نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

خزائن الأسرار والسيرة المحفوظية

نهاد عرفة

الأربعاء، 25 أغسطس 2021 - 08:13 م

مكتبتك «ليست مجرد كائنات صماء قابعة على أرفف خشبية، ولا أوراق تتبدل ألوانها بفعل تأثيرات الزمن دون أن تشعر بها لأنها جامدة «ولأن المكتبة» مجموعة حيوات تعيد استنساخ أرواح أصحابها « فقد شغلته الفكرة « ذلك التكوين الذى ابتكره البشر ليكون خزانة ضخمة لا للمعرفة فقط بل للأسرار أيضا «. الكاتب الصحفى والأديب طارق الطاهر، ولسنوات طويلة ذهب فى جولة لمكتبات المبدعين من المشاهير الذين أثروا الأدب والسينما، كتاب ومفكرين، أدباء وفنانين ساهموا بثقافتهم المتنوعة فى صنع تاريخ هذا الوطن، واستطاع الطاهر من خلال بحثه وتنقيبه فى مكتباتهم أن يكشف الكثير من الأسرار، أزاح تراب الإهمال عن بعض المكتبات القابعة فى غرف مغلقة، فوسط الصفحات « قد تظهر عبارة تفضح سراً أخفاه صاحبها، بصمة يد أو خطاً ممدوداً تحت عبارة ما، ملاحظة دونها صاحبها على الهامش تكشف جوانب أخرى فى شخصيته لا يعلمها الكثيرون «. إنها متعة الكشف التى ظلت تحركه ليضع بين أيدينا مؤلفاً مميزا ونادرا تشعر وأنت تقرأه أنك تتجول فى دهاليز الأساطير القديمة. ولأن طارق الطاهر دائما ما يشعر بالحياة خلال تنقيبه بين الأوراق القديمة للأدباء والمفكرين الذين رحلوا، يميط عنها التراب ويخرجها للنور من جديد لنعيد اكتشاف أصحابها، فقد وضع بين يدى كتابين جديدين بعناوينهما الجاذبة، ومن خلال الكتابة ورشاقة التعبير عكفت على قراءتهما ليلتين كاملتين، فبالإضافة لمؤلفه خزائن الأسرار، كان الكتاب البديع «بخط اليد وعلم الوصول.. تاريخ جديد للسيرة المحفوظية»، كشف فيه حكايات جديدة وموثقة عن علاقة الأديب المصرى العالمى نجيب محفوظ بالثورات والسياسة والدين وعلاقته بالنقاد ونظرة المستشرقين والمستعربين والباحثين لأعماله، وعلاقته بالأجيال المختلفة من المبدعين والسنيمائيين ورجال السياسة وزوجات الرؤساء، من خلال قراءة دقيقة لإهداءات مكتبته التى احتفظ بها طيلة حياته، ويتضمن الكتاب معرضاً بخط يد كبار المثقفين والأدباء ومحبى نجيب محفوظ ، فدائماً، كما يقول طارق الطاهر « يظل للرسائل بريقها فهى الكاشفة عن خصوصية مايربط بين المرسل والمرسًل إليه، ويزداد هذا الكنز ثراءً إذا كثرت الأوراق ووجهت إلى شخصية، لم تؤثر فى حياتنا فحسب، بل فى التاريخ الإبداعى للإنسانية «. الكتابان إضافة رائعة للمكتبة المصرية، ومنبراً للمعرفة ولمعلومات لم نكن نعرفها من قبل، شكراً الكاتب والأديب المبدع طارق الطاهر.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة