صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


إبداع

قصائد.. استدارة خفيفة

أخبار الأدب

الثلاثاء، 05 يناير 2021 - 12:43 ص

بقلم/ شيرين‭ ‬فتحي

استدارة خفيفة

ما الذى تفعله امرأةٌ بثدى مقطوع

هل تطلب من الطبيبِ مثلاً،

أن يحفظه لها فى علبةٍ من القطيفة؟

أو حتى فى برطمانٍ طبيّ

كى تضعه فى درج الكوميدينو

إلى جوار علبة المساحيق

أو

أنها قد تثبته بدبوسٍ فى جلدها من وقتٍ إلى آخر

كى تضبط شكل الفستان

سيخبرها الطبيب أن بإمكانها الحصول على ثدىٍ آخر

بعد عامٍ على الأقل

لن تفهمَ معنى كلمة ااصطناعىب

وستظل تمرر كفها كل يومٍ تقريبا

على مكان الجرح

لتبحث فيه عن أى استدارة

تجارب

كنتُ هناك

فى مكانٍ ما

أساعدُ الموتى على التنفس

بعدما التهمت الديدانُ أعضاءهم

وأساعدهم قليلًا على الحركة

بعدما صارت عظامهم توجعهم

ويزعجهم صوتُ احتكاكها عند الحركة

تمريضُ الموتى لم يكن صعبًا

كانت أقلُ الأشياءِ ترضيهم

كأن تقلّب ساقَ أحدهِم من اليمينِ إلى اليسار

أو أن تنزعَ قماشاتٍ باليةً انحشرت فى تجويفات الوجه

أو أن تناولَ أحدَهم حصاةً ليرميها على رفيقه لكى يلتفت

كنتُ أشعر بالرضا

على الرغم من أنهم لم يتجاوبوا معي

ولم يبتسم لى أحدٌ منهم على الإطلاق

ربما لأنها كانت .....

تجربتهم الأولى

مع الموت

 

أربعة مسامير تدق الروح

(1)

أكره تقطيع الخضروات

أو تقطيع أى شىء عموما

ففى كل مرة..... أقطعُ جزءًا مختلفا من يدي

الغريب

أن شكل الطعام يصبح أجمل حين يختلط بالأحمر

واللافت

أن مذاق الطعام دائما جيد

(2)

الكتابةُ دائما تضايقه

أحاولُ أن أؤجل أفكارى حتى ينام

لكنه يدق رأسى بأربعةِ مسامير كل ليلة

ليتأكد أننى لن أهرب

فى الأيام التى ينسى أن يثقبنى فيها بالمسامير

لا أتمكن من النوم

وأركض كالمجنونة إلى المطبخ

أبحث عن أربعة مسامير وشاكوش وحائط

ةة وَ رأس

(3)

أخبرنى الطبيب فى آخر زيارة

أننى فى حاجة إلى بعض البلادة

والبلاهةِ أيضا

االمزيد من التفكير لن يغير العالمب.. هكذا قد ظل يردد

الن تكون لدينا أبدا الكميات الكافية من المساميرب.. هكذا ظللتُ أردد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة