شريف رياض
شريف رياض


فوق الشوك

الحرب البيولوجية.. من المستفيد ؟

شريف‮ رياض

الأربعاء، 05 فبراير 2020 - 07:38 م

الصينيون يأكلون الحيوانات والطيور التى اعتادوا أكلها منذ عشرات وربما مئات السنين ولم يحدث أن نقلت إليهم فيروس قاتل مثل فيروس «كورونا» الذى هاجمهم بعنف فى الأسابيع الأخيرة ولم يعرف مصدره على وجه التحديد.. كل ما قيل عن انتقاله عبر «شوربة الخفافيش» مجرد تكهنات إن صحت فإنما ترجح أن هذه الخفافيش وغيرها من الطيور والحيوانات تم حقنها عمداً بفيروس مميت مخلق تم تطويره لينتقل بين الأشخاص وليس من الحيوان للإنسان.. وهذه معلومات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعى نشرها أطباء متخصصون فى جامعات دولية، أشاروا إلى عدة سوابق فى هذا المجال.
إنها إذن جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان فى إطار ما يعرف بالحرب البيولوجية وهى أقذر الحروب وأشدها فتكا لأنها لا تستهدف جيوشا نظامية أو ميليشيات مسلحة إنما تستهدف شعوبا ودولا من أجل تدمير اقتصادها ووقف نموها.
الحرب البيولوجية لها مسمى آخر هو الحرب الجرثومية أو الميكروبية وهى تصنف ضمن أسلحة الدمار الشامل ولا تقل شراسة عن الحرب النووية والكيميائية بل هى أخطرها لأنها أقل تكلفة وأوسع انتشاراً.
فى أى جريمة لابد أن يبحث المحققون عن المستفيد من ورائها وهذا ما يجب أن نبحث عنه.. من المستفيد من تدمير اقتصاد الصين بهذه الصورة المحزنة، حيث حققت البورصة الصينية خسائر قدرت بـ٤٢٠ مليار دولار فى أولى جلسات تداولها يوم الاثنين الماضى عقب انتهاء عطلة العام القمرى الجديد نتيجة المخاوف من انتشار فيروس «كورونا» وأثره الاقتصادى على العالم.. كما تراجع اليوان الصينى إلى أدنى مستوى منذ بداية العام وانخفضت قيمته مقابل الدولار بنسبة ١٫٢٪ ليصبح الدولار يساوى ٧ يوانات مما خلق حالة من القلق فى الأسواق الآسيوية كلها وليس السوق الصينى فقط.
نعود إلى السؤال.. من المستفيد من تدمير اقتصاد الصين الذى ينمو بسرعة رهيبة مهدداً أقوى اقتصادات العالم وفى مقدمتها الاقتصاد الأمريكى؟.. أعتقد أن الإجابة أصبحت واضحة.. الولايات المتحدة هى المتهم الأول بارتكاب هذه الجريمة لأنها المستفيد الأول منها.. ربما يعتقد البعض أن هذا التصور مستبعد خاصة أنه لا دليل على صحته لكن المتابع لتصرفات الرئيس الأمريكى ترامب ومواقفه وطريقة تفكيره الفاجر يعرف أنه لا يتوانى عن ارتكاب مثل هذه الجريمة متسلحا فى قرارة نفسه بأنه يعمل لمصلحة بلاده !
منذ تأسيس الولايات المتحدة - بعد إبادتها للهنود الحمر - وهى ما زالت تتصدر هذا النوع من الحروب.. صحيح أن الحروب بجميع أنواعها بشعة إلا أن الحرب البيولوجية أبشعها على الإطلاق فهى تستهدف المدنيين ولا تفرق بينهم وبين العسكريين ومما يزيد هذه الحرب بشاعة أنك لا ترى خصمك ولا تشعر به لتتهيأ له فى اللحظة المناسبة بل تتم مباغتتك بشكل لا تتوقعه.. وقذارة الحرب البيولوجية تتمثل أيضا فى أن الدول التى تطلق هذا النوع من الفيروسات القاتلة تستطيع أيضا التحكم فى تصنيع اللقاحات المضادة لها مما يجعل الأمر يتحول إلى مافيا تتصارع فىها الشركات المصنعة لتلك اللقاحات وهو ما أتوقعه خلال الفترة القادمة.
الحمد لله أن مصر خالية من هذا الفيروس حتى الآن لكن لابد من تشديد إجراءات الفحص لجميع القادمين عبر كل المطارات والموانئ من أى دولة ظهرت بها حالات إصابة وليس الصين فقط، وأن نأخذ الأمر بجدية وليس مجرد أخبار وصور فقط!! وأن تكثف وسائل الإعلام حملات التوعية بتعليمات الوقاية من الإصابة بالفيروس وفى مقدمتها غسل الأيدى عدة مرات يوميا وترطيب الحلق باستمرار بشرب كمية قليلة من الماء «كل شوية»  وارتداء الأقنعة الواقية «الكمامات الطبية» فى الأماكن العامة وخاصة المزدحمة.
وقانا الله شر هذا الفيروس المميت.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة