غلاف الرواية
غلاف الرواية


مؤلف رواية «حصار»: ليت الجميع يكتبون عن مأساتنا

محمد السرساوي

الأحد، 31 أكتوبر 2021 - 08:36 م

فى محاولة لتجسيد هول المأساة الفلسطينية نسج الأديب الفلسطينى همام الخالدى خيوط المحنة فى تشكيل روائى حمل عنوان «حصار»، وعبر أحداثها نتعرف على محنة البطل باسل المغازى الذى كان عمره ثلاث سنوات فقط حين بدأت نكبة 1948، وهنا يتبدى معنى الحصارالذى التف حول عنق الفتى منذ نعومة أظفاره وكأنه حبل من شوك امتد ليخنق الواقع الفلسطينى كله ،وبدا باسل محاصرا أينما ذهب سواء من المحتل الغاصب أو من سلبيات المجتمع الفلسطينى، ويحدثنا الخالدى عن روايته التى صدرت مؤخرا عن دار تويا عبر الحوار التالى :

همام الخالدى

- هل رواية حصار توثق تاريخ الصراع الفلسطينى الإسرائيلي؟
صحيح، هى محاولة لتوثيق بعض من مشاهد صراعنا مع الاحتلال، ولكن بطريقة درامية، لابد أن نعرف جميعا أن الذاكرة والهوية الفلسطينية مستهدفتان، وهناك محاولات مستمرة لطمسهما، ولا يجب أن ننسى مقولة بن غوريون «الكبار يموتون والصغار ينسون»، ولذلك علينا أن نوثق حكاياتنا كى لا تسقط من ذاكرة الأجيال المتعاقبة، خاصة فى ظل محاولات تغييب القضية الفلسطينية فى ظل ما حدث ولايزال يحدث فى المنطقة العربية، يجب أن نوثق شهادات أهالينا التى نقلوها شفويًا إلينا كما يجب أن نوثق الذى يحدث حاليًا، يجب أن نخلد أسماء القرى التى هُجّر أهالينا منها والتى تقام على أنقاضها مستوطنات ومستعمرات إسرائيلية .

- الكثير من النصوص الإبداعية حاول تجسيد المأساة الفلسطينية، ألم تخش أن تبدو روايتك مكررة وسط هذا السياق؟
بشكل عام، لا توجد رواية مكررة، فكل منها لها حبكتها وزمانها ومكانها، ولا أعتقد أن رواية ستتشابه مع أخرى حتى لو كانت تدور فى نفس الحقبة الزمنية، الأحداث بالتأكيد ستكون مختلفة، ثم بخصوص ما كتب عن فلسطين، القضية الفلسطينية غنية بالحكايات، ليت الجميع يكتبون عن مأساتنا، لأن هناك تقصيرا حقيقيا فى الكتابة عن قضيتنا.

- لماذا قررت أن تدور أحداث روايتك الأولى عن هذا الجرح؟
أولًا وأخيرًا لأننى ابن المجتمع الفلسطيني، وابن مخيمات اللاجئين، ولأننى كما كل أبناء شعبنا مأسور بقضيتنا، وهنا أذكر ما قاله إدوارد سعيد بأنه يجب على كل فلسطينى وفلسطينية أن يرووا قصتهم، أنا أعتقد أن الكتابة عن فلسطين وقضيتها فرض عين على كل الأدباء الفلسطينيين، وفرض كفاية على الأدباء العرب، كتابتى عن فلسطين هو القاعدة وليست الاستثناء، وهى جزء من مشاركتى الواجبة فى معركة حفظ الهوية والذاكرة الفلسطينية، وكذلك هى مشاركة فى بناء الوعى الجمعى بالقضية الفلسطينية لدى الأجيال الفلسطينية والعربية الجديدة.

كذلك فى ظل انتشار مشاهد الدماء فى كل مكان من حولنا، أعتقد أنه من المهم أن نحكى الجوانب الإنسانية فى حياة شعبنا، وأنا مؤمن أن مشهدا دراميا واحدا فى رواية أو فى فيلم كفيل أن يجلب التعاطف مع قضيتنا - خاصة لدى الجمهور الغربى - أكثر من مشاهد الدماء التى وللأسف الشديد اعتاد العالم عليها فى السنوات الماضية فى كل مكان.

- وما هو مشروعك الإبداعى الجديد؟
أعكف حاليا على كتابة رواية «فانتازيا»، تدور أحداثها فى دولة افتراضية، وهى رواية مختلفة عن رواية «حصار» فى الشكل والمضمون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة