مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

مؤمن خليفة يكتب: وعى الشعب

مؤمن خليفة

الأحد، 30 مايو 2021 - 07:15 م

كنت فى طريقى إلى عملى.. صعدت إلى عربة المترو لأجد أمامى سيلا من البشر على المقاعد بدون كمامات.. كان المشهد صادما.. نظرت بعينى أستعرض الركاب فلم أجد سوى أربعة ركاب فقط هم من حرصوا على ارتداء الكمامة بينما باقى العربة كأن الأمر لا يعنيهم. لا مناص من الذهاب إلى العمل.. قضيت حوالى ربع الساعة وأنا أتمنى أن يطير القطار حتى أصل إلى محطتى ولا أكذب فقد كتمت أنفاسى تحسبا من عطسة أحد الركاب.. سألت نفسى ما المطلوب من الحكومة أكثر مما فعلته لكى تحمينا من الفيروس اللعين بينما الناس لا يحرصون على الإجراءات الاحترازية ولا يرتدون الكمامات وهو أقل شىء يطلب منهم لحماية أنفسهم؟

رئيس الوزراء المهذب الدكتور مصطفى مدبولى ناشد الشعب ضرورة التمسك بالإجراءات الاحترازية قبل إجازة العيد وبعدها وفى كل مناسبة وقال إن الحكومة تراهن على وعى الشعب حتى نتجنب زيادة أعداد المصابين بالفيروس خاصة فى الموجة الثالثة التى نمر بها الآن وأن الحكومة ربما تفكر فى خطوات أخرى إذا لم يحدث التزام.

الرجل بحكم مسئوليته كان واضحا وصريحا وأن الدولة لا تريد التوجه إلى الإغلاق التام حفاظا على العمالة اليومية التى ستعانى كثيرا رغم مساهمة الدولة فى رفع المعاناة عنهم من خلال منحة مالية قدمتها لهم وكلفت الخزانة العامة عدة ملايين من الجنيهات.

مستشار الرئيس للشئون الصحية الدكتور محمد عوض تاج الدين خرج فى عدة برامج تليفزيونية يشرح للناس أهمية التمسك بالإجراءات الاحترازية خوفا من انتشار الفيروس.. وتبعته الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة تنوه إلى أهمية التباعد الاجتماعى فى شهر رمضان والابتعاد عن العزومات وكذلك أهمية عدم النزول إلى الأسواق المزدحمة.. كل هذا والناس لا يهتمون ويركبون المواصلات العامة بدون كمامة ويعتبرون أنها ليست ضرورية.. وزير النقل المهندس كامل الوزير صعد إلى عربة فى المترو ووزع على الركاب كمامات فإذا ببعضهم يأخذها ويضعها فى جيبه فسأل الوزير أحدهم لماذا لم يرتدها فقال: لما أروح البيت ألبسها!

- هل بعد كل هذا تراهن الحكومة على وعى الشعب؟

بعدما رأينا خلال إجازة العيد من عدم التزام الناس بأى إجراءات احترازية ضد انتشار فيروس كورونا.. لابد أن تأخذ الحكومة خطوات أخرى مثل صعود المفتشين إلى عربات المترو والمواصلات العامة ولو لعدة أيام فقط لإجبار المخالفين على الالتزام بالقوة حتى لا نصبح مثل الهند التى وصلت إلى معدلات مخيفة فى الإصابات وحالات الوفيات.. لابد من إجراءات تجبر المتهاونين على ضرورة الالتزام خاصة أن وزارة الصحة شكلت فرقا للتواصل الاجتماعى تذهب إلى الأسواق والمقاهى ومحطات المترو والقطارات لتوعية الناس ورغم ذلك لا يفعلون.

لا نريد تخويف الناس ولكننا يجب ألا نقف مكتوفى الأيدى حتى نفاجأ بتزايد أعداد المصابين وإن كانت المنظومة الصحية تستطيع أن تتحمل اليوم فما يدرينا ماذا يمكن أن يحدث غدا؟!

مرة أخرى.. لا تراهنوا على وعى الشعب!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة