قصيدة للشاعر مجدي أحمد
«وحسبتُكِ وطنًا».. قصيدة للشاعر مجدي أحمد
الثلاثاء، 11 يونيو 2024 - 04:29 م
فلْتُبعدي عينيكِ عنِّي واللهيبْ
مهما رجوتِ اليوم صفحًا لن أجيبْ .
مهما انتحبتِ فلن يُخدِّرَني البُكا
فالجرحُ عندي لن يطبِّبَه النحيبْ !
ودموعُ عينك قد غدتْ ملعونةً
مَن قال إنَّ الدمعَ يغني عن طبيبْ ؟!
أنتِ ارتكبتِ اليوم جُرمً فاضحًا
أسقطْتِ تاج العِزِّ فانتشتِ الخطوبْ !
دمَّرتِ قصرًا كم حوى كل المنى
أطفأتِ بدرَ الصدق في الليل الكئيبْ .
وكسرتِ - يا ويح الذي كسَّرتِه -
كأسَ الرجولة..كم تَحكَّمَ في القلوب !
فغدتْ تُراقُ على شوارعَ لم تكن
تصبو إلى أقصى من النظر القريبْ .
مَكَّنتِ غولَ الشَّكِّ من أعناقنا
فتكاثرَ التِّنِّينُ وافترشَ الخصيبْ !
وأنا الذي أسكنتُكِ القلب الذي
ما طاف في ساحاته يومًا حبيبْ .
وأنا الذي قد تِهْتُ يوما أنكِ
وطنٌ يُلملمني ..وغُدرانٌ وطيبْ !!
ولكَمْ حسِبتُ بأنَّ قُربَكِ جنَّةٌ
فإذا جِنانُكِ - للأسى- أصلُ اللهيبْ !
وحسبتُك الوطنَ الذي أزهو به
فإذا بذا الوطن استباحَ بلا ذنوبْ .
وإذا الهمومُ استوطنتْ في مُقلتي
يا تَعْسَ مَن لَبِسَ الثيابَ بها ثُقوبْ !!
قد كنتِ طُهرًا قد تسربَلَ بالهدى
فَلِمَ الطَّهارةُ ترتضي دَنَسًا عجيبْ ؟!!
فلْترحلي مَحفوفةً بزوابعي
ولْتعلمي- قبل الرحيل- هو النصيبْ !
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة