عاطف زيدان
عاطف زيدان


كشف حساب

التغيير..التغيير

عاطف زيدان

السبت، 09 نوفمبر 2019 - 07:54 م

صوت واحد، وان اختلفت الوجوه والمصادر. هدف واحد وشعار واحد بلسان عربى، وان اختلفت اللهجات. التغيير.. التغيير. من بغداد إلى بيروت، ومن طرابس والجنوب اللبنانى، إلى البصرة والجزائر. مظاهرات حاشدة وحراك لايهدأ، رغم تفاوت الاستجابات. استقال الحريرى وحكومته فى لبنان، فكان الرد : مش كفاية.. الكل يرحل، فقد سئمنا الفساد وألاعيب السياسيين والطائفية البغيضة ! وابدى المهدى رئيس وزراء العراق استعداده للاستقالة، وكان الرد ايضا : مش كفاية.. نريد عراقا بلا طائفية، وبلا فساد! وسحب بوتفليقه فى الجزائر طلب ترشيحه، وانسحب من المشهد السياسى، وتم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية فى ديسمبر القادم، وكان الرد الصارم : نريد رحيل كل رموز النظام. المشهد واحد فى البلدان الثلاث، وان اختلفت التفاصيل. لكن المطلب المشترك هو التغيير الحقيقى الذى يلبى طموحات الشعوب فى غد افضل، بلا فساد او ظلم او تفرقة او طائفية. التجاذبات مستمرة ولا احد يستطيع ان يتكهن بما يحمله الغد. المشاهد نفسها سبق ان حدثت فى تونس ومصر والسودان. واستطاعت مصر ولله الحمد عبور تلك المرحلة، بقيادة وطنية واعية، تسابق الزمن للانطلاق بالاقتصاد الوطنى إلى مواقع الكبار فى العالم. وبدأت ثمار النجاح تلوح فى الأفق. لكن احلام الإصلاح السياسى وتحسين مستوى معيشة المواطنين، تحتاج لمواصلة الجهود والصبر والتماسك الوطنى، لتجاوز التحديات ومواجهة المؤامرات. اما تونس فها هو شعبها الأبى يختار رئيسا جديدا، من الشعب. بلا خبرات او ممارسات سياسية ملموسة، لكنه يمتلك - كما اعلن - رؤية وطنية اصلاحية شاملة. بعد ان زهق الشعب وطفح كيله من وعود الساسة الزائفة. لكن السؤال : هل يترك اخوان تونس الذين يهيمنون على الحكومة الجديدة، مساحة لهذا الرئيس لتحقيق آماله وشعب تونس فى التنمية والازدهار واعلاء سقف الحريات، هذا ماتجيب عنه الايام والاشهر القادمة. اما السودان فقد وصل بعون الله وصلابة ثورته، إلى المرحلة الانتقالية التى نتمنى ان تفضى إلى تحقيق تطلعات السودانيين، فى نظام سياسى وطنى عادل،بعد عقود من التيه بين انظمة شمولية منذ الاستقلال. المشاهد كلها تؤكد ان الشعوب العربية التى يشكل الشباب معظمها، لن ترضى بأقل مما تتمتع به الشعوب الاخرى. وان الاسراع بالتغيير ضرورى فى مختلف الاقطار العربية، لتلبية طموحات الشعوب فى الحرية والعدالة والمساواة والحياة الكريمة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة