محمد سلامة
محمد سلامة


حديث الأربعاء

الحمد لله

الأخبار

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021 - 07:27 م

محمد سلامة

أرْجعت آلْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ اَنقَلِبْ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ... ترددت لحظات أظنها طالت وأطالت دهشتى ... هل الرقم صحيح ... هل هنالك 3 أصفار يمينه ... خشيت أن أسأل العامل عن مدى صحة الرقم فيبادرنى بنظرات مستنكرة ربما يعتبرنى معها «متطفلا» على المكان ... غريب قادته قدماه الى المكان الخطأ ... قروى ساذج أقتحم عالم الاغنياء على غفلة منهم ... استجمعت ما تبقى من رباطة جأش ... تقدمت الى العامل محاولاً التماسك حتى لا أبدو غريباً على «المكان» الفاخر هذا ...  سألته باستعلاء «مصطنع» ذلك الجاكت المعلق هناك على شماعات العرض صناعة اوروبية أم هو أمريكى المنشأ ... بادرنى صناعة «هندية» ... عاجلته «دا أبقى انا هندى ... لو أشتريته بالسعر دا» ... تعجب الرجل وبدت من نظراته الفضول ... لكن  يا فندم السعر مش غالى أبداً على قطعة زى دى ... بتهكم وسخرية ونبرة يغلفها الحزن والشجن  ... سألته 391 الفا وليس غالياً ... هو فى زباين بيدفعوا الرقم دا ... كاد يسقط أرضاً من الضحك وقد ملأت قهقهته المكان استدار معها أغلب من به الينا يتساءلون عن اسباب تلك الضحكات المجللة ... يا فندم الرقم صحيح لاشك ... اكمل وقد علت علامات الدهشة والبؤس فى آن واحد وجهى ... أكمل لكنه بالليرة اللبنانى ... لولا «كمامة» غطت وجهى تقريباً لبدا فمى على اتساعه متعجباً ... الى هذا الدرجة هانت وأهينت الليرة اللبنانية ... جاكت «عادى» جداً سعره 391 الف ليرة لبنانية ... لا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم ... قامت الدنيا ولم تقعد يومها ... الجميع نصب نفسه خبيراً اقتصادياً ... محلل مالى لا يشق له غبار عندما قفز سعر صرف الدولار امام الجنيه الى مستوى غير مسبوق لامس حاجز 20 جنيهاً عقب تحرير سعر الصرف اوائل عام 2016 قبل ان يرتد الى سعر 15.65 جنيه اليوم ... رغم كل الازمات المالية العالمية ... المحلية ... ثورتان متتاليتان  ... وباء اجتاح العالم ولايزال ... صمد الجنيه ... استرد بعض مكاسبه ... قاوم ظروفا استثنائية طاحنة ... اعتيادية شديدة الصعوبة ...  ميراث قاس من مشاكل اقتصادية ... اجتماعية جرى ترحيلها حتى يقضى الله امراً كان مفعولاً ... لولا برنامج صعب للاصلاح الاقتصادى ما كان يجرؤ على تنفيذه سوى رجل اسمه عبد الفتاح السيسى ... رجل لم يركن للارض ينعى ظروفاً ورثها رغماً عنه ... ظروفاً قاسية ... شديدة القسوة تنوء بها العصبة أولو القوة ... مشاكل مستعصية تتطلب عقوداً للاصلاح ... مليارات ... تريليونات لمواجهتها ... نجح الرجل بجسارته غير المعهودة أو المعتادة فى تنفيذ برنامج للاصلاح لولاه لأصبح الجنيه اليوم  - لا قدر الله - لا يختلف كثيراً عن الليرة اللبنانية ... الدينار العراقى ... الدينار الليبى ... الريال اليمنى ... الليرة السورية ولايزال الحبل على الجرار ... عملات سادت ثم بادت لاسباب عدة يعلمها القاصى والدانى ... الحمد لله من قبل ومن بعد .


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة