سعيد الخولى
سعيد الخولى


كلمة والسلام

شبانة رضى الله عنه

سعيد الخولي

الأربعاء، 07 يوليه 2021 - 07:55 م

أثار رحيل عالمنا وأستاذنا الجليل الأستاذ عبدالله شبانة رحمه الله عن عالمنا منذ ثلاثة أيام ـ أثار ـ بداخلى سؤالا عما جناه مثل ذلك الرجل الزاهد من دنياه وهو يتلقى قدر الله فيه طوال أكثر من ثمانين عاما امتد عمره خلالها.
تساءلت بينى وبين نفسى عما كان يستشعره طوال عمره وقد قضى أغلبه متحملا مسئولية غيره، غير زارع لنفسه إلا فيمن حوله. أنسته أقداره الزواج ومعها حرمته إحدى زينتين للحياة الدنيا وهى زينة الولد والأنس به والسعادة معه وهو يحمل امتداده عقب رحيله عن هذه الدنيا. ولم أكن من القريبين للرجل لأضع نفسى مكانه وأحاول الإجابة عن سؤالى، لكننى فى ذات الوقت وغيرى كثيرون كان من الممكن أن نقرأ الإجابة من خلال وجهه الراضى ومحياه المبتسم دائما ويديه المبسوطتان وإسراعه بالعطاء لكل من حوله مما رزقه الله به. ولم يكن ذلك الرزق مالا فقط بل الأهم منه كان العلم طلبا وعطاء وترجمة فى عمله لتلاميذه والمتعلمين على يديه، كل ذلك بكل ماوسعه الجهد أن يبذله سعيدا مرققا لقلب من يأخذ عنه العلم أو يتعلم مبادئ العمل، ضاربا للجميع أروع أمثلة التفانى فى العمل والإخلاص له.
أما بذل المال فيعلمه كثيرون منذ كان بينهم زميلا لهم ،وحتى بعد أن آثر الراحة هناك إلى جوار ميدان الحسين لم يتوقف عطاؤه ومساعدته لغيره ،بل زاد معدل العطاء والوقوف إلى جوار المحتاجين والتغاضى عمن أخذ مقترضا ونكص عن الوفاء بما أخذ ،وهو فى ذلك يجعل جزءا من ماله لفك حاجة المكروبين يدور بينهم حسب شدة احتياج البعض عن البعض الآخر، ولو كان ذلك البعض لايعرفه شخصيا.
الإجابة عن سؤالى حول شعور الرجل تجاه الحياة وقدره فيها ليس فى حاجة سوى لقراءة وصف الله للمؤمنين الصادقين الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه، نحسبه كذلك ولانزكيه على الله وندعو الله أن يجعلنا كما كان راضيا بحظه من الدنيا مرضيا فيما يبذل من كل أنواع البذل.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه من الجنات فردوسها الأعلى.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة