث كثيرا وليس متكررا بشكل يجعل من المستحيل أن أعمل مع هذه المجموعة فلم أفكر فى الاستقالة. واذكر أنه فى بداية عملى فى صحيفة «الأهرام» قال لى محمد حسنين هيكل رئيس التحرير انذاك اننا لن نفرض عليك ان ترسم أى موضوع، ولك أن تختار ما يخطر على بالك من أفكار. ولكن يبقى للأهرام فقط حق الفيتو. وأذكر ان هذا الفيتو لم يستخدم سوى مرة كل ستة أشهر.
>إذن فثمة عقبات بينك وبين أن تقول رأيك كاملا؟
-أريد ان اوضح بعض النقاط: لقد قمت بزيارة إلى الولايات المتحدة الإمريكية فى عام 1964 وتفقدت أثناء الزيارة الصحف التى تصدر هناك، ورأيت رسامى الكاريكاتير بيفعلون ما أفعله أنا فى «الأهرام» وبالضبط، حيث يستأذن منى الرسام لبضع دقائق حتى يعرض فكرة الكاريكاتير على رئيس التحرير..
وقد يعود منبسط الوجه والأسارير، وقد يعود متجهما يسب ويلعن فى أعماقه لأن فكرته رفضت من قبل رئيس تحريره، ويضطر للتفكير فى فكرة اخرى. وهذه هى أمريكا التى تدعى أنها بلاد الحرية وحرية الصحافة بشكل خاص!
النكتة اثارت مظاهرة
ماهى النكتة التى سببت لك مشاكل مع الدولة؟
-لم يحدث بينى وبين الدولة أزمات.. لكنى اذكر مثلا انه اثناء انعقاد المؤتمر القومى للقوى الشعبية الذى اقره ميثاق العمل الوطنى فى عام 1961 اننى انتقدت وقتها وجهة النظر التى طرحت وقتها فى المؤتمر والتى طالبت بمنح الأفكار المستوردة والمقصود بها هنا «الاشتراكية».
وقد أدى هذا الاعتراض إلى صدام شديد بينى وبين رجال الدين. ويومها لعنت من ائمة المساجد وتحركت مظاهرات تؤيدهم تنوى الشر نحو مبنى صحيفة «الأهرام» وقذفوه بالحجارة وأحرقوا نسخا من الصحيفة، وانتهت هذه الأزمة بتدخل احمد بهاء الدين وكان وقتها عضوا فى المؤتمر القومى العام.
>اتذكر بعض الرسوم التى اثارت ثائرتهم!
-أذكر أننى رسمت الشيخ «الغزالى» وقد سقطت عمامته على الأرض وهو يصرخ قائلا لانريد قوانين مستوردة كالقانون المدنى وقانون الجاذبية الأرضية. وكتبت تحت عمامته «الأرض تجذب اليها كل الأشياء.. قانون مستورد» فاعتبر هذا أهانة ما بعدها إهانة.
>هذا من مشاكلك فى زمن عبد الناصر فماذا عن الآن؟
-أبرزها المشكلة التى سببها الكاريكاتير الذى رسمته عندما تلوثت مياه القاهرة وأحيل التحقيق فى الموضوع إلى المدعى العام الاشتراكى مصطفى أبوزيد فهمى فاصدر تقريرا شهيرا ذهب فيه الى إن المياه ملوثة، لكنه لا يستطيع ان يحدد المسئول عن ذلك فسخرت بالرسم من هذا التقرير على اساس ان كل الجرائم الكبرى تفيد ضد مجهول.
ويبدو ان هذا الرسم قد استفز الدكتور مصطفى ابوزيد الذى كان أيامها وزيرا للعدل بالاضافة الى منصبه كمدع عام، فامر باحالتى للتحقيق بتهمة اهانة هيئة قضائية. وأثار الأمر ضجة كبرى تدخلت فيها نقابة الصحافيين وبعض أعضاء مجلس الشعب.
وفى حين كان الناس عادة ينقسمون فى مشاكلى السابقة مع السلطة الى قسمين: يقف أحدهما معى ويعادينى الاخر، فقد وقفوا جميعا فى هذه المشكلة ضد الدكتور أبوزيد، ذلك أن مشكلة تلوث المياه حقيقة واقعة، وعدم التوصل إلى فاعلها الحقيقى اصاب الجميع بذهول. وقد انتهت المشكلة صلحا وحفظ المدعى العام التحقيق!
لم يبرز رسام يستحق الانتباه
> ماهو رأيك فى الأجيال التالية لك من رسامى الكاريكاتير؟
- كل الرسامين الممتازين فى مصر إما سبقونى وإما عاصرونى، وإلى الآن لم يبرز من الأجيال اللاحقة على جيلنا رسام يسترعى انتباه الجماهير، فمصطفى حسين مثلً بدأ يشتهر فى العامين السابقين فقط، لكنه كان من نفس الجيل الذى انتمى إليه، وكان أول رسام فى صحيفة «المساء» عندما كان رئيس تحريرها خالد محيى الدين.
الكاريكاتير اللبنانى جرىء
> هل تتابع رسامى الكاريكاتير فى الأقطار العربية الأخرى؟
- أتابعها فى بعض الأحيان فموضوعها غالباً ما يكون بعيداً جداً، فأنا مثلاً كنت أتابع رسوم صحيفة «النهار» اللبنانية، معظمها كان يعالج مشاكل حزبية بين الطوائف اللبنانية ويناقش البعض الآخر التوازن بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب إلى آخر تلك التفاصيل الصغيرة جداً التى قد لا نعرفها جيداً إذا لم تكن الحالة مشتعلة فى لبنان .
وهذا من الصعوبات التى تحول بيننا وبين التواصل مع الرسامين العرب.. هذا مع العلم بأن الكاريكاتير اللبنانى فى رأيى من أحسن الكاريكاتير فى البلاد العربية وأجرأها وأقواها.
> ما سبب ذلك فى رأيك؟
- السبب واضح وهو حرية الصحافة فى لبنان إلى جانب أن للبنان باستمرار دورا طليعىا خاصا نتيجة ارتباطها بالعالم الغربى ومحاولة محاكاته.
تجربة فاشلة
> توليت رئاسة تحرير مجلة صباح الخير لعدة شهور.. ما هو تقييمك لهذه التجربة؟
- تعتبر تجربتى فى «صباح الخير» تجربة فاشلة لأن ميزانية المجلة آنذاك كانت ضعيفة ومحدودة إلى جانب أننى توليت مسئولية التحرير وكل محرر بها مسئول عن صفحتين أو أكثر وزاد فى تجمد الوضع المشاحنات المستمرة بين المحررين وبعضهم، الأمر الذى حال بينى وبين تنفيذ مشروعاتى التى كنت أحلم بعملها فاخترت العودة لـ«الأهرام» لأعمل رساماً فقط.. وبهذا المناسبة أذكر أننى عندما تركت رئاسة تحرير «صباح الخير» ذهب المحررون إلى أحمد بهاء الدين- وكان وقتها رئيساً لمجلس الإدارة- ليسألوا: من منا سيتولى رئاسة التحرير؟ فقال لهم بهاء لن اجعل أحداً يجنى ثمار جريمته وترك المجلة دون رئيس تحرير.
أنا والثورة والنكسة
> يرى البعض أن أغنتيك التى قيلت فى احتفالات ثورة يوليو كانت تسجيلاً حماسياً لهذه الثورة.. هل تعتقد أن أحلامك التى ترجمتها أغانيك من الثورة قد تحققت؟
- بالطبع لا.. لقد صدمت صدمة نفسية شديدة بعد هزيمة 1967 وبقيت سنوات طويلة مصاباً بحالة اكتئاب نفسى شديد ومتوقف عن الكتابة.. ربما كان هذا التوقف أطول مما تستحقه المشكلة، لكن يبدو أن هذا الحدث كان عميق الأثر فى نفسى بغير حدود
.. وأذكر أننى فى يوم من الأيام كنت أقوم بكتابة أغنية «ثوار» التى غنتها أم كلثوم فى بيت أحد الأصدقاء، وعندما انتهيت من كتابتها مررت وأنا فى طريق عودتى إلى البيت بقهوة بها صديق آخر لى وقرأت له الأغنية وكنت أقول فيها:
>ثوار نهزك يا تاريخ تنطلق
>نحكم عليك يامستحيل تنخلق
>نؤمر رحابك يافضا تمتلئ
>والخطوة منا تسبق المواعيد
وضحك صديقى كثيرا فسألنه لماذا تضحك؟ فقال أن الشئ الذى تتحدث عنه لا يحدث فى أى مكان بالعالم!!
أحببت عبد الناصر بشدة
قابلت عبد الناصر أكثر من مرة ما الذى تذكره من تلك المقابلات ماذا قلت له وماذا قال لك؟
- قابلت عبد الناصر مرتين: أولهما فى عيد العلم والاخرى عند زيارته «للاهرام» وفى المرتين عجزت تماما عن الكلام، فقد بلغ من حبى له واندماجى الشديد فى هذا الحب أن عجزت عن أن أنقل إليه أشياء كثيرة فى نفسى كان بودى ان اقولها له.
> هل صحيح ما أشيع من ان الرئيس عبد الناصر كان يتدخل أحيانا فى كلمات بعض اغانيك؟
- ليس صحيحا، لكنه فقط تدخل فى اختيار نشيد والله زمان ياسلاحى كنشيد وطنى لمصر... ويومها رأيت من واجبى أن اعيد كتابه بعض ابيات من النشيد. لها كلام جديد. وحين عرض عليه هذا التعديل رفض واشر على المشروع بان النشيد يجب ان يبقى كما هو لاهميته التاريخية..
خلى بالك من زوزو
> هل تعتقد انك نجحت كممثل سينمائى؟ ولماذا اختفت أدوارك عن الشاشة؟
> أعتبر التمثيل فى السينما بالنسبة لى نزوة، وما زالت هذه النزوة مستمرة.
نجح فيلم «خلى بالك من زوزو» نجاحا غير متوقع جماهيريا بينما فشل فيلم «أميرة حبى أنا» برغم انه اعد بنفس الممثلين والفننيين؟
> اولا لان الفيلم الثانى ليس من إنتاجى وثانيا لأن المنتج خانه ذكاؤه حين أراد أن يعيد التجربة مرة أخرى، فأحضر نفس فريق الفنانين. وليس من المعقول ان تنجح تجربة واحدة مرتين فى نفس الشكل وبنفس الممثلين!
> ما رأيك فيما ذهب اليه العديد من النقاد من أنه على الرغم من نجاح فيلم «خلى بالك من زوزو» إلا انه لا يخرج عن كونه «ميلودراما» مكررة لا تتضمن أى جديد؟
- كما فى كل المجتمعات توجد بها دوما الاشياء الفنية الخالدة والأشياء العادية الباعثة للتسلية.. والسينما شئ للاستهلاك وأنا أعتقد أن سبب نجاح «خلى بالك من زوزو» هم الاطفال... فلقد استحوذ على اهتمام وابتهاج الأطفال فى مصر كلها.
وفى يوم من الايام سأدرس بالتفصيل الاسباب التى جعلت الاطفال يحبون الفيلم كل هذا الحب.
تشهير بصلاح نصر فقط
> تحمل إعلانات فيلم «الكرنك» اسمك كمستشار فنى، فقال كنت مستشاراً للمنتج أم لبطلة الفيلم، وما هى بالتحديد اختصاصات هذه الوظيفة الجديدة على الفن السينمائى؟
- الواقع أن منتج «الكرنك» هو نفسه السنياريست، وأدخل المخرج فى السيناريو أدى إلى خلافات دائمة بين الاثنين، مقترحاً على أن أبحث الخلافات التى تنشأ بينهما وأن أكون حكماً فيما يختلفان عليه، فاستعانا بى كرأى ثالث حيث أنه لم تكن هناك لغة مشتركة بين المخرج على بدرخان وبين المنتج والسيناريست ممدوح الليثى.
> بهذه المناسبة.. ما رأيك بصراحة فى فيلم الكرنك؟
كان من الممكن أن يكون الفيلم أحسن كثيراً من ذلك لو أنه أظهر الحنين إلى الثورة والتغيير، والموجود أصلاً فى رواية نجيب محفوظ.
> يرى البعض أن الفيلم قد استخدم سياسياً للتشهير بعبد الناصر.. فما رأيك؟
- الواقع أن الفيلم استخدم سياسياً للتشهير بصلاح نصر، والحقيقة أن بالفيلم أكثر من لمسة بها حب حقيقى لعبدالناصر.. لكن بالفيلم بعض الأشياء التى لم أكن أتوقعها، فعلاً كنت أتخيل حسب ما جاء فى القصة الإنسانية لنجيب محفوظ أن بعض من الطلبة بمجرد حدوث النكسة وأن يسجن خالد صفوان أيضاً فإذا بنا نرى أن هذا لم يحدث بعد النكسة ولكن بعد 15 مايو 1971، ولم يكن هذا فى حسبانى كما لم يكن فى حسبان نجيب محفوظ.
ابنى اسمه أحمد بهاء الدين
> صداقتك لأحمد بهاء الدين واحدة من علاقات الصداقة الحميمة فى الوسط الثقافى، ما تأثير هذه الصداقة فى حياتك؟
- أحمد بهاء الدين هو الذى دعانى إلى «روزاليوسف» للعمل كرسام كاريكاتير، ولم يكن لى سوابق كثيرة فى الرسم من قبل، من يومها أصبحنا أصدقاء وتعاونا معاً فى إصدا مجلة «صباح الخير» وإعطائها هذا الشكل الذى لاتزال مستمرة عليه بالتعاون مع حسن فؤاد رئيس تحريرها الحالى.
وبلغ من حبى له أننى أسميت ابنى على اسمه «أحمد بهاء الدين»، وأنا يعجبنى كثيراً فكر بهاء السياسى ونظرته للأشياء وتحليله لها، ولقد لعب دوراً مهماً فى تشجيعى على بعض الأشياء المهمة فى حياتى، فهو مثلاً الذى شجعنى على كتابة الرباعيات.
ففى أحد الأيام كنت أسير فى الشارع بجوار «مدرسة السنية» فخطرت فى بالى أول رباعية كتبتها فى حياتى.. وعندما وصلت مجلة «صباح الخير» عرضتها على بهاء وطلبت رأيه فيها، فأمر بنشرها فى درواز وطلب منى أن أكتب واحدة منها كل أسبوع.
ولولا إلحاحه وتشجيعه لما تكوّن لدىّ هذا العدد الكبير من الرياضيات، هذا بالإضافة إلى أننى كنت فى بداية حياتى «فرعونى» التفكير، لكن أحمد بهاء الدين نجح فى أن يجعل فى رؤيتى وفكرى بُعداً عربياً أصيلاً لا يمكن أن يزول.
اقرأ ايضا | صلاح جاهين فى حوار نادر: أردت تغيير كلمات النشيد الوطني وعبدالناصر رفض
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة