إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

هذا إن كنا جادين!

الأخبار

الخميس، 20 مايو 2021 - 06:09 م

جميل أن يستيقظ الضمير الرياضى الجمعى ويعبر عن انزعاجه مما يعتبره نوعا من التنمر ويطالب بالعقاب الرادع لكل متنمر؛ لكن الأجمل أن ندرك جميعا أنه عندما لا تكون هناك حادثة حقيقية فإن استخدام كل ذى بشرة سمراء فريسة للادعاء بالتنمر هو بحد ذاته تنمر مباشر بل ترسيخ لسلوك غير إنسانى يقلل من قيمة الإنسان على أساس عنصرى بغيض يحتاج من كل بنى آدم التصدى له ومكافحته، ناهيك عن أن للتنمر أشكالا أخرى نتابع الكثير من صنوفها دون انزعاج وكم كان مؤسفا أن تسمع مسئولا رياضيا يتهكم على خلقة إنسان أو جسم لاعب أو شكل مدرب والكل يضحك ويهز الرأس!!
المتنمر فى معجم العرب هو من ساء سلوكه وبات كما النمر الغاضب وهو تشبيه بسلوك هذا الحيوان إذا ما طاش وهاج وماج، فهل يقبل إنسان حقيقى ارتكاب مثل هذا السلوك الحيوانى بالأصل؟
وحقيقة، وأشد ما يقع فيه الكثيرون من أخطاء فادحة وربما فاضحة، هو تحميل كل خلاف أو حتى تصادم بين لاعب وجماهير على أنه تنمر باللاعب الأسمر ونحن هنا نفتح الباب بل ونعزز لدى النشء، وهنا مكمن الخطر، أن كل إنسان بهذه الخلقة الربانية الجميلة هو يمكن التنمر به أو الحط من شأنه.. ولا ندرى لماذا لا يكون التنمر ممكنا باللون الأبيض أو الأصفر والبرونزى.. لماذا هذا الفصل اللونى العنصرى الذى يستخدمه البعض بجهل فى دفاع مزعوم بينما هو فى الحقيقة تعزيز وترسيخ لتنمر محتمل؟!
وفى تقديرنا، وحيث باتت مثل هذه السلوكيات منفلتة فى الساحة الرياضية بين ادعاء بتنمر واستخدام بابتزاز وأيضا وقائع تنمرية كثيرة ومتعددة واساءات جماهيرية بغيضة، بات من المهم أن يهتم كل اتحاد رياضى فى لائحة عقوباته بالتشديد على عقوبات صارمة لمكافحة التنمر بل وتوصيفه وتحديده دون الاكتفاء بألفاظ عامة غير محددة. مطلوب تصدى رادع لهذه الظاهرة بالاعتماد على مراقبين للمباريات أكثر يقظة ووعيا فى التصدى لمثل هذه السلوكيات مع الثقة الكاملة فيهم فالمدهش أن تجد مراقبا يقسم بأغلظ الأيمان أن سلوكا تنمريا لم يحدث ثم تجد رد فعل من لاعب يتجاوز كل الحدود الأخلاقية تارة بالاشارة لحذائه وتارات أخرى بالإشارة لعضو حساس بجسمه تجاه الجماهير وهى ظاهرة انفلاتية كان لا يمكن بالمرة السكوت عليها دون عقاب رادع..
هذه النوعية الشيطانية من سلوكيات بغيضة تصدر عن جماهير تنال من لاعب فى لونه أو جسمه أو خلقة الله له وتهاجم مدربا وتهزأ منه وتسب إداريا وتتريق عليه وتحط من قدره هى نوعية تستحق البتر التام لكنها وعلى فداحتها، إن وقعت، هى لا تعطى الحق مطلقا لكل لاعب أو مدرب أو ادارى بتعرض لمثل هذا التنمر أن يرد بألفاظ خادشة أو اشارات فادحة، فالخطأ لا يعالج أو يقابل بخطأ.. مهما كان.
وهنا، وحيث أن اعداد الجماهير قليلة بل ومسجلة أسماؤهم فى قائمة يقدمها كل ناد لمسئولى التنظيم نهمس فى أذن الصديق العزيز المهندس أحمد مجاهد رئيس اتحاد الكرة المكلف وزملاؤه بأنه فى حال وقوع أى تجاوز أو صدور تنمر أو أى سلوك غير رياضى من الأفراد الحاضرين لهذا الفريق أو ذاك وعددهم غالبا لا يتجاوز الـ٢٥ فردا، أن يتم منع الأسماء المدرجة بقائمة هذا الفريق من دخول عدد من المباريات كعقاب مباشر لمن صدرت منهم أو بعضهم هذه الخروقات فالسيئة تعم، بل ويمكن لمن وقع بحقه التنمر أو الإساءة أن يلاحق المتجاوزين قانونيا وبالأسماء المدرجة لدى المنظمين للمباراة وليس بفرض غرامات على أندية لا ترتكب جريمة بينما هى تسمح بدخول ٢٥ فردا مجانا وتجد نفسها مجبرة على دفع خمسين ألف جنيه عن كل مباراة.. يعنى ألفى جنيه عن كل رأس متنمر!!
عاقبوا المتنمرين بشدة وبشكل مباشر ضد الاشخاص بعينهم. وحاسبوا كل مسئول وادارى ومدرب واعلامى يمارس أى شكل من أشكال التنمر الكثيرة حماية للمجتمع.. هذا إن كنا جادين !


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة