الكتب المسموعة والبودكاست والكتب الإلكترونية
الكتب المسموعة والبودكاست والكتب الإلكترونية


على هامش معرض فرانكفورت.. الكتب الصوتية والإلكترونية صراع من أجل الانتباه

أخبار الأدب

الإثنين، 02 نوفمبر 2020 - 08:05 م

بورتر آندرسون
ترجمة: بسمة ناجى

أصدرت «بوكواير» نتائجها لأحدث استطلاع رأى للمستهلك الألمانى حول استخدام الكتب المسموعة والبودكاست والكتب الإلكترونية أثناء معرض فرانكفورت الدولى للكتاب.


استمع واقرأ
أصبح «الصراع من أجل الانتباه» - وهذا مجتزأ من عنوان تقرير «بوكواير» التشاورى من معرض فرانكفورت للكتاب - أكثر قوة برأى العديد من المحترفين المشاركين فى النسخة الرقمية للمعرض التجارى مؤخرًا.
ذلك لأن المعرض الهائل، الذى يجتذب أكثر من ربع مليون شخص سنويًا فى محيطه المادى بفرانكفورت، أقيم، ولأول مرة، عبر الإنترنت بالكامل تقريبًا. باستثناء بعض الحفلات والفعاليات التليفزيونية المنتجة محليًا، حافظت صناعة النشر العالمية على بقائها لتمركزها حول التجارة عبر الشاشات تحديدًا كحال الأفلام والتلفزيون والموسيقى والألعاب.


بدون تلك المجلدات المطبوعة المحببة المصفوفة على الأرفف، وبدون الممرات المتحركة بين القاعات، وبدون صفير شاحنات التزويد التى تتحرك بظهرها، صار مركز النشر الدولى لمدة أسبوع مجرد نقرة أو نقرتين من حساباتك على نتفليكس أو أمازون ميوزيك.
ما قدمه فيدل بار- كار، الذى يرأس لجنة الصوتيات فى «بوكواير – ألمانيا»، يوم الخميس (الخامس عشر من أكتوبر) كان نتيجة استقصاء شمل 2335 شخصًا فى ألمانيا تتراوح أعمارهم بين السادسة عشرة والخامسة والستين حول استخدامهم للوسائط. بالإضافة إلى ذلك، تم استطلاع آراء 1000 مستخدم للكتب الإلكترونية و/ أو الكتب الصوتية و/ أو البودكاست حول أنماط استخدامهم.


يقول منظمو فرانكفورت إن التسجيلات لأربعة أيام من المشاورات والفعاليات الأخرى ستكون متاحة «قريبًا». لم يُعلن موعد محدد. انضم إلينا بار- كار من بوكواير أيضًا فى جلسة محادثات آفاق النشر، ونأمل فى  مشاركة ذلك معكم أيضًا، حين تصبح تسجيلات هذه الأحداث متاحة.
أُجريَ البحث المستقل لعرض «بوكواير» فى شهرى أغسطس وسبتمبر، وعملت «بوكواير» مع شركة (GIM) للأبحاث ومقرها هايدلبرج لإجراء المسح، تم اختصار العمل فى اثنتى عشرة نقطة استشرافية لأغراض العرض.
بوكواير مزود قوى لحزمة واسعة من الخدمات بما فى ذلك الإنتاج والتحويل وإدارة الحقوق الرقمية والتوزيع إلى مراكز البيع والمكتبات والتسويق وإطلاق نسخ المراجعة الرقمية والتقارير والتحليل.


ما يظهر عند إلقاء نظرة على التقرير هو مسألة حكمة قياس مدى انتشار البودكاست بجانب الكتب الصوتية والإلكترونية. لا يُصَنَف البودكاست بالضرورة مع الكتب الصوتية والإلكترونية لأن البودكاست (ما لم يجلس شخص أمام الميكروفون ويقرأ كتابًا للمستمعين) لا يعد تقديم كتاب. هناك اختلافات ومحتوى مختلط - قد تكون البودكاست أداة تسويقية ضخمة للكتاب بالطبع - ولكن تضمينه هنا مع الكتب الصوتية والإلكترونية يشبه تقديم تفاحة واحدة (بودكاست) وبرتقالتين (كتب صوتية وإلكترونية).


فيما يلى بعض الرسائل الرئيسية التى نص عليها التقرير.
تحول المحتوى الرقمى إلى «توجه سائد"
ما يشير إليه بار- كار وبحثه على أنه «توجه سائد» هو اختيار أشخاص يستخدمون اثنتين أو ثلاثة من الوسائط الرقمية محل الاستقصاء - الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية والبودكاست. لا يتضح من هذا العمل إمكانية معرفة النسبة المئوية الدقيقة لاستخدام هذه الوسائط. إذا قالت إحدى المستخدمات إنها انتفعت بكتابٍ إلكترونى أو كتاب صوتى خلال الأشهر الستة الماضية، فكيف يقارن هذا بعدد الكتب المطبوعة التى قرأتها، وعدد الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية التى شاهدتها، وما إلى ذلك؟
• ذكر 43 % ممن شملهم الاستطلاع أنهم استخدموا كتابًا إلكترونيًا أو صوتيًا أو بودكاست واحدًا على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية. أفاد حوالى 48 % باستخدام عدد من هذه الوسائط فى نفس الوقت.
• قال 21 % إنهم يستخدمون الثلاثة، وقال 27 % إنهم يستخدمون اثنين منها.


مسألة المزاحمة الذاتية
السؤال الأثير، بالطبع، عن تأثير استخدام الكتب الصوتية و / أو الكتب الإلكترونية و / أو البودكاست وهل يتجه نحو صرف المستخدم عن الانتفاع بمحتوى آخر. الإجابة النموذجية لمنتجى الكتب الصوتية و / أو الكتب الإلكترونية و / أو البودكاست هى «بالطبع لا!» وهذا الاستطلاع لا يخيب الآمال.
الجواب الرئيسى الساحر هنا هو «هم فقط يتزاحمون ذاتيًا بنسبة ضئيلة.». قضم أصابع بعض، لو جاز التعبير، لا شيء أسوأ من ذلك.
يقول محررو الاستطلاع: «الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية والبودكاست لا تكاد تتزاحم على الإطلاق. 14 %على الأكثر من المستخدمين ذكروا أنهم يستخدمون الكتب الإلكترونية أو الكتب الصوتية أو البودكاست على حساب إحدى الوسيلتين الأخريين. بينما تُستخدم الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية للاسترخاء والترفيه أكثر من البودكاست، تميل البودكاست إلى توسيع المعرفة والتعليم و/ أو تقديم معلومات أكثر حول القضايا الآنية».


قد يكون هذا التعقيب هو الأقل تطمينًا فى التقرير، رغم النوايا الحسنة. ما لم يكن لدى أحدهم رسم بيانى لاستخدام الصورة الخاصة به وبالتالى يمكنه قول، «يا إلهي، لقد أضاعت قراءتى الإلكترونية نصف ساعة من وقت البودكاست.»، سيظل هذا أمراً ذاتياً تمامًا فيما يتعلق بمدى شعور المستخدم بالانتقال من وضع لآخر.
أهم أجزاء الاستطلاع هو التحدى الذى قد تطرحه الوسائط الأخرى (بما فى ذلك البودكاست) للقراءة بصور متنوعة. يذكر العديدون أنه مع وجود الكثير من القصص التى يتم إنتاجها بشكل بديع فى صوة أفلام أو مسلسلات تلفزيونية، فإن قراءتهم فى جميع الأوضاع تأثرت بشكلٍ سيئ. على النقيض من ذلك ، فإن الانتقال إلى صورة أخرى من القراءة لا تمثل مصدر قلق. لو خسر قطاع النشر شخصًا بانتقاله من المطبوعات إلى الكتب الإلكترونية، فيجب أن يشعر بالارتياح لأنهم لم ينتقلوا إلى Streamer City وتوقفوا عن القراءة تمامًا.
يقدم الاستطلاع هذا المؤشر الفعال نسبيًا - ما زلنا فى إطار قطاع النشر، ولكنه يتجاوز الصور الرئيسية الثلاث المعنية: «بالنظر إلى أثر المزاحمة على الوسائط التقليدية، ذكر أقل من نصف مستخدمى الكتب الإلكترونية (44 %) إنهم يقرأون عددًا أقل من الكتب الورقية بسبب نظيرتها الرقمية. كانت هذه النسبة 25 % بين مستخدمى الكتب المسموعة».


مع ذلك، بالنسبة للبودكاست، هناك نوع من التراجع: «من ناحية أخرى، يمكن اعتبار البودكاست وسيلة تكميلية لجميع مستهلكى الوسائط تقريبًا. رغم وجود بعض عمليات المزاحمة مع الراديو الكلاسيكى (20 %) ، فإنه نادرًا ما يؤثر على الوسائط الأخرى».
هذا هو شكل الدفاع الذى تسمعه بشكل أساسى من صانعى وموردى ومشجعى البودكاست.
لا يتبنى الجميع فكرة أن تكون البودكاست مكملة للوسائط المعتمدة على الكتب. فى تقريرنا المنشور بمجلتنا فى فرانكفورت حول التوظيف الرقمى الجديد الذى تتبناه ساجا إيجمونت فى الدنمارك، على سبيل المثال، قال مدير النشر لاس كورسمان هورن، «إذا لم يكن كتابك موجودًا بصيغة صوتية، سيستمع المستهلك إلى بودكاست بدلاً من ذلك».


باختصار، لا تزال الأمور غير مستقرة فيما يتعلق بمكان البودكاست بالنسبة للكتب، خاصة فى الفضاء الصوتي.
إذا كنت مغرمًا بالبودكاست ، فيمكنك تسميتها تكميلية. إذا لم تكن كذلك، فيمكنك تسميتها منافسة.
الترتيب حسب الوسيلة المفضلة
جزء من الاستطلاع طرح السؤال التالي: «ما هى الوسائط المفضلة لديك»؟ يبدو هنا كأن الحاضر قد وصل إلى باب مستقبل القراءة فى هذا الاستطلاع الخاص.
ذكر المشاركون بث الفيديو والتليفزيون باعتباره المفضل لديهم من بين العديد من الوسائط، إلى حدٍ بعيد.
تلتهما الإذاعة والكتب الورقية، ثم الألعاب والصحافة الإلكترونية والصحف.
وجاءت الكتب الصوتية والبودكاست الرقمية بعد كل ذلك. كان ترتيب الكتب الإلكترونية أفضل قليلاً، حيث تقدمت على الأخبار والصحف على الإنترنت.
حتى البودكاست لم تكن قادرة على منافسة الوسائط خارج الثلاثة المستهدفة بالاستطلاع، باستثناء الكتب الصوتية غير القابلة للتحميل، والتى عانت من حالة انخفاض مبيعات فى معظم الأسواق منذ فترة طويلة مع انتشار الكتاب الصوتى الذى يمكن تحميله.
"صراع بين أجيال الوسائط"
يحمل عمل بار- كار بشرى حقيقية من حيث ما يمكن أن يخبرنا به من خلال تحليله لاستجابات أجيال مختلفة.
إن نظرته هو وتقريره إلى المستخدمين من (40 إلى 55 عامًا) ، و(25 إلى 39 عامًا) ، و(من 16 إلى 24 عامًا) ، وما يسمى بجيل طفرة المواليد (56 عامًا وما فوق) لافتة للغاية، لأن أصغر الأجيال يظهرون اهتمامًا بالبودكاست أكثر من الكتب الصوتية أو الكتب الإلكترونية.
إذا اتبعت المنطق القائل بأن البودكاست فى الغالب لا يقدم كتابًا بنفس الطريقة التى يقدمها الكتاب الإلكترونى أو الكتاب الصوتي، فسيبدو كما لو أن أفراد الجيل الأصغر (من 16 إلى 24 عامًا) يقرأون أقل بكثير.
بورتر أندرسون
حصل بورتر أندرسون على لقب صحفى التجارة الدولية للعام فى جوائز التميز لمعرض لندن الدولى للكتاب لعام 2019. وهو رئيس تحرير مجلة آفاق النشر. شارك فى تأسيس The Hot Sheet ، نشرة إخبارية للمؤلفين التجاريين والمستقلين، والتى تملكها وتديرها الآن جين فريدمان.
عن بابليشنج بريسبيكتيف

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة