زينب عفيفى
زينب عفيفى


بينى وبينك

زهور وائل ومتاهات جمال

أخبار اليوم

الجمعة، 24 سبتمبر 2021 - 08:53 م

إننى أؤمن بالمصادفات فى حياتى، وغالبا ما تكون جميلة، وينطبق عليها أقوال «المصادفة خير من ألف ميعاد»، أو «أنها لا تأتى إلا لمن يستحقها».
 حين ذهبت إلى معرض الفنان وائل حمدان وجدت بجواره معرض الفنان جمال فهمي، الأول عاشق للأزهار والنباتات، والثانى أدخلنى فى متاهات اللون وسحر انعكاساته فى برواز أبيض، اختار وائل أن تكون الأزهار والنباتات المائية عنوان معرضه البديع الذى سحرنى بألوانه وروحه الشفافة، وفى لحظات استطاع بألوانه المائية السابحة مع الورد الملون أن يدخلنى فى عالم من الرومانسية بعيدا عن صخب المدينة، فى لوحات شكلها بألوانه المائية كأنها مشاهد من الفردوس، فأخذنى بجمالها بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية، بمجرد النظر إلى لوحاته يسرى بداخلك مزيج من الارتياح والسكينة والرضا، يقول حمدان: هذه اللوحات استلهمتها من الطبيعة بشكل خيالى أحيانا، وتجريدى فى أحيان أخري، هى محاولات لتسجيل افتتانى بهذه النباتات المبهجة، وبالفعل كلها لوحات تضج بالبهجة والجمال الفاتن للطبيعة.
ومن حالة السكون والهدوء توقفت أمام لوحات جمال فهمى الفاتنة فى بروازها البيضاء، لتثير بداخلى الدهشة والحيرة والجمال، فى تناقض الحياة خير وشر وقبح وجمال وبهجة وحزن، حلو ومر، أمل ويأس، جنون صاخب وعقلانية مملة. ويقول جمال: كيف نمضى فى مسيرتنا المضيئة دون أن نضع كل هذه المتناقضات الصارخة فى برواز أبيض.
استوقفتنى حالة من الدهشة بين مصادفة تجاور المعرضين حيث يفصلهما حاجز خشبى يسمح برؤية المعرضين فى آن واحد، يربطهما معنى متسع بكل متناقضات الحياة، بين سكون الورود وصراخ المتاهات الصامت، فى لوحات غاية فى العذوبة، مما أثار فى رأسى تساؤلات عديدة أهمها: أين نحن من الفن التشكيلي، الذى يشكل الوجدان بالروح والألوان فى زمن صاخب ينسينا أن روح الإنسان فى رؤية الجمال؟


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة