طارق الطاهر
طارق الطاهر


معرض الكتاب وإنقاذ صناعة النشر

بوابة أخبار اليوم

السبت، 26 يونيو 2021 - 09:11 ص

طارق الطاهر

أيام تفصلنا عن الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وهى المؤجلة من يناير 2020، لظروف انتشار فيروس كورونا المستجد، ورغبة من الدولة فى نجاح هذه الدورة، تم تأجيلها لشهور لتقام بعد أيام وتحديدا فى الفترة من 30 يونيو إلى 15 يوليو.

إذن نحن أمام دورة استثنائية فى الموعد، والثالثة التى تقام فى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، بعد أن نجحت تجربة استضافته للدورة الـ 51 فى يناير 2019، وسط مخاوف من بعد المكان؛ بعد أن استقر فى وجدان الزائرين مقره القديم بأرض المعارض بمدينة نصر، ولكن التجربة بفضل رعاية الدولة ومؤسساتها المختلفة كتب لها التميز والنجاح.

تقام هذه الدورة "الصيفية" بعد كساد فى سوق النشر، استمر لأكثر من عام والنصف، بسبب انتشار فيروس كورونا، مما عطل المطابع عن دوران عجلاتها، وتعثر الكثير من مشروعات النشر، وسبب هذا الموقف ضيقا لدى قطاع عريض من الناشرين، الذين أجمعوا على أن هذا الفيروس هو أكبر "محنة" قابلتهم فى تاريخهم المهنى، بل هددت – هذه المحنة – دور النشر الصغيرة بالإغلاق التام، لعدم قدرتهم على تحمل هذا الوضع، من جهة، ومن جهة أخرى أحبط العديد من المؤلفين، الذين كانوا يطمحون أن ترى أعمالهم النور فى الشهور الماضية، وخاصة حينما اقترب موعد معرض يناير 2020، ولكن تم التأجيل، لتتراجع أحلامهم فى رؤية مؤلفاتهم وقد تحولت إلى واقع فعلى.

ورغم الجدل الذى أثير قبل شهر فقط، ما بين إقامة أوتأجيل "دورة الصيف"، إلا أن عجلة المطابع قد دارت، لتعلن العديد من دور النشر الصغيرة والكبيرة، على حد سواء، جاهزيتهم للمعرض، بمؤلفات جديدة، يغلب عليها كتب السير الذاتية والتراجم، وربما تراجع "الإبداع" من قصة وشعر ورواية، ليكون هو "الضحية الأولى" لهذه الدورة، التى – من المفترض – أن تفصلنا 6 شهور فقط عن دورة معرض يناير 2022، فمن خلال أحاديثى مع عدد من الناشرين، قرروا أن يحتفظوا بالأعمال الإبداعية للدورة القادمة، ويكون تركيزهم على كتب التراجم والسير والسياسة، ويعود من جديد الاهتمام بكتب "أدب الرحلات".

لاشك أننا أمام دورة تقام وسط تحديات كبيرة، لذا كنت أتمنى ألا تتوسع هيئة الكتاب، بنشاطها الثقافى، الذى من المقرر أن يقام على منصة المعرض الإلكترونية، وأن تركز الهيئة باعتباها أكبر دار نشر مصرية وعربية، على موضوع أساسى واحد، وهو "صناعة النشر" وما يحاك بها من عقبات ومشكلات، وأن تدعو أكبر عدد من العاملين فى هذا الحقل - أو بمعنى أدق هذه الصناعة- "دوليا"، "عربيا" و"مصريا" ( عبر المنصة الإلكترونية) للاستماع إلى آرائهم فى الوضع الراهن لهذه المهنة، التى تواجه "مأزقا وجوديا"، لوضع حلول عملية، وبذلك يكون المعرض لعب دورا "وطنيا" هاما، بعيدا عن تكرار الأنشطة، التى لا طائل من ورائها فى هذا المحفل، وكان لابد من التركيز على هذا الموضوع الحيوى فقط، لكى نخرج فى النهاية بورقة عمل، تساعد متخذ القرار "مصريا" و"عربيا".

فمما لاشك فيه أن معرض القاهرة الدولى للكتاب بتاريخه (ماضيه وحاضره ومستقبله) جدير بالقيام بهذه المهمة، فى هذا الوقت تحديدا، أما إقامة 7 فعاليات رئيسية على مدى أسبوعين، أمر ليس فى حاجة إليه فى هذه اللحظة الفارقة لمهنة النشر، لاسيما أن وزارة الثقافة لعبت هذا الدور على مدى عام ونصف، بتقديم أنشطتها "أون لاين"، وكنا نطمح أن يكون "الكتاب" بمشاكله وهمومه،هو فقط قضية هذا العام،أما الندوات والأمسيات الشعرية وأفلام الكرتون –رغم أهميتها– كان من الممكن أن تؤجل لدورة قادمة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة