أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

«أنا أقـــرأ»

أحمد عباس

الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 07:32 م

هكذا اسم المبادرة التى أطلقتها المهندسة إنجى الصبان الرئيس التنفيذى لشركة "فيكتورى لينك" المتخصصة فى مجال ابتكار الحلول التكنولوجية، والحقيقة أن للاسم وحده دلالة بالنسبة لى أنه لايزال هناك أمل، ذاك الأمل الذى كلما تاه وسط موجات الجهل، والتردى، وحالة الاستهداف الثقافى التى نحياها، نعم.. نحن نعانى حالة استهداف، أبشع وأكثر خطرًا من أى إرهاب أو عنف، وإن شئت الدقة هى سبب كل إرهاب وعنف، فكيف يتكلم من لا يقرأ، وفيم يفكر، ولا أسأل ماذا يكتب، لأنه بالطبع عاجز، بالفعل هو عجز كامل، فبلا قراءة، لا فهم، ولا وعى، ولا إدراك.. ومنذ نحو ثلاثة أشهر، كنت قد التقيت المهندسة إنجى الصبان، صاحبة مبادرة "أنا أقرأ"، وكان اللقاء بهدف آخر، فقط كنت أسأل عما يخص ابتكارات الشركة ومنتجاتها فى قطاع التكنولوجيا، باعتبارها الشركة الأكبر فى قطاع التسويق الإليكترونى، والرسائل النصية المستخدمة فى الدعاية ـ بعيدة عن الشركة المصرية الألمانية كل البعد - وكنت أسألها عن تعاونات حكومية مرتقبة، وقائمة، مع وزارات وجهات الدولة، منها وزارة التضامن الاجتماعى، والصحة، والكهرباء، وغيرها.
وتطرق الحديث لشخصية من الأنيميشن تعتزم الشركة إطلاقها فى فيلم كبير، وبل وستستخدمها لتوعية المصريين بالتحول الرقمى، والخدمات الحكومية، مثلما فعلت فى دول عربية أخرى.. وللحق كانت إنجى متحمسة للغاية، كعادتها دائمًا حينما تتحدث عن دمج التكنولوجيا فى المجتمع، وبنفس الحماس "جرجرتنى" إنجى للحديث عن القراءة والكتابة، واكتشاف المواهب، إلا أننى صمتُّ، وهى الحالة التى أجنح إليها إذا وجدت أننى أقل حماسًا من المتحدث، فلا أسمح لنفسى إطلاقًا إن كنت فى هذه الحالة أن أمتص حماس الآخرين بقصد أو بغير قصد.
وقالت وقتها أنا بصدد إطلاق مسابقة كبرى بعنوان "أنا أقرأ IRead "، تعيد الناس للقراءة مرة أخرى، بل وتساهم فى اكتشاف وتقديم مواهب فى كتابة القصة القصيرة، والسيناريو، وستمنحهم جوائز مالية، وأنها ستجد لها رعاة يؤمنون بالفكرة، بل ولجنة تحكيم من مشاهير الكُتاب، والروائيين، والأكثر من ذلك أنها ستعقد تعاونا ما مع إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يجرى حاليًا، برئاسة الرجل المثقف محمد حفظى، بل وستبدأ الترويج لها خلال مهرجان الجونة السينمائى الماضى، كل ذلك وأنا أسمع طموحات إنجى بكل ثبات، وصمت، وبلا تعليق واحد يصدر عنى. هززت رأسى بابتسامة لم تتبين هى معناها، لكن الحقيقة أن ما وقر فى عقلى وقتها، أن هذه السكة وعرة، وتتطلب مجهودا شاقا، قد يستنفد طاقتها..
حتى دعتنى مساء الثلاثاء من الأسبوع الماضى لحفل إعلان جوائز "أنا أقرأ IRead"، وعلى المنصة اعتلت لجنة التحكيم، وبدأت إذاعة أسماء صغار الكُتاب، والروائيين، وظهر محمد حفظى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والصديق العزيز المهندس ياسر شاكر الرئيس التنفيذى لشركة "أورنج - مصر"، والكاتب المختلف أحمد مراد، والكاتبة شيرين راشد، ووزعت لهم جوائز مالية، والأكثر من ذلك أنها طبعت أفضل القصص القصيرة الفائزة فى كتاب واحد طبعته دار الشروق على نفقتها، إسهامًا منها فى دعم المبادرة..
وقبل الختام.. برافو إنجى الصبان، إيمانك بالفكرة سبق حماسى، والمهندس ياسر شاكر الحقيقة أن وجوده هذا اليوم وسط صغار الشباب، جاء على حساب ظهوره فى ملتقى مهم حضره كل أصحاب البدل السوداء ورابطات العنق والبرفانات الغالية، أما أحمد مراد فهو الرجل الذى كلما وجدتنى ضيفًا فى حدث ما، وجدته على المائدة المجاورة.
وأخيرًا يا إنجى أنا متضامن معكِ: "أنا أقرأ - Iread".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة