هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

دعوة للمقاومة

أخبار اليوم

الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 06:19 م

بقلم/ هبة عمر

قد تكون أى دعوة للتفاؤل فى هذا الزمن شديد القسوة نوعا من الخيال لدى بعض البشر، أو محاولة هروب من الواقع فى رأى البعض الآخر، ولكنها فى حقيقتها دعوة للمقاومة فى مواجهة تقلبات الحياة ومحاولة للنجاة من الغرق فى بحرها المضطرب، ورفض الإستسلام لأسباب اليأس والإحباط .

وإذا كنتَ تميل إلى تبنى نظرة سلبية فى كل شأن، فلا تتوقع أن تُصبح متفائلًا بين عشية وضحاها، فأنت تحتاج لمقاومة مشاعرك السلبية لتقليل نقدك لذاتك وللعالم من حولك، لتصبح حالتكَ الذهنية تميل للتفاؤل، وبالتالى تَزيد قدرتكَ على التعامُل مع التوتُّر اليومى بطريقة بناءة وهذه المقاومة تحتاج لتدريب الدماغ لكى يكون أكثر إيجابية.

وفقاً لتحليل عدة دراسات نفسية وعصبية فإن تخيل أفضل ما لديك وما منحته لك الحياة هى أكثر الطرق الفعالة لزيادة التفاؤل والتغلب على ما يسبب الإحباط، كما أن تدوين التجارب الإيجابية التى مررت بها فى حياتك اليومية يجعلك ممتناً ويمكن أن يحسن نظرتك للحياة، لأن الثابت علميا أن ممارسة الامتنان تخفف أسلوب التفكير السلبى وتحوله تدريجيا إلى شعور بالتفاؤل، كما أن تركيز الذهن فى كل ما تتلقاه من تقدير ومساعدة ورعاية ودعم من المحيطين بك مهما كان بسيطا يعزز الشعور بالتفاؤل.

وتوصلت أستاذة علم الأعصاب الإدراكى فى جامعة لندن «تالى شاروت» الى أن التحيز للتفاؤل هو مقاومة فى مواجهة الواقع، وعلى الرغم من الأحداث السلبية غير المتوقعة التى تحدث معنا أو نشاهد حدوثها حولنا، فإن الأحداث الإيجابية هى التى تترك الانطباع الأكبر على نظم قناعاتنا.

فنحن نتعلم بشكل أفضل من الأشياء الجيدة مما يجعلنا نستمر فى التحيز الايجابي، لكن الإفراط فى التفاؤل يمكن أن يؤدى إلى تقييم المخاطر المحتملة بشكل يفتقر إلى الدقة . لذلك ونحن ننتظر عاما جديدا استمروا فى المقاومة وتفاءلوا تصحوا.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة