هبه عمر
هبه عمر


وجع قلب

حصاد خارج المنهج

أخبار اليوم

الجمعة، 03 ديسمبر 2021 - 06:00 م

طلب الأستاذ بإحدى الكليات الجامعية من طلابه ، فى أول محاضرة له ،الإجابة عن ثلاثة أسئلة بصراحة، حتى يمكنه التعرف عليهم بصورة أوضح، كان السؤال الأول «من لديه فى بيته مكتبة؟» ورفع ثلاثة طلاب أيديهم، وكان السؤال الثانى «من قرأ كتابا خلال العام الحالى؟» ورفع خمسة من الطلاب أيديهم بحماس، ثم سأل الأستاذ»من يقرأ ولو صحيفة واحدة يوميا؟»فارتفعت يد طالبة واحدة على استحياء!.

وبدأت مناقشة حرة عن أسباب الجفاء المعلن مع القراءة والثقافة بوجه عام ، ورأى البعض منهم أن القراءة السريعة لأهم الأحداث على شاشة المحمول تكفى فلا وقت للقراءة التفصيلية، ورأى آخرون أن الحالة الإقتصادية، وإرتفاع سعر الكتاب، هى الأسباب المعروفة ، وكان رأى البعض أكثر صراحة بقولهم أن عدم التعود على القراءة خارج المنهج الدراسى هى السبب الرئيسي.

المؤكد أن الزمن تغير ومعه تغيرت روافد المعرفة ووسائلها، ولم تعد الثقافة مصدرها الكتب ومناهج الدراسة فقط، مع التطور السريع فى عالم التكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الإنترنت للتواصل مع كل ما يحدث فى العالم، بشكل أيسر وأسرع، ورغم ذلك تبدو مشكلات الهوية الثقافية واضحة، وأبرزها ضعف التعامل مع اللغة العربية بصورة مخزية تكشف مدى سوء تعلمها من مرحلة التعليم الأساسى حتى التعليم الجامعى، ومع عدم إهتمام الأسرة والمدرسة والجامعة بالتأكد من جودة تعلم اللغة العربية وممارستها والتعامل بها ومعها بصورة صحيحة تصبح لغة مجهولة للأبناء يعجزون عن التعبير بها  حتى فى أبسط صورها، ويدهشنا بعد ذلك أن نلمس حصاد هذا العجز فى بعض ما نقرأه ونسمعه ونشاهده من لغة تتسم بالركاكة والقبح والأخطاء فى النطق والكتابة.

وإذا كانت أحد أهداف التعليم الجامعي، كما يفترض بديهيا، هى التثقيف وتنمية المهارات الفكرية والذهنية والحياتية، فإن تحفيز شبابها لتحصيل المعرفة ومنحهم حرية المناقشة والتفاعل والتفكير والمشاركة فى أنشطة ثقافية خارج إطار المناهج الدراسية  يقتضى جهدا وإعدادا ممنهجا وتدريبا طوال سنوات الدراسة الجامعية ،كما يتطلب تخصيص موارد وتمويل تساعد على تحقيق هذا الهدف بشكل جاد وليس صوريا فقط.
وللحديث بقية


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة