الرئيس خلال افتتاح المتحف القومى للحضارة
اكتشافات جديدة.. متاحف عملاقة.. عمليات إنقاذ ناجحة
«استعادة الهوية» .. الآثار المصرية فى ٧ سنوات
الأحد، 20 يونيو 2021 - 12:45 م
شهاب طارق
ظل قطاع الآثار يعانى لسنوات طويلة، بسبب توقف أغلب المشروعات، وغياب الخطة الواضحة للإدارة، وازداد الوضع سوءًا بعد يناير عام ۲۰۱۱حيث ازدادت التعديات على المناطق الأثرية، وبات افتتاح وتجهيز المشروعات المتوقفة من المستحيلات، وظلت القطع الأثرية بدورها حبيسة مخازن سيئة التهوية فى متاحف اكتظت بمعروضاتها، وأصبحت قاعاتها الرئيسية أشبه بالمخازن هى الأخرى.معادلة ظلت بلا حل، إلى أن تولى الرئيس السيسى الحكم، حيث آمن بقضايا التراث والآثار، وأنه لا سبيل لبناء الجمهورية الجديدة إلا عبر الحفاظ على التراث والتأكيد على عناصر التفرد فى الآثار المصرية، فوضعت خطة عاجلة لتأهيل المواقع الأثرية وتطويرها وكذلك إنشاء متاحف جديدة ومتنوعة، توفرت الإرادة السياسية فتوفر الدعم المالى لتنفيذ تلك المشاريع الهامة، والتى رأت النور أخيرًا، ولعل أبرزها افتتاح المتحف القومى للحضارة بالفسطاط، وافتتاح قصر البارون بعد عملية ترميمه، بالإضافة إلى الحدث الأهم والمنتظر وهو المتحف المصرى الكبير الذى أصبح الانتهاء من تجهيزه وشيكًا، هنا نستعرض أهم الإنجازات التى تمت بقطاع الآثار فى السنوات السبع الماضية.
افتتاح متحف الحضارة
لقرابة العقود الأربعة ظل مشروع إنشاء متحف قومى للحضارة المصرية، مطروحًا لكن دون تنفيذ على أرض الواقع، إذ كانت وتيرة العمل بطيئة للغاية، طوال تلك السنوات، بسبب عدم توفر الإمكانيات المالية، وكذلك تغير سعر العملة أكثر من مرة لسنوات، وبالتالى تغيرت أسعار التعاقدات التى كانت قائمة بسبب طول الفترة، وارتفع سعر الخامات، وفى عام ٢٠١٧ افتتحت قاعة العرض المؤقتة، إلى أن افتتح الرئيس السيسى القاعة الرئيسية، وقاعة المومياوات الملكية، فى مطلع العام الحالى، بتكلفة قدرت بنحو ٢ مليار جنيه، وقد جرى إعداد حفل فريد تابعته كافة وسائل الإعلام العالمية، ليتابع العالم الموكب الملكى الذى ضم ٢٢ مومياء لأشهر الملوك والملكات، والذين نقلوا من المتحف المصرى بالتحرير إلى مستقرهم الأخير بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، وقد شملت أعمال التطوير رفع كفاءة جميع الشوارع على خط السير، وتطوير ميدان التحرير بوضع مسلة بالميدان كانت مقسمة على ٣ أجزاء تم ترميمها وتركيبها، وكذلك ترميم ووضع ٤ كباش كانت موجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر. ولعل أحد أسباب تفرد متحف الحضارة هو احتواءه على قطع أثرية نادرة تحكى تطور الحضارة المصرية على مرّ العصور.
يبدأ سيناريو العرض بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وصولًا إلى عصر الأسرات، وبعد ذلك يصل بنا سيناريو العرض إلى العصر اليونانى الروماني، ثم ينتقل إلى الجهة اليسرى من القاعة والتى تبدأ بالعصر المسيحى، ثم الإسلامى، مع عرض بعض القطع الأثرية اليهودية، وبعد ذلك يأخذنا إلى حقبة محمد على باشا وأولاده، ثم عهد الجمهورية، وفى نهاية الرحلة يصل بنا إلى إبداعات مختلفة فى الفن المعاصر والنحت.
متحف المركبات الملكية
ترك المتحف لسنوات ولم يقدم له الدعم المالى، حيث وصل إلى حالة يرثى لها فظهرت شروخ وتصدعات خطيرة فى جدرانه كادت تهدده بالانهيار وفقًا لعدة تقارير هندسية، وقد تم عمل ترميم إنشائى ومعمارى وأثرى له نظرًا لوصوله إلى هذه الحالة السيئة، بعد أن نقل إلى قلعة صلاح الدين الأيوبى فى أواخر القرن الماضي، إلى أن استكملت عملية ترميمه وافتتحه الرئيس أواخر عام ٢٠٢٠، بعد أن أعيد تأهيل المبنى، وتدعيمه إنشائيًا، بتكلفه اقتربت من الـ٧٠ مليون جنيه، ويضم عدة قاعات منها: االأنتيكخانةب والتى تستعرض العربات والمركبات المُهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وقاعة االاحتفالاتب التى تعرض أندر أنواع المركبات، وقاعة زالمناسبات الملكيةس حيث تضم مجموعة من العربات التى كان يستخدمها أفراد تلك العائلة فى المناسبات الملكية، وقاعة االحصانب، وتُعرض فيها الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية والإكسسوارات الخاصة بالخيول.
متحف كفر الشيخ.. رحلة إيزيس
ظلت مطالبات أهالى كفر الشيخ بتوفير متحف لهم لا تلقى صدى يذكر من جانب المسئولين لسنوات عدة، ورغم أن المبنى موجود منذ تسعينيات القرن الماضى إلا أنه ظل عبارة عن كتلة خرسانية، حتى تسلمت الآثار عام ٢٠١٠ مبنى المتحف لاستكمال العمل فيه، ومرة أخرى سرعان ما عاد الأمر لما عليه مرة أخرى وتحديدًا بعد ثورة يناير ٢٠١١، فلم تعد هناك سيولة مالية لتمويل المشروع لكن منذ ثلاث سنوات تقريبًا أولت وزارة الآثار اهتمامها مرة أخرى بالمتحف وعملت على جعله متحفًا يليق بتاريخ المدينة، وافتتحه رئيس الجمهورية فى عام ٢٠٢٠، إذ يحوى المتحف ١٢٠٠ قطعة أثرية.
وفقًا لسيناريو العرض المتحفى فإنه يدور حول موضوع رئيسى وهو أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، كما يلقى الضوء على مجموعة من الموضوعات مثل: تاريخ مدينة بوتو القديمة، ويسلط الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، حيث تعد مدينة سخا بكفر الشيخ أحد المسارات التى عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية؛ كما يبرز العرض المتحفى بعض الموضوعات ذات الصلة بمدينة فوه ذات التراث الإسلامى الثري، كذلك يتكون المبنى من قاعات للتهيئة المرئية والتربية المتحفية والندوات، وثلاث قاعات عرض متنوعة منها زقاعة بوتوس والتى تضم نتائج أعمال الاكتشافات الأثرية من العصور المختلفة منها آثار منطقة تل الفراعين، أما القاعة الثانية فهى زقاعة العرض الرئيسيةس وهى تضم عدة قاعات مقسمة حسب العصور التاريخية المختلفة بما فيها العصر الفرعونى، والعصرين اليونانى، والرومانى، وعصور الحكم البيزنطى والقبطى والإسلامى.
متحف شرم الشيخ
كان من المفترض أن يتم الانتهاء من تجهيزه منذ ما يقرب من الـ١٠ سنوات، لكنه تأخر مثل باقى المشاريع لأسباب مالية، قبل أن يتم تخصيص دعم مادى له ليرى النور فى نهايات عام ٢٠٢٠، وافتتحه الرئيس السيسى. والمتحف بنى على مساحة تبلغ الـ١٩٠ ألف متر مربع ليصبح بذلك متحفًا للآثار ومركزًا للحضارات ووجهة ثقافية وسياحية لمدينة شرم الشيخ، وقد استقبل المتحف قطعاً أثرية من مختلف أنحاء الجمهورية؛ منها مخازن مارينا بالإسكندرية، والعلمين، وآثار الإسماعيلية، وبنى سويف، والمخزن المتحفى بكوم أمبو والمتحف المصرى وغيرها، فوفقًا لسيناريو العرض المتحفى، يكشف المتحف مظاهر الحياة اليومية عند المصرى القديم وكذلك حياته خلال العصر الحديث، إذ تروى القطع الأثرية مدى التقدم الحضارى الذى كان يعيشه المصرى القديم، من خلال تفوقه فى العلم والرياضة والصناعات والحرف التى تميز بها وجوده فى أسرته وحياته العائلية، ويركز المتحف على علاقة المصرى القديم بالبيئة المحيطة به وكيف أنه كان محبًا للحيوانات لدرجة التقديس، لذلك فهو يركز على الحياة اليومية من خلال العرض المتحفي.
افتتاح البارون
ظل القصر مهملًا لعقود، وحامت حوله الكثير من الشائعات، ولعل أحد أشهر القضايا التى هزت الرأى العام المصري، هى قضية عبدة الشيطان الذين مارسوا طقوسهم داخل القصر. ولم يفتح القصر إلا مرات معدودة وفى عام ٢٠١٧ أعلنت وزارة الآثار عن نيتها لترميم القصر، وتمت العملية بالفعل وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى، عام ٢٠٢٠ بتكلفة إجمالية بلغت ١٨٠ مليون جنيه، إذ شملت عملية الترميم؛ تدعيم أسقفه وترميم الأعمدة والشبابيك الحديدية المزخرفة والوجهة الرئيسية للقصر، وتطوير الموقع الأثرى ومحيطه بشكل كامل.
ترميم قبة الإمام الشافعي
فى إبريل الماضى، أعلن الدكتور خالد العنانى انتهاء هذا المشروع الضخم والذى استمر قرابة السنوات الخمس بتكلفة مقدارها أكثر من ٢٢ مليون جنيه، بعد أن ضرب الإهمال لسنوات قبة الضريح التى تعد أحد أهم الآثار الإسلامية فى مصر وواحدة من أشهر القباب الضريحية، فمبنى القبة يتضمن أمثلة نادرة للزخارف الجصية والأعمال الخشبية المزخرفة وتكوينات بديعة من الخشب الملون بأنماط مميزة، وأثناء أعمال مشروع ترميم القبة تم العثور فى الأرضية على بقايا جدران قبة فاطمية لم تُذكر من قبل فى المصادر التاريخية وأشرطة كتابية خلف عناصر معمارية أحدث بالإضافة إلى عناصر زخرفية مستترة خلف طبقات من الطلاء الحديث.
معبد إلياهو هانبى
فى يناير من عام ٢٠٢٠ أعلنت وزارة الآثار عن افتتاح معبد اإلياهو هانبىب بالإسكندرية، بتكلفة قدرت بـ٧٠ مليون جنيه، بعد أن رفضت الحكومة المصرية تلقى أى تبرعات من الجاليات اليهودية فى العالم، يُنسب هذا الاسم إلى النبى إلياهو هانبى، وهو أحد أنبياء بنى إسرائيل والذى عاش فى القرن الثامن قبل الميلاد، وتكمن أهمية معبد اإلياهوب الدينية والتاريخية عند اليهود فى اعتقادهم أن النبى إلياهو ظهر لرجال الدين اليهود فى المكان الذى بُنى عليه المعبد بعد وفاته، وقد بنى المعبد عام ١٣٥٤ ميلاديًا وهو من أقدم المعابد اليهودية الموجودة بالشرق الأوسط، وعندما جاء نابليون إلى مصر أمر بقصفه، لكن أعيد بناؤه وشيد بشكله الحالى عام ١٨٥٠ ميلاديًا فى عصر والى مصر عباس حلمى الأول، كما أعيد بناء المعبد أكثر من مرة، كان آخرها عقب الحرب العالمية الأولى، وهو يسع لـ٧٠٠ مصلٍ، ويحوى ٦٣ سفرًا من الأسفار اليهودية، أى ٦٣ نسخة قديمة من التوراة لها قيمة دينية وأثرية كبرى.
ترميم زوسر
بدأ مشروع ترميم هرم زوسر منذ عام ٢٠٠٦، لكنه توقف عام ٢٠١١ لأسباب أمنية، ولعدم توفر المال الكافى لإتمام المشروع، الأمر الذى كاد أن يضر بالهرم أكثر، إذ حذرت تقارير عدة من حدوث تفاقم للأمر، والذى قد ينذر بكارثة، إلى أن استكمل المشروع فى نهاية الأمر عام ٢٠٢٠، حيث قال وزير الآثار د. خالد العنانى حينها: اإننا نعيد اليوم فتح أقدم هرم ما يزال واقفًا فى مصرب، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لأعمال الترميم ١٠٤ ملايين جنيه، وشملت العملية ترميم واجهات الهرم الخارجية وتثبيت الحجارة وتدعيم السلالم المؤدية للمدخلين الجنوبى والشرقى من الخارج.
مصنع المستنسخات الأثرية
خطوة تأخرت لسنوات، إذ كان الحصول على قطعة من المستنسخات الأثرية أشبه بالحلم، وذلك بسبب المعوقات الكثيرة التى تسبق إتمام العملية والتى قد تمتد لأشهر للحصول على قطعة واحدة، حتى يحين الدور فى طوابير الانتظار؛ معادلة صعبة ظلت تحاصر الوزارة وذلك بسبب وجود فجوة كبيرة بين العرض والطلب، فقد بدأ اهتمام الوزارة بإنتاج النماذج الأثرية منذ سنوات، حين أنشأ المجلس الأعلى للآثار وحدة النماذج الأثرية بقلعة صلاح الدين عام ٢٠١٠، والتى لم تغط حجم الطلب على المستنسخات الأثرية، لذلك تم إنشاء أول مصنع للمستنسخات الأثرية بمدينة العبور، والذى يعد الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، عملية لا تبدو سهلة حيث إن كل مستنسخ أثرى يتم إنتاجه بالمصنع يحمل ختمًا خاصًا بالمجلس الأعلى للآثار، وشهادة معتمدة تفيد بأنه قطعة مقلدة وصورة طبق الأصل وأنه من إنتاج الوزارة، إلى جانب وجود (باركود) يمكن من خلاله التعرف على كافة المعلومات الخاصة بهذه القطعة باللغتين العربية والإنجليزية؛ مثل المادة المصنوعة منها والوزن واسم ومكان عرض القطعة الأصلية مما يسهم فى حماية منتجات الوحدة من التقليد والتزييف، حيث سيتم إتاحة تلك المستنسخات للفنادق والبازارات السياحية المختلفة، وقد تم افتتاح أول منفذ بيع رسمى لهذه المستنسخات بالمتحف القومى للحضارة المصرية.
خبيئة العساسيف
أسرعت الدولة خلال السنوات القليلة الماضية فى إنشاء متاحف جديدة وتكثيف بعثات التنقيب عن الآثار بهدف تنشيط ودعم قطاع السياحة، أحد المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية، ولعل أحد أهم تلك الاكتشافات هى خبيئة العساسيف بالبر الغربى من الأقصر، إذ يرجع تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد أى تنتمنى للأسرة الـ٢٢ فى مصر القديمة وتدخل الخبيئة ضمن أهم ٤ كنوز مكتشفة فى مصر حول الحضارة الفرعونية، وفق علماء الآثار، وقد فرضت طريقة رص هذه التوابيت العديد من التساؤلات، بين المختصين، إذ وجدت بالوضع الذى تركها عليه المصرى القديم، مغلقًا بداخلها المومياوات، ومجمعة فى خبيئة فى مستويين الواحد فوق الآخر، حيث ضم المستوى الأول ١٨ تابوتًا، والمستوى الثانى ١٢ تابوتًا الأمر الذى فسر بأن هناك أحد الكهنة قد قام بجمع تلك التوابيت من داخل (بيوت الحجر) التى كانت مدفونة بها، خشية قيام لصوص المقابر الذين انتشروا فى تلك الفترة ومعروفين بسرقتها، إذ تم جمع تلك التوابيت ودفنها بعيدًا عن أعين اللصوص آنذاك.
اكتشافات سقارة
فرضت الاكتشافات الأثرية الأخيرة بسقارة تساؤلات عدة، فظهرت المنطقة كمنطقة بكر لم تمس من قبل، الأمر الذى أدى لطرح عدة أسئلة من جانب الكثيرين، بسبب هذا الكم الهائل من الاكتشافات، إذ قررت الحكومة توفير الدعم المادى الكامل لهذه الاكتشافات، وكانت بوادر هذه الاكتشافات عندما اكتشفت أول ورشة لتحنيط المومياوات فى عام ٢٠١٨ بقيادة دكتور رمضان بدري، رئيس بعثة جامعة توبنجن الألمانية، والعاملة بسقارة، وبعد ذلك تم اكتشاف مقبرة اواح تيب وبعدها مقبرة اخويب والتى كشف عنها الدكتور محمد مجاهد، الأستاذ المساعد بجامعة تشارلز التشيكية، ومدير البعثة المصرية العاملة بهرم جد كا رع إسيسى بجنوب سقارة، وتوالت البعثات الأثرية بمنطقة سقارة منها بعثة الدكتور مصطفى وزيرى بالبوباستيم، وكذلك بعثة الدكتور زاهى فى جبانة تى تي، وأيضًا بعثة الفرنسيين والإيطاليين والهولنديين، وبعثة جامعة القاهرة، وقبل نهاية عام ٢٠٢٠، أعلن عن كشف أثرى ضخم وهو عبارة عن مائة تابوت خشبى مغلق، و٤٠ تمثالًا لإله جبانة سقارة، بتاح سوكر منها تماثيل بأجزاء مذهبة و٢٠ صندوقًا خشبيًا للإله حورس، وتمثالان لشخص يدعى ابنومسب، هذا إلى جانب الكشف عن عدد من تماثيل الأوشابتى والتمائم، وعدد ٤ أقنعة من الكارتوناچ المذهب، ولم تكتفى وزارة الآثار بهذا الكم من الاكتشافات إذ أعلنت أنه فى مطلع عام ٢٠٢١ سيتم الإعلان عن كشف أثرى ضخم وهو بالفعل ما أعلن عنه الدكتور زاهى حواس، إذ أعلن الكشف عن المعبد الجنائزى للملكة نعرت زوجة الملك تتي، وتم الكشف عن آبار دفن وتوابيت ومومياوات تعود للدولة الحديثة، وقد ذكر حواس حينها أن الكشف سيغير تاريخ سقارة وتحديدًا الدولة الحديثة من ناحية الدفن، لأن من خلال تلك الكشوفات سنتعرف على طريقة الدفن والتحنيط، وطريقة صناعة التوابيت فى الدولة الحديثة والتى لم تكن معروفة فى سقارة، والأمر الثانى أن الكشف الأخير قد ذكر اسم ملكة جديدة لم تكن موجودة فى التاريخ وهذا الأمر وصفه حواس بـاالهامب إذ لم نكن نعرف أبدًا أن الملك تتى تزوج ملكة بهذا الاسم.
الآثار المستردة
فى عام ٢٠١٨ نجحت مصر فى استرداد ٢٢٣ قطعة أثرية و٢١ ألفا و٦٦٠ عملة أثرية، كما سلمت إدارة الآثار القبرصية، الجانب المصرى ١٤ قطعة أثرية، كانت قد خرجت من مصر بطريقة غير شرعية فى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وتم ضبطها بواسطة السلطات القبرصية فى مدينة نيقوسيا، وفى ٢٠١٩ استطاعت مصر استرداد ١٩٥ قطعة أثرية بالإضافة إلى ٢١ ألف عملة أثرية من إيطاليا، ولعل أحد أبرز القطع الأثرية المستردة خلال الأعوام السبعة كانت رجوع تمثال الكاهن نچم عنخ بعينيه المطعمتين من العاج والكريستال الأسود قادمًا من الولايات المتحدة الأمريكية وهو تابوت خشبى مُذهب وفريد لكاهن من أواخر العصر البطلمى يُدعى زنَچِم عنخس والذى يرجع تاريخه إلى الفترة ١٥٠ ق.م، وقد تم عرضه بمتحف الحضارة، وقد خرج من مصر فى عام ٢٠١١ ولم يكن مسجلًا لدى وزارة الآثار، لكن فوجئ الجميع عند عرضه فى متحف زالمتروبوليتان للفنونس فى نيويورك بالولايات المتحدة، والذى اشترى التابوت من تاجر قطع فنية بباريس فى عام ٢٠١٧ مقابل نحو ٤ ملايين دولار تقريبًا، حتى وجدت مصر أن ملكيته مزورة وليس كما يزعمون أنه خرج فى عام ١٩٧١، بل إنه خرج فى عام ٢٠١١ من منطقة آثار مصر الوسطى، وتقدمت مصر بطلب للمدعى العام الأمريكى تطالبه برجوع هذه القطعة الأثرية لمصر، وقد استجاب للأمر.
مشروعات قيد التنفيذ
المتحف المصرى الكبير
يعد افتتاح المتحف المصرى الكبير هو الحدث الأهم الذى ينتظره الجميع، فبعد سنوات من طرح فكرة المشروع فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، توقف المشروع لسنوات إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وقرر استكماله، ومن المفترض أن يتم الانتهاء منه خلال العام الحالي، لكن الافتتاح الرسمى للمتحف، متوقف على عدة اعتبارات ففى تصريح لوزير السياحة والآثار د. خالد عنانى أشار إلى أن تحديد موعد الافتتاح لن يكون مرتبطًا بمصر لكنه سيكون مرتبطًا بالحالة الصحية فى العالم بأكمله حتى يتسنى اختيار التوقيت المناسب للجميع.
جدير بالذكر أنه من المقرر أن يضم المتحف أكثر من مائة ألف قطعة أثرية، وخلال الوقت الحالى تم الانتهاء من تثبيت فتارين قاعة كنوز الملك توت عنخ آمون البالغ عددها ١٠٧ فاترينات، وعرض أكثر من ٦٥٪ من كنوزالملك الشاب داخل٦٥ فاترينة منها، وكذلك تم الانتهاء بنسبة ١٠٠٪ من تثبيت القطع الأثرية بالبهو والدرج العظيم، وجار الآن أعمال الترميم الدقيق لها، كما يتم إعداد امركب خوفوب تمهيدًا لنقلها للمتحف، والمكتشفة فى خمسينيات القرن الماضى فى منطقة أهرامات الجيزة، على يد عالم الآثار المصرى كمال الملاخ عام ١٩٥٤، إذ يتم حاليًا إعدادها لتنقل للمتحف المصرى الكبير لتوضع ضمن سيناريو العرض المتحفي.
متحف عواصم مصر
تزامنًا مع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، كان لوجود متحف أثري، ضرورة ملحة، فقد تم الانتهاء من أعمال متحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة والذى يروى تاريخ العواصم المصرية عبر العصور المختلفة، إذ يقع المتحف على مساحة ٨٥٠٠ متر مربع وقد تم الانتهاء منه، وهو يتقدمه مسلة للملك رمسيس الثانى والمكتشفة بصان الحجر بمحافظة الشرقية، والتى تعود للقرن الثانى عشر قبل الميلاد، كما سيعرض المتحف حوالى ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، ووفقًا لسيناريو العرض المتحفى المقرر له فهو سيروى تاريخ العواصم المصرية؛ حيث يتكون المتحف من قاعة رئيسية يُعرض فيها آثار لعدد من عواصم مصر القديمة والحديثة يبلغ عددها ٩ عواصم وهى كالتالى: أولًا من على يمين الزائر عدد ٤ عواصم وهى منف، طيبة، تل العمارنة، الإسكندرية، ثانيًا؛ من على يسار الزائر عدد ٤ عواصم وهى الفسطاط، القاهرة الفاطمية، مصر الحديثة، القاهرة الخديوية، ثالثًا المستوى الثانى وهو خلف تمثال الملك رمسيس الثانى الذى سيعرض بالمتحف، ويخص العاصمة الإدارية ويُعرض فى هذه القاعة مجموعة من المقتنيات المختلفة التى تمثل أنماط الحياة فى كل حقبة تاريخية خاصة بكل عاصمة على حدة مثل أدوات الزينة، وأدوات الحرب والقتال، ونظام الحكم والمكاتبات المختلفة.
المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية
يتم تجهيز المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، بعد سنوات من الغلق إذ وصلت نسبة تنفيذ الأعمال بالمشروع إلى أكثر من ٨٥٪ من إجمالى الأعمال، حيث تم الانتهاء بالكامل من التدعيم الإنشائى لمبنى المتحف والهيكل المعدني، بالإضافة إلى أعمال تدعيم العناصر الإنشائية، وأعمال التشطيبات المعمارية للمبنى الإدارى الملحق بالمتحف، وقاعات العرض المتحفي، ونظم الإضاءة وأعمدة الواجهات، وفى تصريح له قال الدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف إن المتحف سوف يعرض ما يقرب من ٢٠ ألف قطعة أثرية ترجع للعصور اليونانية والرومانية طبقًا لسيناريو العرض المتحفي، مشيرًا إلى أنه يعد من أهم وأقدم المعالم السياحية والأثرية المتخصصة فى الحضارة اليونانية الرومانية بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية، ومن المقرر له أن يصبح مركزًا علميًا وثقافيًا لحضارات البحر المتوسط يشمل قاعات للعرض المتحفي، ومركزاً لحفظ وترميم الآثار، ومركزاً آخر لبحوث العملة، ومركزاً للبحث العلمي، كما يضم قاعات للدراسة والمؤتمرات ومكتبة وورشة طباعة، وقاعات وسائط متعددة Multimedia، وأيضاً مدرسة للتربية المتحفية لتنمية الوعى الأثرى للأطفال.
مشروع تطوير القاهرة التاريخية
ظلت القاهرة التاريخية تعانى منذ ستينيات القرن الماضى دون تقديم حل يذكر على أرض الواقع، إلى أن قررت الحكومة الحالية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، البدء الفورى فى تنفيذ مشروع إنقاذ للمنطقة، ومن المفترض أن يتم تنفيذ المشروع تحت عباءة كيان واحد للإشراف على القاهرة التاريخية، إذ اعتمدت رؤية عامة للمشروع مفادها؛ إحياء المدينة التاريخية، عبر الحفاظ على النسيج العمرانى، وعلى المبانى الأثرية، بالإضافة إلى النسيج الاجتماعى، الموجود بالقاهرة التاريخية، والتى ارتبطت بالحرف التقليدية كمنطقة الصاغة، والنحاسين، وكذلك الخيامية، وبالنسبة للمبانى الأثرية سيتم ترميمها وإعادة توظيفها مرة أخرى، والمشروع يبدأ من منطقة الجمالية، ومنطقة ساحة مسجد الحسين والغورية، والمنطقة المحيطة بمسجد الحاكم، فهذا هو الجزء الأول من المشروع، وقد أوضحت الحكومة أن هناك استراتيجية تركز على ضرورة إعادة التأهيل والإحياء العمرانى داخل أى منطقة تاريخية بكافة المعايير والاتفاقيات الدولية، التى وقعتها مصر، فيما يتعلق بالحفاظ على مناطق التراث العمرانى كذلك يستهدف المشروع إحياء النسيج العمرانى للقاهرة التاريخية، والذى يعبر عن الحقبة التاريخية التى نشأ فيها، مع مراعاة إعادة الاستخدام التكيفى للمبانى الأثرية، وكذلك ترميم المبانى التراثية غير المسجلة، وإزالة التشوهات الصارخة فى الطابع المعماري.
تطوير سور مجرى العيون
لسنوات طويلة ظلت المنطقة المحيطة بسور مجرى العيون تشكل أزمة حقيقية، إذ كان التعدى على حرم الأثر وتشويهه، مباحًا من جانب الكثيرين، إلى أن تنبهت الحكومة فى السنوات الأخيرة لضرورة تطوير الموقع الأثرى وتبنت خطة لتطوير الموقع بشكل عاجل، حيث تم نقل المدابغ، إلى منقطة الروبيكى ومدينة بدر، فالمشروع يهدف إلى التعامل مع الموقع فى إطاره التاريخى واستغلال المناطق الأثرية التى تمت إزالة التعديات من عليها من خلال ربطها بحقب القاهرة المتعاقبة زمنيًا ومكانيًا، ويركز هذا المحور على إبراز خواص القاهرة التاريخية من خلال الأنشطة السياحية والتجارية والحرفية، لذلك فإنه جار إعداد المنطقة لتضم مركزًا لإعداد وتدريب الحرفيين وكذلك إقامة ورش للمجموعات الرئيسية من الحرف اليدوية وتشمل الحرف المعتمدة على جريد النخيل والخزف والسجاد، كذلك سيتم تقديم الدعم اللازم للحرفيين، بالإضافة إلى أنه وفقًا للمخطط فسيضم الموقع ثلاثة فنادق وفقًا لعمارة المكان وذلك لخدمته سياحيًا.
تطوير مشروع مسار العائلة المقدسة
كغيره من الملفات التى ظلت مؤجلة لسنوات، ظل المشروع لسنوات قيد الدراسة لكن دون تحرك على أرض الواقع، بسبب غياب الدعم المادي، إلا أنه خلال الفترة الماضية بدأ المشروع يرى النور، حيث خصص مبلغ ٦٠ مليون جنيه، وذلك لتنفيذ البنية التحتية الخاصة بمسار العائلة المقدسة، وقد افتتح أولى نقاط المسار فى المحافظات الثمانى، بمدينة سمنود مطلع العام الحالى وتحديدًا كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بتكلفة مقدارها ٧.٥ مليون جنيه، وجار حاليًا إعداد باقى المواقع الأثرية التى يضمها مسار رحلة العائلة المقدسة وهى ٢٥ نقطة تمتد لمسافة ٣٥٠٠كم ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، إذ يحوى كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار فى صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة، وهذا ما وضحه الدكتور أحمد النمر المسئول عن ملف العائلة المقدسة بوزارة السياحة والآثار فى تصريح سابق له لأخبار الأدب وقال: ابدأ مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة منذ بداية القرن الحالى، وذلك من خلال هيئة التنمية السياحية، وفى عام ٢٠١٦ نسقنا كوزارة آثار مع وزارة السياحة -قبل الدمج- لعمل مشروع متكامل، وبدأنا بالفعل وتم تحديد ٢٥ نقطة زارتها العائلة المقدسة، وهذه النقاط الـ٢٥ بها ٨ مواقع أثرية مسجلة، والمواقع المسجلة هى؛ تل الفرما بشمال سيناء، وتل باسطة بالزقازيق، وكنيسة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود، وأديرة وادى النطرون، وكذلك شجرة مريم بحى المطرية وكنيسة أبو سرجة بمصر القديمة، وجبل الطير بالمنيا، وأخيرًا دير المحارق بأسيوط، وبخلاف ذلك فهى مواقع تراث فقط لكن غير مسجلة، لذلك نسقت وزارة الآثار مع الكنيسة وقاموا بترميم المواقع الأثرية، إذ بات هناك تنسيق مع التنمية المحلية والمحافظات ومع لجان عليا مختصة، لتأهيل البنية التحتية لهذه المواقع وتأهيلها، فى الـ٢٥ نقطة التى تم وضعها ضمن مسار العائلة المقدسة، وبدأنا بتجهيز الطرق والخدمات حول هذه الأماكن، فمسار العائلة المقدسة هو أطول مسار فى العالم، ويمتد من شمال سيناء حتى أواسط الصعيد وتحديدًا أسيوط، لذلك فالدولة بدأت بتأهيل البنية التحتية وتأهيل الأثر بشكل جيد، وهذا سيساعدنا فى المستقبل على فكرة الطرح الاستثمارى لمحيط الأثر لخلق فرص استثماريةب.
من جانبه أكد وزير الآثار مؤخرًا أن العمل على هذا الملف يتم بشكل ضخم لتطوير النقاط الواقعة عليه حيث تم افتتاح موقع سمنود فى شهر يناير ٢٠٢١، وجار العمل فى منطقة شجرة مريم بالمطرية تمهيدًا لافتتاحها قريبا.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة