أبداعات عربية
أبداعات عربية
عين اخترقتها رصاصة
الثلاثاء، 01 يونيو 2021 - 12:50 م
حسن عبد الله - رام الله
جلست قرب بوابة بيتها تنظرإلى المارة بعين واحدة. قالت: «كلكم غرباء». دخلت البيت، اتجهت إلى غرفتها، وقفت أمام المرآة، تأملت جسمها... قالت: «ما زال جسمى رياضياً ممشوقاً، وما زال شعرى كستنائياً هاجماً على كتفى كشلال مجنون». ابتسمت لجنون شعرها، ثم عبست عندما تذكرت أن «كلهم غرباء».... فتحت النافذة، رأت شاباً يحث خطاه صوب البيت، ضغط الزر الكهربائي، فأجابت الحاح الجرس بصوت حزين: « تفضل» ... وتمتمت: «تفضل رغم ان كلكم غرباء». قال الشاب، نحيف الجسم، أسمر البشرة، وهو يقف قبالتها: - «بحثت عنك شهرين ... منذ أن خرجت من المعتقل». سألتْ: «لماذا؟... وهل يبحث أحد هذه الأيام عن عين واحدة؟! « - «سمعت يوما خلف القضبان عن عين اخترقتها رصاصة». - «غريب أمر من يبحث عن العتمة !!» - «جئت أستمد نوراً من عين انكسرت فيها رصاصة، حتى لا أضيع فى تجاويف الدروب». تورد وجهها، ازداد شلال شعرها الكستنائى جنوناً، أبرق جسمها ثم أرعد، انهمر مطرها. قال: «أحب الشعر الكستنائى المبلل بالمطر ... والمجنون». جذبته تحت مظلة شعرها ... وقالت: «تظلل لكى لا يغرقك مطري». قال: «واصلى المطر يا ذات العين الوطن. سأغيب بعض الوقت، وأعود لينطلق فى الفضاء عرس». غادر، غادرت، وقفت قرب بوابة بيتها ... قالت للمارة: «كلكم أهلي، فأنا أراكم الآن بعينى التى اخترقتها رصاصة... أراكم بعينى التى ارتسمت بين جفنيها صورة فارسى ... نعم فارسى الذى سيعود حاملاً بين راحتيه عرسى».
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة