الخميس، 20 أغسطس 2020 - 04:52 م

من بين الظلام الحالك وقرارات منع الصلاة فى المساجد وحظر التجمعات بسبب كورونا انتبهنا لوجود برنامج "زووم" على الموبايلات وظهرت اهميته فى تجميع الشمل ليس فقط بين رواد المسجد الواحد بل على مستوى العالم كله واصبح التواصل بين الناس فى اعمال الخير يتم بمجرد لمسة على الشاشة لتجد نفسك محاطا بعشرات بل بمئات الاشخاص من كل انحاء العالم يشاركونك اهتمامتك ويتقاسمون معك الرغبة فى اصلاح انفسنا والناس من حولنا ارضاء لله..
كنا فى المسجد عادة نجلس فى حلقات تعليم للاستماع إلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم والى شرح وتعقيب عليه من العلماء والعارفين وكان عددنا لا يزيد على عشرين رجلا وشابا فى احسن الاحوال.. الان يتجاوز عددنا ثلاثمائة بين رجل وامرأة وشاب.. كل منا فى مكانه وقد دخلنا جميعا فى توقيت متفق عليه لنستمع إلى الدروس والعظات ونزيد ايماننا ونتعرف على المطلوب منا تجاه خالقنا.. حتى مقرأة القرآن التى انتظمت فيها بعد صلاة الفجر كل يوم بمسجد ابو بكر الصديق بالمقطم وتستمر حتى ما بعد شروق الشمس والتى ظننت انها ستندثر بسبب حظر البقاء فى المساجد عادت اقوى مما كانت وبنفس الترتيب الذى كنا نقرأ به بل وانضم اليها اشخاص جدد ليتعلموا اصول القراءة بالاحكام.. واذا ببرنامج "زووم" الذى ابتكرته التكنولوجيا الغربية وجعلته احد التطبيقات على المحمول اذا به يشاركنا حياتنا.. انا مثلا عندى اربعة لقاءات يوميا مع اطراف لا صلة لها ببعضها.. بل واصبحت داعيا اعزم اهلى واصدقائى للمشاركة والاستفادة من البرنامج فدخل معى اصدقاء يقيمون فى اوربا وامريكا والخليج وجدوا فى هذه التجمعات الالكترونية قبسا من نور يستفيدون منه يتعلمون ويعلمون اولادهم وبناتهم الذين حرموا من فرصة التعرف على خالقهم وتوطيد علاقتهم به.. واتذكر ان امرأة سورية مقيمة فى امريكا دخلت واستمعت وتأثرت اصرت ان تجمع اولادها واصدقاءهم الذين انصرفوا عن الدين إلى الدنيا ليعرفوا كيف يعبدون الله.. وبسبب حاجز اللغة رتبنا لهم صديقا مصريا يعيش فى بريطانيا منذ عقود ليقوم بهذا الواجب بطريقة سهلة ومتدرجة لكى يأخذ بايديهم إلى الله..
واذا كان فيروس كورورنا قد جاء ليبدد شمل الناس ويفرق تجمعاتهم فقد ارشدنا الله إلى بديل جمع الناس فى المشرق والمغرب على كلام وجهد زيادة الايمان.. وما يعلم جنود ربك إلا هو..
السنة..