وردة الحسينى
وردة الحسينى


أرى

ما وراء فيلا اسحق

وردة الحسيني

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 09:20 م

هناك أشياء، كثيرون يمرون عليها غير مدركين أنها شاهد على أحداث ومواقف تاريخية لا يجب ان تنسى خاصة لدورها فى خدمة القضايا المصيرية للشعوب..

ومن هذه الأشياء فيلا بالزمالك عمرها ٩٢عاما، وقدمها ليس المهم فى حكايتها،فما يميز ذلك المكان أنه كان حاضرا لمساندة مصر لأشقائها الافارقة،وعاش فيه شباب أصبحوا فيما بعد زعماء ورؤساء ووزراء فى بلادهم..

عاش فى تلك الفيلا فى الاربعينيات من القرن الماضى محمد عبد العزيز اسحق أستاذ اللغة العربية والأدب العربى بجامعة فؤاد الأول،جامعة القاهرة حاليا،والذى ينتمى لأسرة صعيدية ثرية،وقد عاش لست سنوات بالسودان حينما انتقل للتدريس بفرع الجامعة هناك ،وتوثقت علاقته مع طلابه من شرق افريقيا،وتعجب حينما حكوا له قصصا عن معاناة اهل جنوب السودان من الفقر والتخلف،وبصالونه الثقافى الاسبوعى بنفس الفيلا التقى بيوسف السباعي،ومثلما سرد له تلك القصص نقلها هو الآخر للرئيس الراحل عبد الناصر،وبعدها التقى مع اسحق حيث طلب منه التواصل مع هؤلاء الطلبة والتأكيد على استعداد مصر لاستضافتهم ودعمهم فى معركة  استقلال بلادهم،وقد كان ..

وكانت فيلا اسحق  المكان الذى احتضنهم ،حيث اطلق عليه»الرابطة الافريقية»،وبعدما امتلأت غرفه بالشباب الافريقى قرر اسحق  ترك الفيلا للرابطة،واختار ان يمضى بقية حياته بشقة بالزمالك..

فمن هذا المكان انطلق الدور المصرى فى افريقيا، وكانت تلك الرابطة تابعة لرئاسة الجمهورية،ولاعتبارات تعلقت بعلاقات مصر الاوربية تحولت الى «الجمعية الافريقية» لتكون منظمة للمجتمع المدنى تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية او التضامن الاجتماعى حاليا..

وكغيرها من المبانى القديمة فى الأماكن العريقة،حاول المنتفعون فى فترة ما هدمها لإقامة برج سكني! ومع ذلك صمدت للآن.


أخيرا..

يجب الحفاظ على استمرار بقاء هذا الرمز وترميمه ليبقى على مر الزمان شاهدا على مرحلة تاريخية خالدة لن تنسى عن دعم مصر للقارة السمراء.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة