الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية
الكاميرا فى مواجهة محو الهوية
القدس كما لم ترها من قبل
الثلاثاء، 25 مايو 2021 - 02:58 م
مثل كل الفلسطينيين فى الوطن والشتات، عانى الشاب ياسر الخالدى من صعوبة الولوج إلى مدينة القدس، ذلك الدخول الذى أمسى حلمًا صعب المنال بالنسبة لملايين الفلسطينيين الذين لا تفصلهم سوى أمتار قلائل بين مدنهم وقراهم وبين عاصمتهم، تلك العروس الأسيرة بقوة السلاح والضير وقانون الغاب وعندما دخل ياسر الخالدى الى المدينة بصعوبة بالغة، لم يرد الاكتفاء بالمشاهدة، ولأنه يعلم جيدًا مشاعر الشوق واللهفة التى تكتنف الملايين من الأشقاء العرب والأصدقاء فى العالم، قرر إشهار سلاحه فى المدينة: الكاميرا، ليبدأ رصد وتصوير العاصمة كما لم تصور من ذى قبل، صوّر الأزقة والدكاكين، حياة المقدسيين اليومية، آثار مرّ عليها آلاف السنين ومئات الحضارات ، ليُرى العالم ما رأى، ويحرر القلوب التوّاقة إلى بوابة السماء..
جمّع ياسر الخالدى ما التقطه من صور للمدينة فى كتاب مصور ، وأصبح ذاك الكتاب واحداً من الهدايا القيّمة التى يقدمها الفلسطينى للاجىء توّاق، أو نصير لم تسمح له الحدود برؤية البلاد ، أو غريب لم يعِ بعد أن للمدينة سكانها الأصليين المتجذرين بين حجارة المدينة منذ فجر التاريخ
يقول ياسر الخالدى ل أخبار الأدب: كنت فى زيارة للمكتبة الخالدية الواقعة فى قلب القدس بجوار المسجد الاقصى، خلال فترة ترميم إحدى قاعات العرض فيها، وهى إرث هام لعائلة الخالدي، تأسست فى العام 1900، وتحتوى على نفائس المخطوطات لأفراد من عائلة الخالدي، بالاضافة لمخطوطات وكتب فلسطينية وعربية وأجنبية كتبت وطبعت منذ أكثر من ألف ومائتيا سنة، وكان ذلك فى صيف العام 2013، عندما كنت طالباً فى كلية الهندسة بالجامعة الامريكية، وفِى ذلك اليوم فكرت فى تأليف كتاب يحكى رواية القدس بالصور حيث لدى هواية التصوير، وأن أقدمه للمكتبة الخالدية لوصل الحاضر بالماضي.
وضعت خطة للكتاب بعد دراسة عدد من الكتب والمراجع والكتب المصورة، واجريت عددا من المقابلات مع رجال دين وباحثين وبدأت بالتصوير على مدى ثلاثة شهور، وأضفت عدد من الصور التى التقطتها سابقا، وخلال الشهور اللاحقة وحتى أبريل 2014، انتهيت من كتابة التعليقات والمعلومات التوضيحية وشرح مختصر لكل باب والمقدمة، بحيث يروى الكتاب بالصور والمعلومات والشروحات رواية القدس كما أراها كفلسطيني، واعطيت الكتاب اسمه الحالي: القدس تتحدث عن نفسها.
جذب الكتاب عددا من الناشرين، واخترت الانسب وقمت بطباعته. وقدمت أول نسختين من الكتاب لكل من المكتبة الخالدية بالقدس ولمحافظة القدس ولمكتبات عدد من الجامعات الفلسطينية والمكتبات العامة. وانتهز الناشر فرصة تنظيم معرض الكتاب الدولى فى القاهرة وقمت بعرض الكتاب فى القاهرة فى فبراير 2015.
الدكتور المهندس ياسر الخالدى درس بكالوريوس الهندسة فى الجامعة الامريكية بالقاهرة، ودرس الماجستير فى جامعة ادنبرة باسكتلندا، ودرس الدكتوراه فى تصميم المدن والتنمية المستدامة فى جامعة كامبريدج البريطانية، ويعمل فى فلسطين فى منظمة دولية للتنمية. نشر عددا من البحوث فى مجال الهندسة والتنمية والطاقة البديلة والبيئة، ومؤلفين آخرين لكتب مصورة عن فلسطين احداها، رام الله: كما لم ترها من قبل، والثاني، بيت لحم: ميلاد الأمل، من وجهة نظر معمارية وربط الماضى بالحاضر تظهر أصالة الشعب الفلسطينى عبر الاف السنين.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة