الأحد، 28 مارس 2021 - 08:24 م

بقلم/ محمد عبد الواحد

فى نفحات الشهر الكريم يقبل الإنسان على ربه متزودا بسلاح الطاعة متتطهرا من المعاصى.

صفحه بيضاء فى حياه كل منا لمن أراد الاستثمار والتجارة مع الله.

فإذا كانت هذه هى الحالة التى تكون عليها نفوس العباد فى عقد النية والعزم باستغلال هذا الشهر حتى يكون لهم أوله مغفرة وأوسطه رحمة وآخره عتقا من النار.

فمن يرى هذا النور الممهد بالخير يوصله ولا يقطعه تمتد له كل الايادى البيضاء حتى نستطيع أن نقوى العزم ونشد الهمم فى الإقلاع عن كل فكر مخالف لصحيح الدين ونربى أجيالا ترى رجالها من أهل الدين والفكر فى منزلة الوقار والاحترام والعلم فتسعى جاهدا أن تتشبث بهم.

وإن كنت ارى هذه المهمة شاقة لكنى أراها غير مستحيلة على الأزهر ورجاله.

فكلما زادت الجرعة الدينية قومت اعوجاج هذا العود الذى أخذته الملذات والمناداة بحرية الفكر أو الاعتقاد دون أى ضوابط أو وازع دينى او اخلاقى، حاربت الشهوات المكبوتة التى أصبح خروجها ارتفاعا لمعدل الجريمة، صححت الأبصار فأصبحت العين لا ترى إلا كل جميل ولا تنظر إلى حرمات الله، قومت الاسرة فأصبح نسيجها متينا، ارست قواعد العمل والبناء وأهميته فى رفعة المجتمع وعلو شأن الدولة، اصلحت المفاهيم الخاطئة بين الزوجين وان الحياة وبناء البيت قائم على الاحترام المتبادل والتعاون وأنها ليست معركة لابد فيها من أى الاحتمالين المكسب أو الخسارة، غرست ثمرة التعاون والتكاتف والتكافل فأصبح الجميع يعين بعضهم البعض على مصاعب الحياة وجعلت الود والمحبة تعود بين أغنياء هذا المجتمع وفقرائه فكان الحمد والشكر مردود الضعيف على القوى بدلا من تمنى زوال النعمة التى أنعم الله عليه بها بعد أن استعرض قوته عليهم واشعرهم بمهانة الفقر والحرمان.

ما زالت الفرصة سانحة أمامنا وأمامنا كم من القنوات الفضائية لو صح استغلال مساحة منها والتنويه بما تقدمه من برامج وخرائط دينية واستضافة خيرة علماء الدين والفكر لخرج الجميع من هذا الشهر وقد ارتفع الزاد الذى يعين كلا منا على مواصلة رحلته. فلذلك ارى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دليل على الزاد (إن لربكم فى أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه نفحة منها فلا يشقى بعدها أبدا).