إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


أما قبل

أفشه نموذجا

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - 07:03 م

المنتخب فى الطريق الصحيح ، قياسا على ما تحقق من نتائج  وتأهل للدور الأخير والحاسم من تصفيات كأس العالم ، ويبقى الكلام عن الأداء وتذبذبه واجتهاد كيروش فى توظيف بعض اللاعبين فى غير مراكزهم أو بما لا يتفق وقدراتهم الفنية المعهودة هو كلام  له مبرراته وأسبابه المنطقية فى كثير من الأحوال ، كما أنه يبقى نقدا يحتاجه الفريق وقد رحب به المدرب البرتغالى مادام يستند لرؤية واقعية وجادة  ..  وفى مسيرة المنتخب الأخيرة وعلاقة كيروش باللاعبين؛ ظهر صانع ألعاب الأهلى محمد مجدى أفشه نموذجا لما يجب أن تكون عليه علاقة اللاعب الدولى بمدربه ومنتخب وطنه بل ومع منافسيه وجمهوره. أفشه نموذج يستوجب التأمل والتحية ..

أفشه الذى استبعده كيروش من المنتخب وهو الذى يراه الكثيرون نجم الموسم المنقضى وأحد أكثر  العناصر التى أثرت فى تتويج الأهلى ببطولة أفريقيا مرتين فى شهور قلبلة ، لم يتبرم من قرار الاستبعاد ولم يصرح بأى غضب. بل وعندما أعاده المدرب للمنتخب وضعه احتياطيا  ولما حاول  مراسل تليفزيونى استدراجه لمنطقة الغضب  عقب تألقه فى المباراة الأخيرة أمام الجابون وإسهامه اللافت فى الفوز قال أفشه بعفوية :» أنا مش بتاع مشاكل ولا يمكن  أزعل من قرار مدرب أنا بأعمل شغلى ..وأنفذ المطلوب منى وخلاص .. القرار عند الكوتش «.

هذا النوع من اللاعبين هو ما يحتاجه المنتخب بل كل فريق  وهذه روح احترافية يجب أن يرعاها الإعلام ويعززها ويدافع عنها ، فاللاعب المصرى الذى يتم تعويده وتدليله  ونفخه وتربيته على النرجسية والشعور بالذات المتضخمة  هو الأقرب للفشل منه للنجاح .

أفشه  لا يمثل ولا يصطنع ، وكان نموذجا فى سلوكه الرياضى فى لقاء الأهلى والزمالك الأخير حين لفت نظره طفل زمالكاوى يبكى بعد هدف الأهلى الخامس فاحتضنه وطيب خاطره واهتم بعد المباراة بمسح دموعه وأهداه فانلته وطبطب عليه .. دعونا مما ظهر لدى هذا الطفل من مشاعر كراهية تنافى القيم الرياضية ولابد من  محاسبة القائمين على زرع مثل هذه المشاعر  القاتمة ولكن أحدا بالإعلام لم يستوقفه خطأ وخطورة أن يترك نفس الطفل  أمام الكاميرات يقيم لاعبى ناديه الكبار ويسخر من بعضهم ويحملهم مسئولية الهزائم ولا يستوقف أحدا مثل هذا السلوك من ناشئ بحق لاعبين بل كباتن بناديه .  أفشه كان  منذ ظهوره نموذجا حتى وهو يتحدث غير مرة عن أصله الطيب  ونشأته بل وتسميته بهذا اللقب بسبب أنه كان «شاطر فى أفش الفراخ « فى محل تديره والدته فى قريته بالجيزة  .. وهكذا النبت الطيب والمتصالح مع نفسه ..

أفشه .. ربنا يكرمك.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة