عادل دربالة
عادل دربالة


ياريت

عادل دربالة

السبت، 11 سبتمبر 2021 - 08:29 م

عندما تصنع الخير تجد نفسك مُحاطًا بكل خيرٍ، عندما تتقى الله وتُراعى المولى - عز وجل -، تجد نفسك مُحصنًا بعنايته.. أول أمس شاهدنا جميعًا جنازة شعبية لشيخ بندر التجار الراحل الحاج محمود العربى، الآلاف من كل الطوائف حضرت فى وداع هذا الرجل فى مشهدٍ مهيبٍ قليلًا ما يحدث، الأعداد الغفيرة تُبرهن على حُب الناس لهذا الرجل، جعلتنا جميعًا نتساءل ماذا صنع هذا الرجل لتكون جنازته بهذا الشكل المبهر والمبهج، والذى يدل على عظمة حُب الناس؟!.. جنازة الراحل الحاج محمود العربى حضرت لتُثبت أن هناك من تقلَّد المنصب لكنه حرص على الخروج الآمن منه بحب الناس، لقد حقَّق الراحل مسيرةً من النجاح على مدى سنوات طويلة لم يأتِ فيها على حق عاملٍ من عماله، بل كان دائمًا يرفض كلمة أن هذا الشخص يعمل عنده، ويقول لا يعمل عندى بل نعمل معًا، عُرف عنه الجود والكرم والخير، وفى أزمة كورونا لم يقم بتسريح عامل واحد مثلما فعل الكثيرون، بالعكس كان حريصًا على كل عاملٍ يعمل معه، ولم يشتكِ من ضعف الموارد، بل فكَّر فى مواجهة الأمر بشجاعةٍ، علمًا بأن هذا الرجل مات دون أن يحصل على قرضٍ واحدٍ من الدولة أو تملَّك مساحات شاسعة بأقل المبالغ كما فعل الكثيرون فى زمنٍ فات.. حقيقى لحظة تشييع جثمان محمود العربى هى درسٌ لكل صاحب منصب، أن الحياة فانية، وأن الخير هو الباقى، لقد علمنا أن نصنع الخير حتى نخرج من الدنيا على خير، الرسالة واضحة، فلماذا التكالب على الدنيا والنهاية حتمية ومعروفة بارتداء كفن بلا جيوب، كلنا سنغادر بلا أموالٍ أو مناصب، لكن تبقى أعمالنا شاهدةً علينا، ويبقى الخير هو الزاد فى رحلة الآخرة.. رحم الله شيخ بندر التجار الحاج محمود العربى، الذى علَّمنا دروسًا فى رحلته العملية ودروسًا فى يوم رحيله، و»إنا لله وإنا إليه راجعون».
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة