نزار قباني
نزار قباني


تفاصيل جديدة فى قضية المتهم بسرقة قصيدة نزار قبانى

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 14 فبراير 2021 - 04:45 م

كتبت:إسراء النمر

خلال الأسبوع الماضي، لم يتوقف الكلام

عن الشاعر المُتهم بسرقة إحدى قصائد

الشاعر السورى نزار قباني، والذى يدعى

مصطفى أبو زيد، وهل إذا تم استخدامه

من قبل جماعة ما، أو كيان، لتحقيق

مصلحة ما لها، أو له؟ كما لم يتوقف

الغضب على الحال الذى وصل إليه الشعر،

لأن السرقة لا تُسيء للسارق وحده، إنما

للفئة التى ينتمى إليها، وللبلد كذلك،

يكفى أن نجد عبارات كهذه: "الشعراء

المصريون يسرقون الشعراء الشوام "، أو

"فضيحة فى اتحاد كتاب مصر "، وغيرها

من التى تُسبب غصة، خاصة لهؤلاء الذين

ينأون عن التقدم للحصول على عضوية

اتحاد الكُتّاب، لإحساسهم بتردى الأوضاع،

وبأن الكتابة الجيدة تتساوى بسهولة فى

"الكارنيه " بالرديئة والمسروقة.

بدأت الواقعة، حين نشر على "الفيسبوك "

غلاف ديوان "حروف من حب" لمصطفى أبو زيد،

مصحوباً بإحدى صفحاته التى تحمل قصيدة

نزار الشهيرة "اختاري "، والتى غناها المطرب

العراقى كاظم الساهر، ليس لفضح الشاعر

فقط، إنما لفضح اتحاد الكتاب أيضاً، الذى منحه

العضوية فى 4 يناير 2021 ، ليكتشف المتابعون أن

للشاعر خمسة دواوين أخرى، وهى "أنا والشوق "

و "أنا العاشق " و "حرف عاشق " و "حكاية قلب"

و "أمير الحرف والعشق "، وأن هذه الدواوين تضم

قصائد مسروقة أيضاً لنزار، ولغيره من الشعراء،

فقد أعلن الشاعر الأردنى سعيد يعقوب على

صفحته الشخصية على "الفيسبوك "، أن مصطفى

أبو زيد سرق أشهر قصائده وهى "جاروا عليّ ،"

التى يشارك بها عدد من طلاب الجامعات فى

مسابقات فن الإلقاء الشعري.

الغريب أن أحداً لم يأت بسيرة دار النشر، التى

تبنت مصطفى أبو زيد وطبعت كل دواوينه، وهى

دار الحسيني، لأصحابها "عبد القادر الحسينى

ومحمد عبد القادر الحسينى وحسام الدين عبد

القادر الحسيني "، كما لو أنها ليست متورطة فى

هذه الفضحية، الأكثر غرابة أن الدار التى تضم

هيئتها الاستشارية كل من "د. حسام عقل، د. على

جاد الحق، د. لطفى سيد صالح، د. بسيم عبد

العظيم، والشاعر عادل عبد الموجود " أصدرت

بياناً يوم 4 فبراير تتحدث فيه عن السرقات

الأدبية، وعمن يتحمل مسئوليتها، إذ قالت:

"الكاتب مسئول مسئولية تامة عن كل ما

يكتب، وتنحصر مسئولية دار النشر فى التنسيق

والمراجعة اللغوية وبالتالى فهى ليست مسئولة

خلال الأسبوع الماضي، لم يتوقف الكلام

عن الشاعر المُتهم بسرقة إحدى قصائد

الشاعر السورى نزار قباني، والذى يدعى

مصطفى أبو زيد، وهل إذا تم استخدامه

من قبل جماعة ما، أو كيان، لتحقيق

مصلحة ما لها، أو له؟ كما لم يتوقف

الغضب على الحال الذى وصل إليه الشعر،

لأن السرقة لا تُسيء للسارق وحده، إنما

للفئة التى ينتمى إليها، وللبلد كذلك،

يكفى أن نجد عبارات كهذه: "الشعراء

المصريون يسرقون الشعراء الشوام "، أو

"فضيحة فى اتحاد كتاب مصر "، وغيرها

من التى تُسبب غصة، خاصة لهؤلاء الذين

ينأون عن التقدم للحصول على عضوية

اتحاد الكُتّاب، لإحساسهم بتردى الأوضاع،

وبأن الكتابة الجيدة تتساوى بسهولة فى

"الكارنيه " بالرديئة والمسروقة.

أرقام إيداع لثلاثة دواوين فى مدة زمنية متقاربة،

وهى "أمير الحرف والعشق " و "حكاية قلب "

وكلاهما تم تحرير رقمى إيداعهما فى 24 يونيو

2020 ، و "أنا والشوق " الذى تم تحرير رقم إيداعه

فى 6 أغسطس 2020 ، وأنه تقدم بهذه الدواوين

للحصول على عضوية اتحاد الكتاب، أى أن ديوانه

"حروب من حب " الذى أشعل تهمة السرقة لم يكن

من بينها.

المفاجأة الحقيقية، ليست فى هذا كله، لأن

مصطفى أبو زيد طبقاً للمادة 7 فى لائحة لجنة

قيد اتحاد الكُتّاب التى تنص على ضرورة أن

يتمتع "طالب القيد بإنتاج مطرّد فى مجاله الأدبى

لا يقل عن ثلاثة أعمال، فضلاً عن تميز هذه

الأعمال على النحو الذى يجعلها ذات سمعة نقدية

وأدبية، ذائعة وملحوظة "، من حقه أن يتقدم لطلب

العضوية خصوصا أن صحيفته الجنائية خالية

عن المضمون والقيمة الأدبية والفنية للمحتوى

وإنما يُسأل فى ذلك الكاتب أو الأديب "، وأضافت:

"نحن نطلب من صاحب العمل أن نقوم بالمراجعة

الشاملة نظير أجر، ولكن معظم الكُتّاب يرفض

ذلك، بل يرفض حتى المراجعة اللغوية، ويتقدم

بعمله طالباً الطباعة، وتنحصر مسئولية دار

النشر فى مراجعة العمل، بحيث لا يحتوى على

مساس بالعقيدة والثوابت، أما أن يسرق الأديب

شيئاً فهذه مسئوليته الكاملة ."

ويعنى ذلك أن الدار تتنصل من مسئوليتها

عن السرقة، وتعترف أنها محض مطبعة تارة،

وهيئة دينية وأخ اقية تارة أخرى، وهو ما

يتعارض مع حرية الإبداع، وما يُسيء فى آن

للناشرين المصريين، الذين لهم دور فعّال فى

الحركة الثقافية. وقد حصلت "أخبار الأدب " على

مستندات تفيد بأن مصطفى أبو زيد حصل على

من أى أحكام، المفاجأة أن اللجنة التى تضم

كلا من الشعراء: "فولاذ عبد الله الأنور، وناصر

دويدار، وعبده الزراع "، أقرت فى تقريرها الموقع

بتاريخ 19 نوفمبر 2020 بتفرد مصطفى أبو زيد،

وأكدت على تجربته الشعرية المغايرة.

بالنسبة مثلاً لمستوى لغة دواوينه، قالت اللجنة:

åتنم لغة الأعمال المقدمة عن تمكن الشاعر من

هذه الأداة المهمة من أدوات الشعر، وجاء حرصه

على ضبطها بالشكل تأكيداً لهذا التمكن الملموس

على الرغم من جنوحه فى بعض الأحايين إلى

استخدام اللغة أو اللهجة الدارجة خدمة لتجربته

الشعرية فنياً "، وأن "جودة البناء الفنى وتسلسل

المحاور التى تدور حولها أفكار قصائده واضحة،

ولا يمنع هذا الوضوح كون قصائده نثرية، فقد

اعتمد لإنجاح معماره الفنى على الصورة الشعرية

التى لونها فى كثير من الأحيان بمهارة ."

وأضافت: "وراء هذه الأعمال المقدمة للفحص

شاعر له تجربة طويلة مع الإبداع، اختار لنفسه

العزف بشكل جديد على الإيقاع الداخلى لقصيدة

النثر مقدماً خبرته بالأدوات الأخرى وصولاً إلى

نص مختلف ". لهذا ترى "صلاحية هذه الأعمال

لترقية صاحبها إلى عضوية النقابة العامة لاتحاد

كتاب مصر ."

إذا كان من الصعب اكتشاف السرقة الأدبية،

خصوصا لو كانت القصائد المسروقة غير

مشهورة، رغم أن ديوان "أمير الحرف والعشق "

الذى كان من بين الأعمال التى تقدم بها مصطفى

أبو زيد للعضوية يحتوى على قصيدة ذائعة

الصيت لنزار قباني، وهى "حب بلا حدود "، التى

يقول فيها: "يا سيدتي/ أنت خلاصة كل الشعر/

ووردة كل الحريات/ يكفى أن أتهجى اسمك/ حتى

أصبح ملك الشعر "، فليس من الصعب اكتشاف

التفاوت الكبير بين أسلوب وبنية كل قصيدة

وأخرى، وليس من الصعب أيضاً اكتشاف أن ليس

للشاعر روح واحدة تعلن عن نفسها بوضوح فى كل

ديوان.

ولأن أى كاتب يقر بأنه اطلع على قانون الاتحاد

وشروط العضوية قبل التقدم، وأن مخالفته لها

تسقط عضويته العاملة دون منازعة منه، فتح

اتحاد الُكتّاب برئاسة الدكتور علاء عبدالهادى

الثلاثاء الماضى تحقيقاً مع مصطفى أبو زيد ) 59

عاماً( حول سرقته للقصائد وخيانته للأمانة

الأدبية، لكنها فى آن أصدرت قراراً بتحويل عدد

من الكُتّاب والشعراء بتهمة الإساءة إلى الاتحاد،

ليس من بينهم أى أحد من لجنة القيد!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة