الأحد، 05 سبتمبر 2021 - 03:14 م

خديجة مكحلى

لاقِ الصباحَ بوجهِ أنثى نائرٍ
وانهلْ إذا مارمْتَ يوماً طيِّبا
واطلبْ شفاءَكَ من أكُفِّ الأمهاتِ 
إذا اشتكى جرحٌ لديكَ تَلَهَّبا
لقلوبِهِنَّ تعيشُ نسوةُ أرضِنا
بقلوبِهِنَّ أضَأْنَ هذا الكوكبا
فبدونِ حواءَ اللطيفةِ لاحياةَ  
بلا النساءِ الكونُ يغدو مُجدِبا
ينثرْنَ حُسناً فى جهاتٍ أربعٍ
يُنبتْنَ عِزَّاً فى الفيافى والرُّبى
لاشيءَ تَلْمسُهُ أناملُ نِسوةٍ
إلا وصارَ مُسَكَّراً ومُحبَّبا
>>>
منذُ الخليقةِ والقراصنةُ الذكوْرُ 
قدِ استبدوا واستباحوا المركِبا
أقصوا الإناثَ تحكَّموا بِمصيرِهِنَّ
الأكلَ يحْتكِرونَهُ والمَشْربا
وذوو النِّصالِ يُمارِسونَ على ذواتِ 
أُنوثَةٍ ظُلماً وقهراً مُرعِبا
تُسْتَنْزَعِ الأنفاسُ إن شاؤوا فَلَيْسَ 
هُنَا دَبيْبٌ دَبَّ أوْ حابٍ حَبا
جرْحُ النساءِ يَظَلُّ مُلْتَهباً يُديْنُ
الجارَ والسِّمسارَ والأخَ والأَبا
يَقِفُ الجدارُ وخَلْفَهُ تَتَجرَّعُ ال
زوجاتُ كأساً من حديدٍ ذُوِّبا
حاوَلْنَ صَدَّ تَعَنُّتِ التَّطْفيفِ والقَهْرِ
المَريرِ فما استَطَعْنَ المَهْربا
>>>
آنَ الأوانُ فَمَشْرقاً -أعطوا النساءَ
الفُضْلياتِ حُقوقَهُنَّ- وَمَغْرِبا
واطووا مسافاتِ الظلامِ استأنِسوا
بالنُّوْرِ مِنْ تَحْنانِهِنَّ تَصَبَّبا
الحقُّ أوصى بالنِّساءِ فَكُلُّ إجْ
حافٍ بِهِنَّ قَدِ اسْتُجِبَّ وصُوِّبا
بيدِ الإناثِ دَعوا الأُموْرَ لِتَسْمَحوا
للذوقِ والأخلاقِ أنْ يَتَهَذَّبا
فإذا تَقَلَّدَتِ المناصِبَ فاضِلاتٌ
مُقْبِلاتُ العيشِ صارَتْ أعْذَبا
فَجْرُ النِّساءِ يَلُوْحُ نورُ قُدومِهِ
وَعَزيزُ مِصْرَ بِهِ استَهَلَّ وَرَحَّبا.