سعيد الخولي
سعيد الخولي


كلمة والسلام

أفغانستان وطالبان والأمريكان

سعيد الخولي

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 06:26 م

مرة جديدة تفعلها أمريكا وتنسحب من بلد كانت تحتله بحجة محاربة الإرهاب وترسيخ الديمقراطية فى تلك البقعة الموبوءة من العالم بأوبئة الاستعمار الطويل وانتهاك مقدراتها ومعاناتها من الديكتاتورية ممن وصلوا فيها إلى سدة الحكم.

فعلتها فى العراق بعدما جيّشت الجيوش وترسنت الأسلحة واستولت على موافقة العالم بالقوة بدخول العراق بحثا عن أسلحة كيماوية مكذوبة اخترعتها الآلة الإعلامية السياسية والدبلوماسية الجهنمية الأمريكية، ثم استكملت التمثيلية بدعوى الحرب على داعش التى هى صنيعة أخرى لشرطى العالم المتخلى عن قواعد القانون الدولى والعرفى متمسكا فقط بقانون حكم هذا العالم بأى وسيلة ممكنة. وسقط البغدادى الخليفة وقتل الزرقاوى الأمير وراح بن لادن مؤسس القاعدة،  فلم تسقط حجة الحرب على الإرهاب ولم تقتل الرغبة المستمرة فى امتصاص خيرات هذه البقعة من العالم ولم تنقض المزاعم المتواصلة بأعداء مصنوعين على عين الإدارة الأمريكية وبحمايتها بعد قرار المحتل الأمريكى بتصفية الجيش العراقى فور سقوط بغداد؛حتى إذا استقرت الأهداف المرصودة وطابت الثمرة وحان القطاف أعلنت أمريكا عن الجلاء عن العراق لتتركه فريسة لإيران ولأسلحة الدواعش التى تركتها القوات الأمريكية فى تمثيلية مكشوفة للعالم كله لينعم بها الدواعش ومن على شاكلتهم من الفصائل والميليشيات المتناحرة على كعكة العراق والشام، ومن ثم محاولة العبث بسيناء أيضا وتهديد حدود مصر الغربية بتلك الميليشيات التى جرى نقلها إلى هناك، لولا موقف مصر الذى قال للجميع: قف عند حدك!

وكانت أحدث الحلقات فى أفغانستان التى دخلتها أمريكا أيضا بدعوى محاربة الإرهاب والقضاء على طالبان، وتأمركت أفغانستان قيادة ونظاما وجاء من يحكمها بالبراشوت من هناك، لكن قواعد اللعبة كان لها شأن آخر فلماذا تستمر هناك ولماذا لاتعود طالبان مرة أخرى لصدارة المشهد وأيضا بأسلحة أمريكية تبدو متروكة فى تمثيلية جديدة،وتعود طالبان لصدارة المشهد ثانية ولن يكون من المستغرب أن يهرب قادة أفغانستان ـ بل يعودون ـ إلى حيث أتوا من هناك من واشنطن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة